رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر مع البرادعى و بعيدا عن النور أفضل!!


حسنا فعل حزب النور السلفى بالانسحاب من المفاوضات الجارية الآن لتشكيل الحكومة الانتقالية لمصر .

منذ اللحظة الأولى كنت على يقين أن خروج حزب النور من عباءة الإخوان المسلمين فى الفترة الأخيرة لا يزيد عن كونه مناورة سياسية تدخل فى إطار توزيع الأدوار.

نعم أنا ضد إقصاء أى فصيل سياسى من المعادلة السياسية ، لأن الوطن يبنيه الجميع ، واحتكار السلطة يعنى ديكتاتورية ، وقد قامت ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو ضد احتكار فصيل سياسى لمقاليد الأمور .

لكن اثبتت الساعات الأولى التى لحقت خارطة المستقبل التى طرحها الفريق السيسى وزير الدفاع وسط رموز الوطن وكان حزب النور من بينهم أن هذا الحزب لا يزيد عن كونه مسمارا إخوانيا مزروع بدقة فى جسد الثورة الثانية .

فإذا كان الإخوان المسلمين قد نجحوا فى سرقة ثورة 25 يناير لصالح تيارات الإسلام السياسى ، فإن حزب النور يحاول استكمال المشوار لسرقة أو إجهاض ثورة 30 يونيو لصالحه أو لصالح الإخوان المسلمين .

والحكاية بدأت برفض اختيار د. محمد البرادعى لرئاسة الوزراء رغم أنه مرشح حركة تمرد التى نجحت فى حشد أكثر من 40 مليون مصرى فى الشوارع .

وعندما تمت الاستجابة لطلب حزب النور كحسن نية من الجميع بضرورة التوافق على اسم رئيس الوزراء ، ولأن البرادعى من وجهة نظر النور من فصيل سياسى له بعض الخصوم ، وتم عرض اسم د. زياد بهاء الدين وهو أحد الاقتصاديين الجيدين ، واعترض أيضا حزب النور لأن زياد بهاء الدين من جبهة الإنقاذ .

ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل أمتد الاعتراض على ترشيح البرادعى لمنصب نائب رئيس الجمهورية

و يرفعون الحجة بأن موقفهم الرافض يعتمد على استمرار سياسة الاقصاء، وانا لاا عرف اي اقصاء يقصدونه وقد شاركوامع اخوانهم فى اقصاء الشعب المصرى كله بتمكين اهلهم وعشيرتهم والمؤلفة قلوبهم

حتى جاءت أحداث اقتحام دارالحرس الجمهورى فجر الاثنين الماضى من قبل مسلحين بحجة تحرير الرئيس المخلوع والمعزول محمد مرسى ، وهم يدركون أنه لاوجود له فى هذا المكان ،

ولكن الغرض طبعا هو النيل من هيبة الجيش المصرى باقتحام أحد منشآته إذا صمت

أو توريطه فى مذبحة إذا دافع عن كرامة الوطن لإحراجه عالميا ،

واستشهد وأصيب فى الاقتحام بعض الضباط والجنود والمقتحمين ، فظهر الوجه الحقيقى لحزب النور بإعلان انسحابه من المفوضات فى تشكيل الهيكل الانتقالى للنظام المصرى لأنه كان يريد أن يقابل جنود الحرس الجمهورى المقتحمين بالورود والعطور مع العلم أن حزب النور والإخوان المسلمين قبضوا وعذبوا وتحرشوا وكشفوا عورة المتظاهرين السلميين عندما تظاهروا أمام قصر الاتحادية فى الأحداث الشهيرة ومنها تعرية أحد المواطنين كما ولدته أمه أمام الفضائيات لإرهاب المصريين من الاقتراب من القصر الجمهورى الذى خرج منه مرسى من الباب الخلفى !!

والأكثر من ذلك أنهم طالبوا الحرس الجمهورى بالتعامل بالرصاص مع المتظاهرين آنذاك رغم عدم اقتحامهم للقصر وتم إقالة وزير الداخلية السابق لعدم تنفيذ أوامر د. محمد مرسى بالتعامل بالقوة مع المتظاهرين .

