طارق الجيوشي: الرئيس السيسي استعاد للصناعات المصرية مكانتها
المهندس طارق الجيوشي: مصر لديها اكتفاء ذاتي من حديد التسليح والاستيراد سببه الاستفادة من الاتفاقيات التجارية
* مصر تنتج 9 ملايين طن حديد سنويًا منهم 8.5 مليون طن حجم الاستهلاك المحلي
* اتحاد الصناعات هو الأب الشرعي للصناعة المصرية.. ونعاهد الرئيس السيسي علي الارتقاء بمصر صناعيًا
* ندرس إنشاء خطوط إنتاج جديدة بمدينة 6 أكتوبر ومحور قناة السويس.. واستثمارتنا بالسوق 500 مليون جنيه
* ندرس طرح 25-30% من أسهمنا في البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة
كشف المهندس طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات
المصرية ورئيس مجموعة الجيوشي للصلب، في حوار لـ "الدستور"، عن أن الرئيس
السيسي استعاد للصناعة المصرية مكانتها مرة ثانية، والتي انتعشت في عهده،
مشيرا إلي أن المشروعات القومية التي طرحها الرئيس السيسي أدت إلي ضخ
استثمارات كبيرة بالسوق، وخاصة من قطاع مواد البناء.وأشار الجيوشي إلي أن مناخ الاستثمار في مصر جاذب للاستثمار الأجنبي، مشيرا إلي أن مجموعة "الجيوشي للصلب" تعتزم إنشاء مصنعين لحديد التسليح في 6 أكتوبر، وفي المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس، لتلبية احتياجات السوق المصري.
وأوضح الجيوشي أن حجم استثمارات مجموعة الجيوشي للصلب بالسوق المصري بلغت
500 مليون جنيه، مشيرا إلي أن إجمالي إنتاج مصر 9 ملايين طن سنويا، في حين
أن حجم الاستهلاك السنوي لمصر من الحديد حوالي 8.5 مليون طن.وقال الجيوشي إن الشركة تخطط لطرح ما بين 25 إلي 30% من أسهمها في البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلي أن الطرح في البورصة سيؤدي إلي توفير تمويل مناسب للتوسعات المستقبلية للمجموعة.
وإليكم نص الحوار.. * كيف ترى سوق الحديد الآن وإلى أين يتجه؟
ـ سوق الحديد يرتبط بالبورصه العالمية، والذي يتسبب فى عدم وجود رؤية واضحة لأسعار الحديد خلال أسبوع، ولكن أسعار الحديد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية هبوطا كبيرا، حيث كان السعر يسجل 550 دولارا وتراجع إلى 490 دولارا، والآن أصبح السعر يتم أسبوعيا بعد أن كان شهريًا، ولكن تباين المدخلات بالبورصات العالمية، وتغير التكاليف، أدي إلي اختلاف الأسعار بشكل مستمر صعودا وهبوطا، بالإضافة إلي عملية العرض والطلب لاحتياجات السوق.
* من المتحكم فى أسعار الحديد ؟ـ أسعار الحديد يتحكم بها عاملان، المواد الخام والخردة، والقيمة الشرائية للعملة أمام الدولار، والآن الأمور واضحة أمام الجميع من خلال البورصا التي توضح أسباب التراجع أو أسباب الارتفاع اليومي للمعدن.
* ماذا عن توقعات أسعار الحديد خلال الفترة القادمة؟ـ أتوقع أن تكون الأسعار مستقرة، وأما عن الطلب فى السوق، خلال الأسابيع الماضية، فقد شهدت حالة من الزيادة علي الطلب.
* هل الشركات المصرية ملتزمة بالإعلان عن أسعارها؟ـ الكل ملتزم، والكل أصبح لديه القدرة علي محاسبة أي تجاوز أو مخالفة في زيادة السعر عن المقرر، ونحن كمصانع نلزم التجار والوكلاء بالأسعار المعلنة، ولا يوجد أي تلاعب من أي جهة أو أي مصنع في الأسعار.
