رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاترينا كوكوس.. الكندية محترفة الرقص الشرقى: تحية كاريوكا مثلى الأعلى

كاترينا كوكوس
كاترينا كوكوس

بمجرد صعودها على المسرح، يمتزج جسدها الممشوق بالموسيقى، فيتجلى الإبداع أمام الجمهور، الذى يشعر مع كل حركة لها بأن من تقف أمامه لا ترقص فحسب، بل تذوب فى الإيقاع، فتصير جزءًا من لحن لا يستقيم سوى بتمايل خصرها النحيل.
اسمها كاترينا كوكوس، شابة تقف على حافة العقد الثالث من العمر، تركت كندا، موطنها، وخاضت رحلة طويلة انتهت بها إلى الاستقرار فى مصر قبل عامين، بعدما أسرها عشق الرقص المصرى، لا تتحدث العربية إطلاقًا، لكنها تجيد استقبال جمهورها بـ«أهلًا وسهلًا»، وتودع صافرات إعجابهم بـ«شكرًا».
حب كاترينا للرقص قادها إلى معهد الفنون العربية فى كندا، الموجود بمدينة تورينتو، وهناك تعلمت الرقص الشرقى والتنورة والصعيدى على المزمار. وبمجرد ارتدائها بدلة الرقص ذات التصميم الكلاسيكى الرائع، واعتلاء الشمعدان رأسها يعتريك شعور غريب بأنها ولدت وعاشت حياتها كاملة فى شارع محمد على الشهير بوسط القاهرة.
وبسرعة أصبحت سامية جمال وتحية كاريوكا مثلها الأعلى فى الحياة، وكل ما تحلم به هو أن تصل بموهبتها لتلك المكانة الخالدة، التى احتلتها كل منهما، ومع مرور الوقت وكلما تعلمت شيئًا جديدًا عن مصر ازدادت رغبتها فى أن تأتى إليها، وتؤدى أول رقصة أمام الجمهور، لتعرف ما إذا نجحت فى أن تكون راقصة شرقية أم لا.
تقول لـ«الدستور»: «حينما قررت أن آتى إلى مصر، تركت كل شىء خلفى، وكأن قدمىّ تأخذانى نحو حلمى الذى راودنى لسنوات طويلة، وأول ما سألت عنه فى مصر هو مكان شراء بدل الرقص الشرقى، وتحديدًا تلك التى كانت تشترى منها تحية كاريوكا، لأننى معجبة بها كثيرًا، فدلنى أحدهم على خان الخليلى وما إن ذهبت إلى هناك، وجدت أشكالًا رائعة للبدل أردت لو كان بإمكانى شراؤها كلها».
كاترينا أضافت: «بالفعل اشتريت الكثير من بدل الرقص الشرقى، ووجدتنى بدلًا من أن أسعى للحصول على عمل فى مصر أتجول فيها، وأمضى وقتى كله فى شوارعها، وكأن هناك سحرًا فى هذا البلد، يدفع المرء للتجول الدائم، تعلمت الكثير من المصريين ووددت لو أن باستطاعتى تكملة عمرى هنا، فهذا الشعب به الكثير من المميزات التى لم يكتشفها فى نفسه، أبسطها الإنسانية».
وبعد فترة، قررت الراقصة الكندية أن تستكمل دراسة الرقص فى مصر، فاختارت عددًا من المدربين على مختلف الرقصات، وبدأت فى التعلم، ووجهة نظرها فى ذلك أن أهل الفن أعلم به، وبالفعل تعلمت فى وقت قصير العديد من الأشياء، عن التنورة والرقص الشرقى على يد مدربين مصريين، فتعلمت من سمارة وياسمين وتيتو، وهذا ما لم تتعلمه فى معهد الفنون الكندى.
وعن أنواع الرقص المصرى، ترى كاترين أن الرقص فى مصر مختلف تمامًا عن باقى العالم، لأنها تشعر أن الرقص الشرقى يعلم السيدات والفتيات فنون الأنوثة والسحر، الذى يطغى على المكان بمجرد أن يتحرك خصر إحداهن، فهى تعتقد أن أحد الآلهة المصرية القديمة، هو من ابتكر هذا النوع من الرقص ليسحر به العالم.
وعن التنورة بالتحديد، قالت إنها من أصعب أنواع الرقصات فى العالم، لأنها تحتاج سموًا بالروح قبل التدريب الجسدى، ومن يرقص التنورة يجب أن يدرب روحه أولًا على التحليق فى السماء مع الموسيقى، وهذا ما جعل التنورة من أصعب الرقصات حول العالم. وقضت كاترينا اثنتى عشرة سنة فى تعلم تلك الرقصة وإتقان ممارستها، وهى تحب الموسيقى التى تسمعها حينما تبدأ فى رقص التنورة. فهى تشعر بأنها تتذوق طعم الشرق مع نغماتها.