رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صانع السبح.. "مسعد روسيا" يروى ذكرياته عن عصى وسبح المشاهير

جريدة الدستور

عمل في صناعة السبح منذ عام 1970، ابتكر فيها ماكينة للتخريم، وأصبح من أشهر صانعي السبح والعصي البابوية وعصي المقرئين.

مسعد علي الشهير بـ"مسعد روسيا"، الشاهد على الكثير من الحكايات عن المشاهير والرؤساء، يروى لـ "الدستور" سر شهرته التي انتشرت في جميع الدول العربية.

مسعد لديه عشرة أخوة، كان عليه أن يعمل لتوفير احتياجاته كما هو حال أطفال جيله، ويقول مسعد: "من أبرز الأماكن التى عملت بها فى طفولتى كان وكالة القطن مع "علي حمامة" عم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى عمل معنا لفترة في صغره".

أما اسم روسيا فجاء بسبب قوته فى الضرب بالرأس، كما يؤكد مسعد الذى أضاف "كان حى الجمالية مليء بالفتوات، وهو الامر الذي كان يحتم على الشاب أن تكون قويا للتصدى لأتباعهم إن أجبرته الظروف، وهو الامر الذي جعلنا ندرب أنفسنا على "الروسيات" أي الضرب بالرأس، فكنا نضرب جذوع الأشجار حتى تقى الجمجمة، وبالفعل كانت لي روسية كبيرة وأطلقوا على من وقتها مسعد روسيا".

التخريم.. كيف تطورت صناعة السبح فى الحسين

ويروى "روسيا" قصة تطوير صناعة السبح، التى كانت تقتصر على الخرم الواحد، ما لا يسمح بوجود جماليات كثيرة، فيقول: "عم حمامة هو من أحضر الماكينة الآلية التي طورناها فيما بعد، وكانت اختراعا ضمن لنا الكثير من الزبائن الذين سمعوا عن جودة صناعتنا.. وقتها أخذنا الفكرة من مخارط الحديد، وكنت أخرط الحبة والميدنة الخاصة بالسبحة، وفكر في تطوير الموتور.. التخريم كان وقتها عبارة عن سبعة في ثمانية بأربع حيات، وكان نوعها مكاوي وهو الاسم المشتق من مكة المكرمة".

ويضيف "لم يتوقف التطور عند هذا الحد، بل امتد حتى وصل إلى مائة خرم بالحبة الواحدة، وهو ما يحتاج إلى تدريب شاق ونظر جيد وقدرة كبيرة، مستطردا " طورنا الأمر تماما حتى سمع بنا القاصي والداني في الدول العربية، وكان هناك سماسرة يطلبون منا أن نقوم بعمل طلبيات معينة للرؤساء".

مع شهرة "مسعد روسيا" وتزايد الطلب على منتجاته، أصبح فى حاجة للكثير من المساعدين المدربين والمهرة، فكان يستقطب القادمون للدراسة بالأزهر، وتعليمهم أسس الصناعة حتى أصبحوا مهرة يتاجرون في السبح ويربحون منها الكثير، بالإضافة إلى أبناء الفقراء حتى يجدون لهم حياة كريمة من خلال صنعة تؤهلهم لسوق العمل، مؤكدا أن "فن صناعة الصبح لا تحتاج إلا لمهارة الصنايعي، التي يمكن ان إجادتها خلال ثلاثة أعوام فقط".


- سبح الزعماء اليسر لـ "فيصل" وورق الشجر الذهبى لـ "صدام" و"الأسد" يكتب اسمه على 23 حبة

مهارة "مسعد روسيا" وشهرته وصلت إلى الرؤساء والملوك، وتواصل الكثير منهم معه، وطلبوا منه تصميم سبح وأشياء أخرى بأشكال وسمات معينة، ومن أبرزهم العاهل السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز والذي تواصل معه عبر وسيط، ليطلب منه صناعة سبحة من اليسر والذهب"، أما سبحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فكانت من أوراق الشجر المطعمة بالذهب، فيما كانت سبحة الرئيس السورى حافظ الأسد تحتوي على 23 حبة، ومكتوب عليها اسمه، وكانت من الفئة التي تحتاج إلى تعب كثير في صناعتها.

لم تقتصر علاقة "سعيد روسيا بالرؤساء فقط، بل امتدت للسفارات حسب قوله "كان هناك الكثير ممن يتعاملون مع السفارات يأتون لطلب أشياء معينة، فمثلا جاءنىشخص يدعى عبدالله اليمني وكان وسيطا وتربطه صلة قرابة بالرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وطلب سبحة كانت لها مواصفات كبيرة، وبالفعل صنعتها له بناء على طلبه وأرسلها مع وفد إلى الملك باليمن السعيد".


مواصفات عقد "مديحة كامل" الفيروزى.. وسر شراء "راغب علامة" لـ 30 سبحة

ويقول مسعد روسيا "الفنانين أيضا كانوا مهتمون بأعمالى، فسبق أن صنعت للفنانة مديحة كامل، وهى فى أوج شهرتها، عقدا من الفيروز، وكتبت على حباته كلمات "رباعيات الخيام"، وبلغت تكلفته فى ذلك الوقت 20 ألف جنيه".

ويضيف " أما الفنان راغب علامة فصنعت له 30 سبحة مطعمة بالذهب، كان يريد إهدائها إلى بعض الملوك والمشاهير، فكتبت على كل سبحة اسم الشخصية المهداه له.

عصي الباباوات والمشايخ "ماركة مسجلة"
ويؤكد مسعد أن صنعته أمتدت لتصميم عصى الباباوات والمشايخ، قائلا "صنعت عصي للباباوات وأتباعهم من رجال الكنائس، لكني لم أتوقف عند هذا، فقمت بعمل عصي للشيوخ الكبار أيضا، وكنت اكتب عليها أسماء الله الحسنى بالتخريم، حتى أنه أصبحت أشبه بالماركة المسجلة فمجرد أن يراها البعض فيعلم انها من صناعتي أنا".