* هل لدينا إغراق فى الحديد؟ ـ فى البداية لا يوجد لدينا إغراق، ولكن لدينا منافسة في حجم التكلفة للمنتج، والمهندس طارق قابيل وزير الصناعة السابق كان قد صرح بوجود إغراق علي مستوي العالم من ثلاث دول هى تركيا، أكرانيا، الصين، وهذه الدول كانت تصدر منتجات الصلب بدعم معين وبأسعار أقل من سعر التكلفة عن باقي الدول، حيث أن لديهم وفرة في المواد الخام تعطيهم قدرة تنافسية كبيرة بأقل من سعر التكلفة، ولكن في مصر بعد ما ثبت أن تلك الدول تغرق السوق المصري تم فرض رسوم إغراق عليهم لمدة خمس سنوات، ومصر تستورد الحديد من معظم دول العالم ومنها الحديد السعودي، ولكن إذا كان السعر هنا في مصر أعلي من الأسعار فى الخارج نستورد، وفى حالة تقارب الاأسعار المستوردة مع المحلي يتم تقليل الاستيراد.
*من المستفيد من عملية الإغراق التي حدثت؟ـ المستفيدون هم الموزعون والتجار والمستورون، حيث أن المستورد كان يأخذ بأسعار متدنية ويبيع بأسعار مرتفعة فى السوق المحلى، ولكن بعد قرار تحجيم عملية الإغراق بفرض الرسوم علي الدولة التي تتسب فى ذلك؛ اتجه عدد كبير من المستوردين إلى التصنيع.
* ماذا عن المواصفات القياسية للحديد المصري وسمعته الدولية، وهل يتم اعتمادها في الأسواق؟ـ صناعة الحديد فى مصر تعتمد علي الصناعة العالمية، ولابد وأن تكون ذات مقايييس جيدة، حيث أن مصانع الحديد يكون عليها رقابة شديدة بسبب القدرة علي المنافسة، فلابد أن يكون المنتج مطابقًا للمواصفات، سواء المستورد أو المحلي، ويوجد فى مصر 30 مصنع حديد تخضع بأكملها إلى الموصفات القياسية والجودة، وجميعها تعمل فى حديد التسليح بمختلف أنواعه.
* ما السبب في أن المصانع لا تعمل بكامل طاقتها؟ وهل الطاقة هي السبب فى ذلك؟ـ الطاقة لم تكن السبب الوحيد فى تراجع الطاقة الإنتاجية لبعض مصانع الحديد، حيث أن مصر أصبح لديها فائض من الغاز يتم تصديره للخارج، ولكن أزمة الغاز كانت منذ عامين، واستطاع الرئيس السيسي بفضل رؤيته أن يجعل مصر خلال الخمس سنوات المقبلة من أكبر الدول في إنتاج الغاز في العالم، ولكن يوجد ارتفاع فى التكاليف بشكل عام، من ارتفاع أجور العمال وسعر الفائدة والكهرباء وأسعار المياه، أثرت علي تكاليف الإنتاج، مما أدي إلي ارتفاع أسعار الحديد حتى تجاوزت 12 ألف جنيه للطن.
* ماذا عن حجم إنتاج مصر؟ـ إنتاجنا الحالي من حديد التسليح يغطي السوق المحلي بالكامل، لدينا اكتفاء ذاتى من الحديد، والكميات التي تدخل مصر ما هي إلا اتفاقيات تجارية دولية ولابد الاستفادة منها، وسوق الحديد فى مصر بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي البدء فى المشروعات القومية أصبح منتعشًا بعد سحب كميات كبيرة من الحديد في بناء مصر الحديثة، وهذه المشروعات القومية ستعود علي أفراد الوطن بالخير والتنمية، وهناك زيادة كبيرة في حجم الطلب أدت إلي زيادة فى الطاقة الإنتاجية لمصر خلال الفترة الحالية.
