رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يا مهوِّن".. هؤلاء ينحتون الصخر حقًا من أجل لقمة العيش (فيديو)

جريدة الدستور

بالأشغال الشاقة المؤبدة، حكمت عليهم الظروف وتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، لتكون هي سبيل عيشهم الوحيد، فبمنطقة الفسطاط بحي القاهرة القديمة داخل أقدم المحاجر لصناعة مستلزمات الطواحين، ينتشر العاملين بالمكان تحت شمسٍ حارقة وسط غبار متطاير من الصخور، ويحملون في يدهم مطارق ومسامير "ينحتون بها في الصخر" كما نقول في أمثالنا الشعبية؛ من أجل لقمة العيش.

• يا مهوِّن.. هوِّن هونِّ
بين هذا الزخم يقف "مينا" نجل مالك المحجر ليتابع سير العمل، وقال: "إن هذه المهنة قائمة منذ عهد الفراعنة، وعلى مر العصور تخدم البشر في طحن الحبوب والغلال، وأنا رثت المهنة عن والدي الذي ورثها هو الآخرعن جدي، حيث نقوم بنحت أحجار الرَحَى والطواحين و(جورن الطعمية)، الذي تعتمد عليه معظم المصانع والشركات والطواحين، ومطاعم الفلافل في ماكيناتها، ورغم التقدم التكنولجي وتقدم الميكنة، إلا أنه لم يظهر بديل عن الحجر في طحن الحبوب حتى الآن، فليومناهذا يتستخدم الطحن يدويا من خلال (الرحى)".

• يا مهوِّن هوِّن على طول
وأضاف: تُجلب معظم الحجارة من الجبال بأسوان أو الإسماعيلية، أما الجرانيت فمن منطقة شق الثعبان، حيث تنقل بالعربات ويتم تقطيعها أولًا بحجم الشيئ المراد تصنيعه، فحجر الطاحونة يكون مربع الشكل قبل تخطيطه ونحته بالشكل الدائري وتقطيعة بالصاروخ، ويستخدم في النحت أدوات بسيطة لا يوجد بها ماكينات أو أدوات متطورة سوى الصاروخ، كالمطارق، والمسامير، فيكون الاعتماد كليًا على الطاقة البشرية بشكلٍ كامل.

• ليه تشكي ولّا تقول آه
وعن العاملين بالحرفة تابع مينا: "من يعملون بهذه الحرفة يزاولونها منذ سنوات طويلة، حتى منذ طفولتهم، أما الشباب في الوقت الحالي فيعزف عنها نظرًا لمشقتها، ويتجهوا إلى الكسب السريع".

• مسيرك ترتاح البال
وعن الأسعار، قال إنَّ حجر الطعمية يقيم حسب حجمه، ويتراوح بين 400 و900 جنية، وحجر الرحى بقيمة 500 جنية، وحجر الصوان بـ 4000 جنيه، بينما حجر الطواحين (5 قدم) بمبلغ 10 آلاف جنيه، ويتأثر ثمن البيع والشراء بأسعار النقل.