أقول ذلك كى أخلص أن العبور بمصر الآن من مرحلة الخطر يستلزم أن نسلم أمرنا كالمريض إلى طبيب ماهر بغض النظر عن انتماءه أو اتجاهه وأنا أرى أن الدكتور البرادعى هو واحد من أمهر الأطباء الذين لديهم القدرة على الخيال واستشراف المستقبل ،

لأن البرادعى بصراحة هو الأب الروحي لثورة لن تموت والقادرعلى توجيه بوصلة الوطن نحو التقدم .

والفارق بينه وبين د. حازم الببلاوى مثلا ( الاثنان خريجا كلية الحقوق ) ان البرادعى يملك القدرة على الخيال والحلم وهى من سمات الابداع

وكان الوحيد من وجهة نظري الذي كان يملك تصورا عمليا وواقعيا لتفجير الثورة الشاملة التي عصفت بمبارك ونظامه .

كان يدرك آلية الاحتجاجات الحديثة و كلمة السر التي يفهم الغرب والعالم كله لغتها

هو الوحيد الذي رأى أن خلع نظام مبارك لن يكون بالمظاهرات التي كانت تخرج بالعشرات أو المئات في أحسن الأحوال .

هو الوحيد الذي رفع سقف الحلم عندنا إلى إمكانية تنظيم المظاهرات المليونية حين قال في عز جبروت النظام إن مبارك لن يترك الحكم إلا بخروج الملايين للميادين ، وقال حين دعاه البعض للاشتراك في مظاهراتهم إنه لن يخرج إلا مع مليون مصري على الأقل.

وقد حدث يوم 25 يناير 2011 ما أراد وبشر به

المهم اننى اعتقد لأنه الوحيد الذي يملك مشروعا حقيقيا لتقدم مصر ووضعها في مصاف الدول المتقدمة

بما يملك من رؤية وخبرة امتدت لعقود طويلة في مراكز صنع القرار في العالم ،

بما يملك من رؤية لبناء الدولة المدنية الحديثة التي تحترم حقوق الإنسان وتحافظ على آدمية مواطنيها من جهة ،وتؤسس لدولة متقدمة من جهة أخرى.

بما يملك من النبل والتجرد ،

باختصار هو راهب في محراب الوطن .. كيف ؟

الرجل من العينة التي تترفع عن المناصب و إلا كان قد قبل رئاسة الوزراء أو مناصب عديدة عرضت عليه وكان يمكنه قبولها إذا كان من عينة عبده مشتاق ،لكنه أدرك أن البعض يريدونه وردة في عروة جاكت النظام .

ورفض بالطبع أن يكون رجل إمعة

قبل الثورة

وبعدها

أراه دائما مثلما أرى الزعيم المهاتما غاندي،الزعيم الروحي لحركة الاستقلال في الهند،

في ضعفه وقوته ،

في حكمته وبعد نظره .

في صبره وطول باله

والحكاية بعيدا عن البراعى وزياد بهاء الدين والببلاوى، ان حزب النور لن يتركنا نعمل لانقاذ مصر واعادتها الى وجهها المدنى ، لان نجاحنا باختصار ضد مشروعه الفكرى ، وسوف يخلق العراقيل المتتالية لاعاقتنا عن هدفنا الذى يختلف مع هدفه

لن اقول ان الكثير من السلفيين يناصرون الاخوان فى رابعة العدوية ... الخ

لكن اقول المهم عن ذلك ان رموز الدعوة السلفية اعلنوها صراحة منذ زمن طويل ( وانا احترم صراحتهم ) انهم ضد مدنية الدولة

وان تيارهم الدينى يحرم الفن والابداع ويضع قيود اعلى الفكر والتفكير وويدعو لفرض نموذج الدولة الدينية والاعلاء من سلطة المرجعية الدينية لبعض الرموز رغم ان الاسلام علمنا انه لا قداسة لبشر بعد الرسول الكريم ،

و ان تيارهم الدينى ضد المرأة وحتى معايدة الاقباط فى عيدهم ووصل الامر الى مطالبة بعضهم بتغطية التماثيل التى تميز الحضارة المصرية العريقة .. الخ من اراء لاتتفق مع اراء الاغلبية من المصريين

وبعيدا عن ذلك البرنامج الاقتصادى لهم يعلى من شأن سيطرة وسطوة القطاع الخاص ، وهو ما عانينا منه فى السنوات الماضية ..

