رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى حفيدى حمزة.. وانتصرت إرادة الشعب يا مصر


صباح الخير ياحمزة، «وحشتنى» بقالى كتير ماشفتكش، حتى القطة ساشا «وحشتنى» عارفة يا ساشا، بقالك معايا 15 سنة واعتدت أن أحكى لك حكاوى كثيرة، سعيدة ومريرة. لكننى اليوم سعيدة جدًا يا ساشا لأنك مازلت معنا لتشهدى أروع ثورة سطرها شعب مصر بكفاحه ودماء شهدائه وتضحيات الكثير من بناته وأبنائه.

كم أنا سعيدة ياحمزة لأنك معانا السنة دى، وهذا الشهر الكريم، شهر الصوم والبركات، هو أول رمضان وأنت معنا. يللا اكبر يا حمزة علشان تصوم وتقول للجدة كوكى تحب تفطر إيه.

كل سنة وأنتم طيبون، كل سنة وانتصارات الشعب المصرى تزيد ونحقق أهداف ثورتنا. أنا سعيدة لأنك يا حمزة فى عامك الأول انتصرت إرادة الشعب المصرى واسترد ثورته وبلده ووطنه. أكثر من 33 مليون مصرى خرجوا يوم 30 يونيو إلى كل شوارع وحوارى وقرى ومدن وأحياء مصر، وبكل قوة وعزيمة وإرادة وبصوت عال وصل إلى عنان السماء قالوا للرئيس الذى فقد شرعيته: ارحل يا مرسى.

عارف يا حمزة، يوم 30 يونيو كنت فى مسيرة كبيرة بدأت من مسجد النور فى العباسية فى طريقها إلى قصر الاتحادية. وانضم لها الآلاف من الشعب المصرى. وقبل وصولنا إلى القصر صعدت على سيارة ربع نقل عليها سماعات كبيرة وتبادلت الهتاف مع أخى المناضل كمال خليل. وعندما صعدت إلى السيارة لم أستطع أن أرى نهاية المسيرة.

طوفان من البشر يحملون أعلام مصر وكأن مصر تلفحت فى هذا اليوم بعلم كبير طوله بطول أرض مصر وعرضه بعرض أرض مصر، تلوح أياديهم بالكارت الأحمر مكتوب عليه ارحل. الجميع مبتسم فرحان واثق أننا منتصرون. وقبل قصر الاتحادية بمئات الأمتار كان الشارع ممتلئًا عن آخره بالمصريين، بنات وأولاد، كبار وصغار، نساء ورجال. وعندما هتفت بصوت عال: «الشعب يريد إسقاط النظام» فإذا بهم يردون على «الشعب خلاص أسقط النظام». نعم إنها إرادة شعب لا يقف أمامها أحد.

فتصمت كل الألسنة أمام شعب أصيل يحمل بداخله حضارة آلاف السنين. يحمل ثقافته ودياناته وتقاليده وقيم الأصالة والتفانى والإخلاص والتسامح والمحبة. شعب أراد أن يصحح ثورته ويستكملها. فلتنحن كل الرءوس أمام شعبك يا مصر.

وحينما قال شعب مصر قولته كان لابد أن ينحاز جيش مصر الوطنى إلى الشعب، فهذا دور الجيش المصرى، حماية أمن وأمان البلاد فى الداخل والخارج. يحمى البلاد من أى كارثة تهددها. جيش مصر يا حمزة أبناؤه من قلب شعب مصر، من كل نواحى البلاد، من بحرى والصعيد ومطروح وأسوان والإسكندرية وكل مدن القنال، من كل الطبقات، العامل والفلاح، الغنى والفقير، أطباء ومهندسين ومدرسين ومن كل المهن. وعلشان كده يا حمزة انحاز الجيش لشعب مصر.

لكن طبعًا يا حمزة من لا يريد الخير لمصر من النظام الحاكم السابق الذى كان يدار بواسطة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، الذين كانوا يريدون مصلحتهم فقط ويتاجرون بالدين فى سبيلها. تلك المصلحة التى تعمل على تفتيت دول الوطن العربى وتقسيمها، بل بيع أجزاء منها مقابل مليارات الدولارات. هل تتخيل ياحمزة أن الإخوان المسلمين اتفقوا مع أوباما على التنازل عن جزء من أرض مصر «750 كيلومتراً مربعاً من أرض سيناء» لتوطين 40% من الفلسطينيين. إنها الخيانة العظمى فى مقابل ثمانية مليارات من الدولارات، لمن لا وطن ولا دين لهم غير التجارة بأى شىء وبكل شىء.

التقت مصلحتهم الخاصة بمصلحة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى تريد تفتيت الوطن إلى دويلات، والقضاء على جيوشه ضمن مشروع كبير هو مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتكون فيه إسرائيل الدولة الأقوى. سألت ليلى: «علشان كده يا كوكى أمريكا تؤيدهم وعايزة مرسى يرجع؟» نعم يا ليلى. أمريكا ومعها دول أخرى مثل ألمانيا وتركيا وطبعًا الدول التى صعد الإخوان المسلمون فيها إلى رأس الحكم مثل تونس ونظام حماس فى غزة. هذه الدول تشيع لدى العالم بأن ما تم هو انقلاب عسكرى، متصورين أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء. لا يعرفون أن ساعة العمل الثورى قد دقت، وأن ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين لحماية الثورة وحماية المرحلة الانتقالية حتى نضع دستوراً جديدًا، دستور مصر الحرية والعدالة الاجتماعية، مصر المواطنة وعدم التمييز، مصر المساواة بين المواطنين والمواطنات، مصر دولة القانون، مصر القوية الرائدة، مصر العربية والأفريقية، مصر الكرامة الإنسانية، مصر الأمل والعمل، مصر لكل المصريين