رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخابرات الفنلندية تحقق فى وقائع تشويش معادية لنظم "GPS"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تجرى الاستخبارات العسكرية الفنلندية تحقيقا موسعا حول إمكانية قيام روسيا بالتشويش على نظام تحديد المواقع "GPS" فى منطقة لابلاند بشمال فنلندا التى كانت مسرحا لمناورات قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" التى اختتمت فعالياتها قبل يومين.

وقالت مصادر فى وزارة الدفاع الفنلندية انه تم رصد تشويشا على أجهزة تحديد إحداثيات "GPS" خلال المناورة مما أثر على أمن الملاحة الجوية المدنية والعسكرية، وقد استطاعت فنلندا التى تمتلك حدودا برية مع روسيا تصل الى 1340 كم بناء علاقات جيدة مع دول حلف شمال الأطلنطي جعلها أكثر قربا من قبول انضمامها الى الحلف.

كذلك أبلغت النرويج عن تعرض نظم "GPS" لعملية تشويش مماثلة لتلك التى رصدتها جارتها فنلندا، وكان ذلك فى نهاية أكتوبر الماضى وكان بداية انطلاق مناورات الناتو الشاملة، وفى المقابل نفت روسيا الاتهامات الصادرة عن فنلندا والنرويج وقال الناطق باسم الكرملين انه من المؤسف الزج باسم روسيا فى كل ما هو سيء، مؤكدا أن الاتهامات الفنلندية والنرويجية "محض افتراءات لا تقوم على أساس".

ومن الناحية الفنية، يقول خبراء الحرب الإلكترونية فى هلسنكى ان نظام "GPS" المستخدم بمعرفة جيوش حلف شمال الأطلنطي يعتمد على إشارات تطلقها أقمار اصطناعية أمريكية، وإن روسيا لا تعتمد على هذا النظام بل على نظام "GPS" روسى تم تطويره محليا فى المختبرات الروسية يعتمد أيضا على الأقمار الاصطناعية ويطلق عليه العسكريون الروس نظام جلوناس.

ولا يستبعد المراقبون الغربيون ان تكون روسيا قد سعت الى تجريب نظام تحديد الموضع الخاص بها وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية فى شل قدرة نظم القتال المعتمدة على "جى بى اس" من خلال التشويش عليها، حيث من المعروف ان نظم تحديد الموقع لا تستخدم فقط فى التحرك البرى للقوات بل الى توجيه نيران القوات المهاجمة برا وبحرا وجوا الى أهداف ذات نقاط محددة بفضل نظام "GPS".

وقد جرت مناورات حلف شمال الأطلنطي بمشاركة 29 دولة منها فنلندا والسويد وجرت وقائعها هذا العام على مقربة من الأراضى الروسية وفي مساحة تمتد من شمال المحيط الأطلنطي وبحر البلطيق فى ظل توتر فى العلاقات الروسية الغربية.

وشارك فى المناورات 250 طائرة قتال و50 الف مقاتل، ووصفها جينز ستولتينبيرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي بأنها تستهدف استعراض صلابة وتماسك وقدرة الجيوش الأوروبية أمام التهديدات المتصاعدة وهى ذاتها أوصاف وصفت بها مناورات الحلف فى العام 2014 إبان الصراع الروسى الأوكرانى على جزر القرم والتي قوبلت بانتقادات حادة من موسكو واعتبرتها مناورات استفزازية.