رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للتأتأة.. أخصائية تخاطب توضح الأسباب والفئات المصابة (حوار)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التأتأة هي إحدى اضطرابات الكلام التي تصيب بعض الأشخاص، فتجدهم نسوا ما أرادوا قوله أو يرفضون الحديث من الأساس حتى لا يلاقوا من يسخر بهم.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للتأتأة، حاورت الدستور الدكتورة هبة المحمدي، أخصائية تخاطب وتعديل سلوك، حول أسباب التأتأة وأعراضها وطرق العلاج.

وقالت المحمدي، إن التأتأة تصيب الأطفال ومنهم الأولاد ما بين الثانية والخامسة من العمر وفي الكثير من الأحيان تختفي عندما يكبر الطفل، ومن الممكن أن تصيب البالغين بنسبة ضئيلة.

إليكم نص الحوار..


- بداية.. أخبرينا ما هي التأتأة؟

تأتأة الكلام هي عدم الثقة والتوتر الذي يشعر به الفرد في بعض المواقف، وغالبًا ما تتضمن تكرار كلمات أو أجزاء من الكلمات، مع إطالة أصوات الكلام، فيأخذ شكل الفم الحرف الذي يود أن يقوله لثوانٍ معدودة مع صوت ضعيف أو لا صوت على الإطلاق، ولكن مع بعض الجهد قد يستطيع أن يكمل الكلمة، كما أنك تجدهم يضعون فواصل بين الكلام مثل "امم.. وأاه "


- وما هي أعراض التأتأة؟

تتمثل أعراضها في تلعثم وتوتر أثناء التحدث أمام العامة، فيتوقفون عن الكلام لبضع الوقت أو يعجزون عنه تمامًا، فيجد الشخص صعوبة في بدء الحوار وقد تظهر عليه بعض السلوكيات كـ"رفرفة" العين أو رعشة الشفتين أو تصلب في الحركات نتيجة التوتر الذي يتعرض له.


- وكيف يمكن تشخيص التأتأة؟

قد يبدو من السهولة تمييز تأتأة الفرد نتيجة لاضطرابات النطق، إلا أن هناك أعراض تكون من الصعب اكتشافها إلا من قبل متخصص، لتقييم معدل الكلام ومهارات اللغة.


-ما مدى شيوع التأتأة ؟

تظهر عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف وأربع سنوات ولكنه أقل شيوعا، فالتأتأة قد تبدأ خلال سن المدرسة الابتدائية، وهي أكثر شيوعا في الذكور عن الإناث.
أّما بالنسبة للمراهقين، تميل أعراض التأتأة إلى أن تكون أكثر استقرارا عما هي عليه خلال مرحلة الطفولة المبكرة.


- وكيف يتم تحديد إذا كانت الحالة مرضية أم لا؟

من خلال عدة عوامل نضعها في اعتبارنا ولكن لا يعتمد على إحدى هذه العوامل وحدها لتقييم ذلك وإنما خليط هذه العوامل تساعد على اختيار العلاج المناسب، وتتمثل في وجود سوابق عائلية في التأتأة، أو استمرار التأتأة لمدة 6 أشهر أو أكثر، أو وجود اضطرابات أخرى في الكلام واللغة.


- وعن علاج التأتأة؟

أكثر البرامج المعتمدة لعلاج التأتأة هي البرامج السلوكية، ويجري تصميمها بهدف تلقين الشخص مهارات وتصرفات محددة تؤدي إلى تواصل كلامي، من خلال مراقبة مخارج كلماتهم والتحدث بشكل أبطأ قليلًا وأقل شدة ليتحكموا في نطقهم، ومع الوقت سيتعلمون انسيابية الحديث.
كما أن مجموعات الدعم مهمة جدا، وهي ليست مجموعات علاجية؛ وإنما هي عبارة عن مجموعة من الأفراد ممن يواجهون مشاكل مماثلة، هؤلاء الأفراد يعملون معًا لمساعدة أنفسهم ليتعاملوا مع صعوبات التأتأة اليومية.


- ما الذي يجب فعله عند محادثة شخص يتأتأه في الحديث؟

عند التحدث مع الأشخاص الذين يتلعثمون فأفضل ما يمكن القيام به هو أن تمنحهم الوقت الذي يحتاجونه ليقولوا ما يريدون أن يقولوه، دون الضغط عليهم حتى لا يصابون بالاكتئاب والانطوائية، علاوة على ألا تستكمل عباراتهم أو تستخدم كلمات بالنيابة عنهم.


- وبالنسبة للأطفال كيف يمكن تقييم التأتأة؟

تتم من خلال سلسلة من الاختبارات والملاحظات لتقييم أدائه وتحديد ما إذا كانت حالة مرضية ستستمر مع الطفل أم إنها حالة مؤقتة.


- ما الأسباب الكامنة وراء إصابة الأطفال بالتأتأة؟

هناك العديد من الأسباب العضوية، كالقسوة الزائدة من الوالدين، تجاهل أسس الحوار مع الطفل، ترك الطفل مع الخادمة والاعتماد عليها في كل شيء، الاضطراب الانفعالي، عدم الشعور بالأمان، الخلافات الأسرية.


- وفيما تتمثل أشكال التأتأة لدى الأطفال؟

تتمثل في تكرار الكلمات أو الجمل، وتكرار حركات لا إرادية، التردد والخوف في الكلام الذي يكون غالبا غير منسجم، والصوت المنخفض.


- وهل يقع عامل على الوالدين لإصابة طفلهم؟

بالطبع، هناك أخطاء قد يقع فيها الوالدان مع طفلهما، كمقارنته بغيره، وإجباره على الكلام، والانفعال عند محادثته، ومقاطعته باستمرار، واستعجاله بالكلام، والسخرية من حديثة.


- ومن وجهة نظرك، كيف يتعامل الآباء مع ابنهم؟

عدم مقاطعة طفلهم عند الحديث، وعدم تصحيح كلامه، والابتسام له حين يتكلم، وعدم إغفال نقطة التحاور منهم، ولا تجعله يعيد حديثة لأكثر من مرة.


- وما الطرق التي يتم إتباعها مع الأطفال البالغين للتخلص من التأتأة؟

يتم عقد عدة مقابلات لتقييم شدة الاضطراب وتأثيره على قدرة الشخص للتواصل والمشاركة بصورة ملائمة في النشاطات اليومية، وعلى أثرها يحدد برنامج علاجي يعتمد على مساعدة الفرد على التحدث بطلاقة أكبر، والتواصل بشكل أكثر فعالية في النشاطات الحياتية اليومية.