رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حوارات فدوى طوقان" واعترافات جديدة لم تنشر من قبل

فدوى طوقان
فدوى طوقان

لم يكفّ الباحث الدكتور "يوسف بكار" عن متابعة ما يكتب عن فدوى، وتقرّى ما فاته من حواراتها؛ في كتابه "حوارات فدوى طوقان" الصادر مؤخرًا عن الآن ناشرون وموزعون، تضمن أربعة حوارات، لم تنشر من قبل، وأهمية الحوارات تتأتى هنا من أنها تكمل صورة الشاعرة، تبرز شخصيتها الإبداعية والفكرية والسياسية.

يضم الكتاب ثمانية عشر حوارا، رتبها المؤلف وفق تسلسلها الزمني، وجعل لها مقدمة مضافة إلى مقدمة الطبعة الأولى، ووثق لحياة الشاعرة الراحلة.

ومن القضايا التي نوه إليها في الحوارت، وكان لها أهمية خاصة، هو ما ورد في حوارها الأول من اعتراف بالحب الذي داهمها "على كبر"-كما تقول- بيد أنّها اعتذرت عنه وخجلت من أن تبوح به خَشية ألسنة المجتمع ولا سيّما النّساء، وإن نظمت آخر دواوينها "اللّحن الأخير" بتأثيره ووحيٍّ منه.

وأجابت عن طقوس نظمها الشّعر وحالاته وتاراته، كما في الاصطلاح النقديّ القديم، وعن العلاقة المتينة التي كانت تربطها بمحمود درويش وسميح القاسم، وعمّا كان بينها وبين نزار قباني من رسائل متبادلة.

كما أنها أعلنت، في حوار آخر، عن رأيها في أهميّة شعر المقاومة وضرورة ديمومته لدوره المهم في بثّ الحماسة وأيقاظ الهمم والعزائم والصّمد.

الحوارات هذه ثريّة جدًّا بما تحويه من معلومات تردف ما في سيرة صاحبتها الذاتيّة بجزئيها: "رحلة جبليّة رحلة صعبة" و"الرّحلة الأصعب" لا سيّما أنّها لا تؤمن بموت المبدع أو "المؤلف"– كما هو شائع في النقد الحديث– بل تعدّ قصائدها جزءًا من سيرتها على وفْق رأيها "شعر الشّاعر هو سيرته الذاتيّة" كما في الحوارين الأول والتاسع.

في الحوارات اعترافات وبوْح عن نشأتها ومسيرتها الأدبيّة وإبداع القصائد والأحداث والسّياقات التي ولّدتها وأنطقتها بها، من مثل "رُقيّة" و"أنشودة الصّيرورة" و"الفدائي والأرض" و"حمزة" و"آهات أمام شبّاك التصاريح" مما يسند الاتجاه النقدي الأحدث الذي يرى أن النص "بُنِيّة وحدث" ويتواءم معها.

وفيها جأر بما كانت تعانيه تحت وطأة الاحتلال، وموازنة بين شعرها قبله وبعده، ناهيك بما تشتمل عليه من إلماعات وآراء عن راهن الشّعر العربي وموقفها من "قصيدة النّثر" و"الالتزام" اللذين ترفضهما، ومن تعريج على الأجناس الأدبيّة الأخرى كالرّواية التي كانت تُعنى بها كثيرًا وترى – مع كثيرين – أن هذا الزمن هو زمن الرواية (الحوار الثامن)، ومن كلام على المدارس الشعريّة والرموز والحداثة والوضع الثّقافيّ العام ومستويات التّعليم المدرسي والجامعي والجوائز الأدبيّة.

وفيها، كذلك، إشارات إلى صداقاتها النسائيّة لاسيّما مع سميرة عزّام وسلمى الخضراء الجيّوسي ونازك الملائكة، وإلى علاقاتها الحبيّة على اختلافها وما كان فيها من مرارات.