رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صانع النجوم".. رحلة سعيد حامد من فانتازيا "الحب فى الثلاجة" إلى دنيا الكوميديا

جريدة الدستور

- أسهم فى تقديم هنيدى.. وحقق إيرادات تاريخية بـ«همام فى أمستردام»

«عند استقبالى أى نص سينمائى، أستعين بزوجتى لقراءته بصوتها، حتى يتاح لى الاستماع بتمعن، وتخيل كل المشاهد ومعرفة تفاصيلها الدقيقة».. بهذا الطقس الرومانسى يقيّم المخرج سعيد حامد الأعمال المعروضة عليه، تمهيدًا لاختيار أحدها والبدء فى تنفيذه بطريقته الساحرة.
بداية حامد كانت عام ١٩٩٢ بتقديمه فيلم «الحب فى الثلاجة» مع نجوم كبار أمثال يحيى الفخرانى، الذى رغم كونه ينتمى إلى تيمة «الفانتازيا» التى لا يستسيغها الجمهوران المصرى والعربى، إلا أن النقاد أشادوا به ونال إعجابهم، فضلًا عن فوزه بـ٨ جوائز فى مهرجانات محلية ودولية، منها «الدولة للأفلام الروائية» و«سعاد الصباح»، بجانب عرضه فى ١٢ مهرجانًا مختلفًا.
ورغم عمله مساعدًا لمخرجى «المدرسة الواقعية»، أمثال محمد خان فى فيلم «أحلام هند وكاميليا» عام ١٩٨٨، وشريف عرفة فى «الأقزام قادمون» ١٩٨٦، و«الدرجة الثالثة» و«الملائكة لا تسكن الأرض» و«سمع هس» ١٩٩١، وسمير سيف فى «المولد» ١٩٨٩، إلا أن سعيد حامد فضّل الانطلاق من «الفانتازيا» بفيلم «الحب فى الثلاجة» الذى كتب السيناريو الخاص به ماهر عواد.
وقال حامد إن النجاح المتواضع الذى حققه فيلمه الأول كان محفزه الرئيسى والأساسى لاستكمال مسيرته السينمائية، بعد أن اتجه إلى إخراج الإعلانات والفوازير، مثل «أبيض وأسود» بطولة لوسى ١٩٩٧، ثم كرر التجربة فى العام الذى يليه بشكل مختلف يحمل كمًا هائلًا من الكوميديا، مستعينًا بكل من محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وأشرف عبدالباقى وأحمد السقا.
واستمر هؤلاء الفنانون الشباب آنذاك فى العمل مع سعيد حامد بعدة أعمال ناجحة لمع فيها نجمهم، ليتحولوا فى النهاية إلى مجموعة من أبطال الصف الأول الذين يستطيع أى منهم تصدر «الأفيش»، إلى أن قدم مع هنيدى والسقا فيلم «همام فى أمستردام» عام ١٩٩٩، الذى أصبح الأعلى إيرادًا فى تاريخ السينما آنذاك، وجمع ٢٧ مليون جنيه رغم تكلفته التى لم تتجاوز المليون.
وأرجع حامد هذا النجاح إلى إتاحته الفرصة أمام الوجوه الجديدة، ومساعدتهم فى إبراز مواهبهم، بجانب إيمانه بأن الممثل هو الأداة الأساسية فى العمل بجانب موهبته الكوميدية، فضلًا عن أهمية البطولة الجماعية، التى ربما لا يفضلها معظم المشاهير ونجوم الصف الأول.
وحكى عن أغرب ما واجهه أثناء تصوير فيلم «همام فى أمستردام»، فيقول إن أحمد السقا كاد يتعرض للضرب بسبب مشاجرته مع عدد من المواطنين الهولنديين أثناء تصوير أغنية «يا آيا» لهنيدى يوم احتفالية عيد ميلاد ملكة هولندا، وذلك فى وجود مدحت العدل مؤلف العمل وكاتب السيناريو والحوار.
ولم يكتف سعيد حامد بـ«جيل هنيدى والسقا وعلاء ولى الدين وأشرف عبدالباقى»، وواصل هوايته المفضلة فى تخريج أجيال فنية من الشباب، وأن يكون سندًا لهم فى أعمالهم السينمائية، وشاهدًا على انطلاقتهم الفنية، على رأسهم اللبنانية نور فى «شورت وفانلة وكاب» عام ٢٠٠٠، الذى يكشف عن أنه اختار أغنية «حبيبى يا عاشق» الموجودة به قبل بدء تصوير مشاهده.
ورغم هذا كله، لم يحاول المخرج الكبير تدريس فن الإخراج السينمائى أو المسرحى فى ورش السينما التى انتشرت مؤخرًا، معتبرًا إياها عبارة عن «تجمعات من الموهوبين الراغبين فى الاستفادة من خبرات من سبقوهم فى المجال، دون احتكاك حقيقى».
وذكر أنه يفضل لطالب السينما «الاحتكاك بأجواء إبداعية من شأنها أن تبشر بطفرة سينمائية جديدة عن طريق تبادل الأفكار ومحاولة البدء فى تنفيذها على أرض الواقع»، مشددًا على رفضه بشدة كل من هو قابع فى منزله ينسج أحلام عن السينما والشهرة، وفق قوله.
ويشعر حامد بالسعادة والامتنان لحصوله على الإقامة الدائمة فى مصر بعد تعرضه للعديد من المشكلات منذ ٢٠١١ وحتى حصوله عليها، ويقول عن ذلك: «الإقامة الدائمة فى مصر ستساعدنى كثيرًا فى إنهاء الأوراق الثبوتية الخاصة بى، وفى حرية التنقل والحركة».
وكشف عن أنه بعدما قرر التقديم للحصول على إقامة فى مصر، أصدرت الجهات المعنية أوامر بتنفيذ ما يريده كونه يعيش فى «أم الدنيا» منذ سنوات عديدة، وباعتباره أحد أكبر مخرجى الأفلام المصرية التى لا تُنسى.