رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 تريليونات دولار استثمارات مطلوبة لتلبية الطلب على النفط

النفط
النفط

أظهر تقرير صادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، أنه على قطاع النفط والغاز تأمين أكثر من 10 تريليونات دولار من الاستثمارات على مدى الـ22 عامًا المقبلة، من أجل تلبية النمو المتوقع في الطلب على الطاقة والمنتجات البترولية الصناعية.

وحسب الأرقام الواردة في تقرير توقعات مشهد النفط العالمي في أفق العام 2040، الصادر عن "أوبك"، فإن الأعمال في كل جوانب ومراحل سلسلة القيمة لقطاع النفط والغاز ستحتاج إلى تمويل يبلغ حوالي 10.5 تريليونات دولار بين العامين 2017 و2040، محسوبة بأسعار الدولار في العام 2016، لتحقيق سوق نفط "متوازنة ومستقرة".

وتشمل هذه الاستثمارات 7.9 تريليون دولار في أعمال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، كالإنتاج، أو حوالي 328 مليار دولار سنويًا، فيما سوف تحتاج أعمال الغاز والتكرير والبتروكيماويات، كالصناعات التحويلية والتكرير، إلى حوالي 1.5 تريليون دولار، مع تخصيص ما يقرب من 915 مليار دولار منها لأجل الإصلاحات والصيانة، فيما ستحتاج أعمال الشحن والتخزين وتوزيع النفط والغاز، إلى حوالي 1.1 تريليون دولار من الاستثمارات.

وفي ضوء هذه التوقعات، تستضيف دورة 2018 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولى للبترول (أديبك)، الحدث العالمي الأبرز في قطاع النفط والغاز، والذى يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سلسلة من المحادثات المتخصّصة حول التمويل في القطاع ضمن برنامج يرمي إلى تعزيز الروابط بين كبار المسئولين التنفيذيين، ويسهّل التبادل المعرفى الذي يمكن تطبيقه على امتداد سلسلة القيمة الكاملة، بدءًا من الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ووصولًا إلى المنتج النهائي، وذلك بُغية التصدى لتحديات التمويل المستقبلية.

وقال ريتشارد كورماك، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال لدى "جولدمان ساكس"، إن فرص الاستثمار والتمويل "ترتبط فيما بينها ارتباطًا وثيقًا"، معتبرًا أنه لا يمكن مناقشة أي استثمار محتمل دون معرفة مصدر التمويل وتكلفته، والتكلفة المحتملة التي تنطوي عليها فرصة ذلك التمويل.

وأشار كورماك، الذي تحدث أمام مؤتمر "أديبك"، إلى أهمية وضع استراتيجية شاملة لمخصصات رأس المال لإحراز النجاح في هذا القطاع، مؤكدًا أن المستثمرين "يركزون تركيزًا شديدًا على اتباع الدورة التي مررنا بها في هذا القطاع".

ويرى كثير من الخبراء في القطاع أن الحصول على التمويل اللازم لمشروعات النفط والغاز الجديدة سوف يزداد تعقيدًا، لا سيما مع ابتعاد قطاعات النقل والمواصلات وتوليد الطاقة عن الاعتماد على الهيدروكربونات باتجاه مصادر الطاقة المتجددة، لذلك يُعتبر العثور على خارطة طريق للتمويل في المشهد الجديد لقطاع الطاقة أمرًا بالغ الأهمية.

ويستضيف مؤتمر "أديبك" الاستراتيجي بوصفه حدثًا بارزًا يحظى بتقدير عالمي واسع، جلستي إحاطة صباحيتين على مستوى الرؤساء التنفيذيين تُعنيان بالشئون المالية والاستثمارية، وذلك برعاية مجموعة الاستشارات "جرانت ثورنتون"، للتعرّف على الطرق التى يُبدع فيها القطاع في استقطاب فرص استثمارية جديدة، مع التركيز على عمليات الدمج والاستحواذ، والمشاريع المشتركة، وطرح الأسهم عبر عمليات الاكتتاب الأولية، وتمويل المشاريع، وغيرها.

وتشمل الموضوعات الرئيسية المطروحة في جلسات المؤتمر تمويل النمو المستقبلي لقطاع النفط والغاز العالمية الراهن، وتعزيز استقرار التمويلات، وزيادة التعاون بين الحكومات والمؤسسات المالية، والبحث في كيفية تأمين القطاع تمويل المشاريع في صناعات المنبع والمجرى الأوسط والمصب.

وتضم حوارات اللجان والمقابلات التي تُجري على المسرح بعضًا من أكثر صانعى القرار المالى تأثيرًا فى القطاع، بينهم تنفيذيون كبار من شركات نفط وطنية وعالمية، مثل شركة بترول أبوظبى الوطنية (أدنوك)، ومبادلة للبترول، و"ماكديرموت"، و"بي پى"، ودانة غاز، و"بترونيت" للغاز الطبيعي المسال، عارضين بعضًا من خبراتهم المتنوعة في جميع جوانب القطاع.

ويُشارك من القطاع المالي ممثلون عن سوق أبوظبي للأوراق المالية، وشركات "جولدمان ساكس" و"جيه بي مورجان"، وبنك "ستاندرد" من جنوب إفريقيا، وبنك اليابان للتعاون الدولي، علاوة على "جرانت ثورنتون".

من جانبه، قال جان- فيليب كوسيه، نائب الرئيس لقطاع الطاقة لدى "شركة دي إم جى للفعاليات"، الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر "أديبك"، إن قادة الفكر فى مجال التمويل المشاركين في المؤتمر يضمّون بعضًا من أوسع المسئولين التنفيذيين نفوذًا، سواء في قطاع النفط والغاز أو قطاع التمويل، ممن يتخذون قرارات استثمارية رئيسية في هذا القطاع اليوم.

وأضاف: "يُنتظر أن تساهم المحادثات والنقاشات التى يستضيفها مؤتمر "أديبك" في تحقيق التبادل المعرفي، وستكون عملية للغاية، إذ تتناول التحديات التي تواجه القطاع في الوقت الراهن، وتلك التى يُنتظر أن تواجه القطاع في المستقبل خلال سعيه للحصول على التمويل اللازم للنمو المستدام".

وتشكّل جلستا الإحاطة الصباحيتان الخاصتان بالرؤساء التنفيذيين والمعنيتان بشئون التمويل، إحدى الفعاليات التي تستضيف كبار المسئولين ضمن برنامج مؤتمر "أديبك" الاستراتيجي 2018، الذي يشتمل كذلك على ثلاث جلسات وزارية تستضيف وزراء طاقة من الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وآسيا والأمريكيتين، وعشر جلسات عالمية لقادة الشركات، وإحدى عشرة جلسة حوارية للمديرين التنفيذيين.

ويستضيف المؤتمر، ببرنامجيه الاستراتيجي والتقني، نحو 980 متحدثًا و161 جلسة منفصلة، ويقام المؤتمر إلى جانب معرض أديبك المرموق الذي يجمع تحت سقفه نحو 2.200 شركة عارضة، بينها 42 شركة نفط وطنية وعالمية، علاوة على 28 جناحًا وطنيًا.