* كم حجم الإنتاج المحلي لمصر من حديد التسليح؟ـ إنتاج مصر من حديد التسليح بلغ 9 ملايين طن سنويًا، مقابل حجم الاستهلاك للسوق يبلغ 8.5 مليون طن، وتوجد زيادة في حجم التكاليف مقارنة بالدول الأخري، حيث أن تكلفه الإنتاج تصل إلى 25% مقارنة بالدول الأخري: "غاز، كهرباء، مصاريف استثمارية، ضرائب"، فيما التكلفة في الدول الأخرى 9% فقط، والآن هناك مناقشات مع الحكومة لخفض سعر الغاز للمصانع لرفع القدرة التنافسية للحديد المصري مقابل نظيره الخارجي، حيث أن مصر تصدر غازًا الآن ولكن بأسعار أقل من المصانع المصرية، هي تصدر الغاز بـ 5.5 دولار للمليون وحدة، فى حين تأخذه المصانع بـ 7 دولارات للمليون وحدة.
* ما هي أهداف مجموعة الجيوشي للصب؟ وكم يبلغ حجم استثمارها؟ـ وضعت المجموعة استراتيجية لتعميق الصناعة، وتم ضخ استثمارات تقدر بـ 500 مليون جنيه، ونخطط لإنشاء مصنعين في مدينة 6 أكتوبر والمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس، تضم عدة خطوط إنتاج، وبلغ عدد العمالة حاليا 350 عاملا، وحجم الإنتاج السنوي للمجموعة يبلغ 180 ألف طن.
* هل توجد نية لطرح جزء من أسهم المجموعة بالبورصة؟ـ نعم نستهدف طرح حصة من أسهم المجموعة فى البورصة المصرية خلال العام القادم، تتراوح بين 25 إلي 30%، وهذا كأحد مصاد التمويل الجديدة للمشروعات، ونطبق حاليا الشروط والمعايير المطلوبة لهذا الطرح.
* هل اتحاد الصناعات يقوم بدوره؟ـ الاتحاد هو الأب الشرعي للصناعة، ويقوم بدوره في توصيل المشاكل إلي المسؤلين، وقبل وضع المشكلة يتم وضع آليات لحلها، والاتحاد يتبني المشاكل وينقلها إلي متخذي القرار، ونعاهد الرئيس السيسي علي أن تصبح مصر من أكبر الدول الصناعية بحلول عام 2030.
* طارق الجيوشي تشجع من؟ـ أشجع النادي الأهلى.
* ماذا عن المصانع الصينية فى مصر؟ـ المصانع الصنية فى مصر بدأت منذ فترة طويلة، ولكن لم يهتم أصحابها بالجودة، وهذا تسبب في مشكلة للصناعة، وكانت كميات معينة من الحديد تخرج بدون رقابة في بعض المصانع، وتقدمت عدد من المستهلكين بشكوى إلى وزيرة التجارة والصناعة للحد من تلك المشكلة، ولكي تخضع تلك المصانع إلي مظلة الصناعة الشرعية، ويتم الآن تحليل كميات من الحديد لكل مصنع، وإذا اكتشف أن الحديد لم يخضع للمواصفات القياسية سيتم التحقيق جنائيًا من الرقابة الصناعية ووزارة الصناعة، وعدد المصانع الصينية فى مصر لا يتعدى ثلاثة مصانع، حيث أن إنشاء تلك المصانع لم يتم بشكل قانوني فى البداية، وكانت تبدأ فى أماكن عشوائية، ولكن الآن تم تقنين الأوضاع وأصبحت هناك رقابة علي تلك المصانع.
* هل إثارت هذه المصانع بلبلة فى السوق خلال الفترة الأخيرة؟ـ نعم حدثت بلبلة كبيرة، لأن تلك المصانع كانت تضع علامات تجارية مشابهة لبعض المصانع، وهذا حدث بالفعل مع مصنع من كبار قلاع صناعة الحديد فى مصر، لذلك تم ضم تلك المصانع تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة، وكان هذا سبب أن مجموعة الجيوشي قامت بشراء أحدث معامل فى العالم للحديد، وهذا يكسب ثقتك لدي المستهلك، ولكن هناك صناع أو تجار يهتمون بالسعر فقط، وهذا مخالف للقانون.
* مصنعو الحديد أصيبوا بلعنة السياسة.. هل تتجه إلى تلك اللعنة؟ـ أنا ضد اختلاط السياسة بالصناعة، وأن تعمل بقوة وبجدية تحميك صناعتك، وليس اللجوء إلي السياسة، ولكن إذا كان الصانع صاحب ثقافة سياسية فعليه التفرغ للسياسة فقط.
