رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في "قصر العيني".. العنابر سوق شعبي وسعر السرير يبدأ بـ"5 جنيه"

جريدة الدستور

القصر العيني.. مستشفى بات يحمل الإهمال عنوانًا له، ولا يعبر إلاعن الفوضى والعشوائية، بمجرد الدخول من الباب العريض للمستشفى الذي يتزاحم عليه المرضى والزوار، حتى أصبح يشبه السوق الشعبي.

عند الدخول إلى المستشفى لا يقدم أحد للتعرف على هويتك، ولا تجد من يسألك إلى أين ولمن أنت ذاهب، أو عما أتى بك إلى هذا الصرح الطبي الذي يشبه السوق الشعبي، لذا كان من اليسير على "الدستور" أن تخترق صفوف الزحام، لثّوثق بالصور كيف يفترش الأهالي أرض المستشفى، منهم من ينتظر الزيارة ومنهم من يشتاق للحصول على جرعة العلاج.

لا تخلو الطرقات من تواجد الباعة الجائلين كأنهم عنصر أساسي في كافة الأركان، فلا مانع من تواجد بائع الشاي بأسعار مضاعفة، ومن ثم تصادف بائع أطعمة جافة ينادي على بضاعته بأروقة المبنى دون عائق يقف أمامه.

سرير على الأرض من 5 لـ 100 جنيه
خلال الجولة التي لم يعترضها أحد دخلت "الدستور" لقسم 7 عظام عنبر الرجال لنجد المرضى بلا متابعة من الأطباء، رغم خضوعهم لعمليات جراحية تحتاج للمتابعة والراحة، إلا أنك تجد منهم من يفترش الأرض لعدم وجود أسرة كافية لهم حسبما أخبرتهم إدارة المستشفى.
تقول ناهد حامد، زوجة أحد المرضى:"جوزي جاي في حادثة موتوسيكل واتعمله عملية ومن ساعة ما طلع قاعدين أهو لا في دكتور تابع حالته ولا حاجة".

بعد خطوات قليلة، نجد إيميل ديفيد، طفل في العاشرة من عمره، يفترش الأرض فوق "مرتبة" متهالكة بعد خضوع لعملية جراجية في قديمه، ويوضح والده: "ابني جاي في حادثة وعمل عملية في قديمه، ومش لاقيين سرير فقولت لممرض اتصرفلي في سرير وهديك 100 جنيه وطبعًا دا مبلغ جامد لأن اللي بيدي بيكون 5 أو 10 جنيه، وطبعًا كان هيموت ويجيبلي السرير عشان ياخد الفلوس ومعرفش".

مريض جريح وأب يعاني من قائمة انتظار

يستكمل الأب حديثه عن معاناة ابنه في قائمة العمليات قائلًا: "الدكتور اللي دخلتله الحالة قالي إنه جاي 10 بليل فالمفروض يعمل عمليتين جراحة في رجليه، فقالي كدا قدامه 3 أيام على ما يخش عمليات، وطالما عملت إشاعات وكل حاجة ارمي بقا كل اللي عملته دا فالزبالة وادفع تذكرة من جديد إن أنت جاي الساعة 6 الصبح وأنا أخلي ابنك يخش على طول".