وبعضهد يرد على منتقديهم بالسنج والمطاوى ، بعيدا عن الحجة والمنطق والنزول الى رأى الاغلبية

هذا من الجانب الفكرى لهم ،

ولهم مطلق الحق فى الاعتقاد ،

ولنا مطلق الحرية فى عدم الاخذ به

وفى الجانب السياسى لم ينزلوا للتحرير فى 30 يونيو

باختصار لم يشاركوا فى الثورة الثانية الى خلعت مرسى والاخوان

وافكارهم ضد مبادئ وشعارات الثورة الثانية التى نادت بالحرية والمواطنة ..

طب ازاى يشاركوا فى نتائج الثورة

طب ازاى يشاركوا فى اختيار الحكومة الجديدة التى تدير الفترة الانتقالية لاخراج مصر من كبوتها التى وضعها فيها حكم الاخوان والتيارات الدينية ومنها حزب النور نفسه

انا اتفهم وجودهم فى جانب المعارضة مع الاخوان ومع فصائل سياسية اخرى ..

لكن بصراحة لا اتفهم وجودهم الآن فى مراكز صنع القرارلحكم جديد يتخلق ويتبلور نتيجة لثورة لم يشاركوا فيها

نعم ادرك ان وجودهم فى الصورة قد يستفاد منه فى ابعاد شبهة اقصاء التيارات الاسلامية عن الصورة، ونفى كذب الاخوان بان ماحدث انقلاب عسكرى

لكن الحقيقة التى لا بد من التعامل معها واعلانها بقوة فى وجه الجميع وهو ماأعلنته الملايين فى التحرير وباقى انحاء مصر ان بناء مصر الحديثة يعتمد على ركائز لامفر منها مثل

مدنية الدولة والمواطنة التى لاتفرق بين اى فرد او فصيل او جماعة فى الحقوق والواجبات بحق وحقيقى ، وليس كلام دساتير وقوانين لاتجد لها مكانا فى ارض الواقع مع احترام حقوق الانسان و المرأة والطفل .. الخ من ركائز مهمة اذا اردنا اللحاق بركب التقدم

وبصراحة اكثر لابد من فصل العمل الدعوى والدينى عن السياسة وعدم اقامة اى حزب على اساس دينى

نعم انا ضد اقصاء اى فصيل عن الساحة ،

لكن هناك فارق بين المشاركة فى بناء الدولة

وبين المشاركة فى هدم الدولة

رفع شعارات الطائفية والعرقية والتفريط فى ارض الوطن والتهديد ببحار الدم بين ابناء الوطن الواحد ...الخ ..

كانت شعارات لبعض المنتمين لهذه التيارات التى شكلت اذرعا سياسية فى احزاب واذرعا مسلحة وميليشيات عسكرية وجهادية لتأديب وذبح معارضيهم ، فوجب عليهم قرار الحل

لذلك انا ادعوا الشعب والثوار للاصرار على مدنية مصر الجديدة بابعاد اى مرجعيات دينية او عرقية او طائفية عن العمل الحزبى والسياسى فى الدستور الجديد

اخيرا يا حزب النور ويا أيتها الأحزاب التى اتخذت من الدين شعارا لها وهى تبغى الدنيا

اتركونا نضمد جراحنا منكم واتركوا جسدنا الجريح والمريض فى يد طبيب ماهر ودولة للمؤسسات ، الكلمة الأولة فيها لأصحاب الكفاءات والخبرات بعيدا عن الحصص والمحاصصة لثورة لم تشاركوا فيها ،

أيها السادة : مصر ليست تورته يحاول الكل التهامها ، والحكم ليس كوته تتشاجرون عليه ،

اصمتوا أو ارحلوا عن المشهد لأنكم فشلتم عندما منحناكم عصا القيادة

اتركونا نحاول بناء مصر التى نستحقها وتستحقنا يرحمكم الله

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.