رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حب ع الريق".. دراسة أسترالية: الاستيقاظ مبكرًا يساعد على نجاح الزواج

جريدة الدستور

تحدثت دراسات طبية عديدة عن فوائد الاستيقاظ مبكرًا، وكيف يساعد على توفير طاقة للجسم لكى يؤدى أعماله اليومية على أكمل وجه، فضلًا عن تأثيره الإيجابى على الحالة النفسية، لكن دراسة طبية أسترالية حديثة كشفت عن أن المداومة على هذه العادة تساعد الإنسان على النجاح فى العلاقات العاطفية، ومن ثم الزواج سريعًا والنجاح فى هذا الزواج.

وقالت الدراسة، المنشورة فى دورية أبحاث الطب النفسى الأسترالية، إن الاستيقاظ قبل الساعة السادسة صباحًا يقلل من احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة ٢٥٪، وقد شارك فى تلك الدراسة اثنان من علماء النفس الأستراليين، وهما الدكتورة بايلى بوش، والدكتورة مارنى ليشمان.
وحسب الدراسة، فإن الناس يرتجفون من مجرد التفكير فى الاستيقاظ مبكرًا، ولكنهم لا يعلمون أن السعادة مرتبطة بالمواظبة على هذا الفعل.
وقالت الطبيبة الأسترالية بايلى بوش: «الأمر سهل جدًا، ولا داعى للخوف، فيمكنك إعادة ضبط ساعة جسمك لتعتاد روتينًا جديدًا، وسيحبك جسمك لأنه سيعود إلى إيقاع بدائى أكثر طبيعية، مثلما كانت عليه الحياة قبل اختراع المصباح الكهربائى».
وتضيف الطبيبة: «الآن، تنتشر التقنيات الضوئية الاصطناعية، وتمكننا من السهر، لكن النوم فى الظلام بعد يوم من النشاط البدنى، سواء فى العمل أو الحياة بشكل عام، يكون صحيًا»، موضحة: «غنى عن القول أن أولئك الذين يديرون نمط نومهم بشكل أكثر فاعلية لن يشعروا بتعب خلال النهار، وهذا يعنى أن لديهم المزيد من الوقت والطاقة لاستكمال المهام التى تدعم صحتهم العاطفية والجسدية».
وتابعت: «المفتاح لتحقيق أقصى استفادة من صباحك ليس إعداد قائمة طويلة من المهام منذ المساء، ولكن هو ببساطة الاستيقاظ مبكرًا، وأولئك الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون فعل ذلك، فهم لا يستطيعون تغيير أى شىء فى حياتهم».
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال من سن ٦ إلى ١٣ عامًا، يحتاجون إلى النوم من ٩ إلى ١١ ساعة، أما المراهقون من سن ١٤ إلى ١٧ عامًا فيحتاجون من ٨ إلى ١٠ ساعات، والشباب من ١٨ إلى ٢٥ عامًا يحتاجون من ٧ إلى ٩ ساعات، والرجال من ٢٦ إلى ٦٤ عامًا يحتاجون من ٧ إلى ٩ ساعات، وكبار السن الذين تزيد سنهم على ٦٥ عامًا، يحتاجون من ٧ إلى ٨ ساعات من النوم المتواصل.
وأكملت بوش: «ستستيقظ صباحًا وتشرب فنجان قهوة وتقرأ الأخبار بهدوء، ولا تشغل نفسك صباحًا بالأخبار الدسمة، بل استمع إلى الموسيقى، واجعل الشمس تغمر جسدك لدقائق، وستكتشف أن الاستيقاظ مبكرًا سيساعدك على إنجاز المهام الأساسية دون تسرع، والحصول على أقصى فائدة من اليوم».
وتنصح قائلة: «استيقظ مبكرًا لتوفر لنفسك فترة راحة، سيكون الأمر صعبًا فى البداية، لكن النتائج ستغير قواعد اللعبة لبقية اليوم»، موضحة أن فوائد الاستيقاظ مبكرًا لا تنتهى عند هذا الحد، لأن أولئك الذين يستيقظون فى وقت متأخر لا يستطيعون إدارة علاقاتهم العاطفية بشكل جيد، وعادة ما يعيشون وحيدين فى يوم ما، فضلًا عن ارتباطهم دائمًا بالتدخين الشره.
من جانبها، قالت الطبيبة النفسية الأسترالية، الدكتورة مارنى ليشمان، إن الاستيقاظ المبكر له تأثير على مزاج الناس طوال اليوم، مضيفة أن إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم البشرى هو النهوض عندما تشرق الشمس، والذهاب للفراش بعد فترة ليست بعيدة من غروب الشمس.
وتوضح: «نحن فى الواقع يجب أن نكون مستيقظين فى الضوء اليومى بالنهار، وننام عندما يأتى الظلام، ولكن فى مجتمع اليوم، نضغط على هذه الحدود الطبيعية، وننام وقتًا أطول مما ينبغى، وبالتالى نفقد ضوء الشمس القيّم، ووقت التواصل الاجتماعى والهوايات»، مضيفة: «هذا أيضًا يجعلنا أكثر عرضة للتوتر، لأننا نمتلك وقتًا أقل، لذلك نعتقد أننا مجبرون على تنفيذ المزيد من الأنشطة فى وقت أقل».
وقدمت الدراسة نصائح تساعد الناس على النوم بشكل أفضل، منها عدم شرب القهوة قبل النوم بـ٦ ساعات، وتعريض الجسم لضوء الشمس خلال النهار، وعدم استخدام أى أجهزة تكنولوجية، مثل الموبايل واللاب توب قبل النوم، وجعل الإضاءة خافتة مساء، وتنفيذ تدريبات يوجا صباحًا. وتقول «ليشمان» إنه منذ اختراع التليفزيون والقنوات الفضائية والألعاب وغيرها من الأجهزة، يميل الناس إلى النوم فى وقت متأخر، مفضلين قضاء وقتهم أمام تلك الأجهزة، مقابل الإرهاق الذى سيشعرون به فى الصباح، مؤكدة: «بعد السهر يشعرون بنفاد طاقتهم طوال اليوم، واحتياجهم إلى قسط من الراحة، ما يعرضهم للاكتئاب والعزلة، دون أن يعرفوا أن السبب بسيط جدًا، وأن الاستيقاظ مبكرًا هو الحل السحرى».
وتابعت: «من الضرورى أن يستيقظ الناس مبكرًا ٣٠ دقيقة على الأقل قبل وقتهم المعتاد كل يوم، وتدريجيًا سيتمكن كل شخص من التحكم فى مواعيد نومه واستيقاظه»، مضيفة: «وسيمكنه ممارسة الرياضة صباحًا، أو التأمل، أو الاستمتاع بكوب شاى، ووضع خطة لاستغلال اليوم بالشكل الأمثل، فالالتزام بروتين سليم للنوم يمكن أن يُحدث ثورة فى الصحة».