رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس الخفى «Vice».. خطيئة العراق تطارد ديك تشينى فى فيلم أمريكى جديد

جريدة الدستور


أصبح الممثل البريطانى جارى أولدمان مثار حديث العالم، بعد تجسيده شخصية رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل فى فيلم «Darkest Hour»، الذى حصل بفضله على جائزة الأوسكار فى فئة أفضل ممثل. الإعجاب الذى حظى به الفيلم بصفة عامة، والممثل البريطانى بصفة خاصة كان طبيعيا، خاصة بعد ما أحدثه من تغييرات فى مظهره ووزنه وتفاصيل وجهه، حتى يصير صورة طبق الأصل من الشخصية التاريخية المعروفة للجميع. كل ذلك ما كان ليظهر لولا صبر وإتقان ومعاناة جارى أولدمان، ليقنع جمهوره بالدور، فضلا عن قصة الفيلم التى تناولت حياة شخصية معروفة ومؤثرة تاريخيًا ومثيرة للجدل.

هل يمكن أن تتكرر حالات التقمص النفسى والشكلى فى الأعمال الفنية؟.. الإجابة بكل بساطة هى نعم، خاصة فى الفن السابع وتحديدًا بـ«هوليوود»، لأن السينما الأمريكية بارعة فى تلك التحولات، ولعل فيلم «Vice»، الذى من المقرر عرضه فى دور العرض السينمائية حول العالم، يوم ٢١ ديسمبر المقبل، واحد من الأفلام التى تؤكد ذلك.
«Vice» كلمة إنجليزية تعنى نائب أو رذيلة، واختيار ذلك الاسم للفيلم يوضح رسالة صانعيه، خاصة أنه يدور حول شخصية نائب الرئيس الأمريكى الأسبق ديك تشينى، لذا جاء الاسم موفقًا إلى حد بعيد، لما يحمله من معنى دفين، يشير إلى خطيئة نائب الرئيس الأمريكى فى إصراره الشديد على غزو العراق، فى عهد جورج بوش الابن.
الفيلم يحمل تفاصيل سياسية وفنية كثيرة ومعقدة، ويتوقع العديد من النقاد والفنانين أنه سيكون تحفة فنية، تحصد الكثير من الجوائز العالمية قريبًا، ويجسد دور البطولة فيه النجم البريطانى كريستيان بيل، ٤٤ عاما، والمعروف بقدرته على إقناع المتفرج بتحولاته النفسية والشكلية، مثلما حدث فى فيلم «The Machinist»، الذى أثار ضجة عالمية كبيرة، بسبب فقده وزنه بصورة لافتة للنظر.
وخلال الفيلم، جسد «بيل» شخصية مريض نفسى يعمل ميكانيكيا ويعانى من عدم قدرته على النوم، وذلك الدور حقق شهرة كبيرة للممثل البريطانى، بسبب ذلك التحول اللافت، الذى كاد أن يؤدى إلى وفاته، بسبب إنقاص وزنه بتلك الطريقة البشعة، حتى أصبح يشبه الهيكل العظمى، بعدما تعمد تجويع نفسه فترة طويلة قبل البدء فى تصوير الفيلم الذى عرض عام ٢٠٠٤.
كريستيان بيل يعود لأدواره الاستثنائية الآن، بتجسيده دور ديك تشينى فى فيلم «Vice»، والذى كان مطروحا فى البداية باسم «Backseat» بمعنى الكرسى الخلفى، قبل الاستقرار نهائيًا على اسم «Vice».
واللقطات الترويجية للفيلم توضح كيف غير كريستيان بيل شكله وزاد من وزنه بطريقة كبيرة، حتى يتناسب مع شكل ديك تشينى الحقيقى، نائب الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش فى الفترة من ٢٠٠١ إلى ٢٠٠٩.
ونرى خلال الفيديو الترويجى مشهدًا لمحادثة ودية بين ديك تشينى، الذى يجسد دوره كريستيان بيل، وبين جورج دبليو بوش الابن، الذى يجسد دوره سام روكويل، والمشهد يدور حول إقناع «تشينى» ليكون نائب بوش فى الانتخابات المقبلة، لكن يتضح أن هذا السياسى الخبيث يريد المزيد، يريد أكثر من مجرد مسئوليات نائب الرئيس، لذا يقدم بعض الاقتراحات حول ما يريده من الوظيفة.
يقول: «حسنًا يا جورج، أنا مدير تنفيذى لشركة كبيرة، وقد كنت وزيرًا للدفاع، لكن نائب الرئيس وظيفة رمزية فى معظمها، ومع ذلك، إذا توصلنا إلى فهم مختلف يمكننى التعامل مع الوظائف الأكثر دنيوية: وهى الإشراف على البيروقراطية، والطاقة، والجيش، والسياسة الخارجية».
وخلال المشهد، جاء رد الرئيس «بوش» على هذا الطلب: «حقا، أنا أحب ذلك»، ثم ينتهى الفيديو الدعائى بـ«تشينى» يشق طريقه صعودًا إلى أعلى سلم، بعد العداء مع زملائه السياسيين وحضور العديد من اجتماعات القمة.
اللافت أن المشهد الترويجى للفيلم يعطينا انطباعا بأن المسئول عما جرى فى فترة ولاية «بوش» كان «تشينى» وليس غيره، وأنه كان المحرك للسياسة الأمريكية حينها، من وراء الكواليس.