رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تارا الفارس" إحداهن.. ناشطات عراقيات قتلهن الإرهاب

جريدة الدستور

الاغتيال كان في النهار، سجلته كاميرا مراقبة، ورغم أن الصور وقحة لكنها مألوفة للعراقيين الذين عاشوا حربًا أهلية، ثلاثة طلقات أنهت حياة ملكة جمال العراق السابقة تارا الفارس، في أحد شوارع بغداد، لتنضم لعراقيات رفيعات المستوى قُتلن في أنحاء البلاد.

أثارت حوادث الوفيات نقاشًا عامًا نادرًا في العراق حول المدى الذي وصلت إليه النساء في الـ15 عامًا الأخيرة (منذ الغزو الأمريكي)، وتعهد أنصاره بالحريات المدنية والحريات الفردية، وأنها ستظهر بطريقة ما من الفوضى التي تلت ذلك حسبما ذكرت جريدة الجارديان البريطانية.

وجاء مقتل "الفارس"، 22 عامًا، بعد اغتيال سعاد العلي، ناشطة في مجال حقوق المرأة بمدينة البصرة، وهي في طريقها إلى سيارتها، ثم قُتلت رشا الحسن، راففي الياسري، بفارق أسبوع واحد، وكلاهما عملت في عيادات التجميل.

وقال حيدر العبادي القائم بأعمال رئيس الوزراء العراقي إن الوفيات ليست أحداثًا عشوائية وتعهد بمطاردة المهاجمين.

وقالت زينب صلبي، عراقية تقود المعهد النسائي الدولي للمرأة في واشنطن: "النساء يتعرضن للضرب من اليمين واليسار، وفي كل مكان، نحن نعيش في مطاردة الساحرات الحديثة".


"الفارس" لم تكن تشبه كثيرًا القالب التقليدي للمجتمع العراقي، فقد كانت أمًا مطلقة، تزوجت في السادسة عشرة من عمرها، ودخلت إلى البيوت العراقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغ عدد متابعيها حوالي 2.7 مليون، ولكن العيش بتلك الطرق غير المعتادة في العراق يجلب الخطر، خاصة بالنسبة للنساء.


"الفارس" المولودة لأم شيعية لبنانية وأب مسيحي عراقي، لم تحاول أن تنحني للقواعد التي توقعها التقاليد، وكان رد الفعل على موتها بوسائل التواصل الاجتماعي متعاطفًا في أغلب الأحيان، ولكن تم إقالة موظف إعلامي حكومي بعد أن وصفها بـ "عاهرة" على فيس بوك.

وتحدثت الدكتورة راففى الياسري، جراحة التجميل الشهيرة، 32 عامًا، "باربي العراق" عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي عن حصول النساء على الاستقلال من خلال تغيير مظهرهن، وادعى مسئولون عراقيون أنها ماتت بسبب جرعة زائدة من المخدرات، ولكن بعد مرور أسبوع، عُثر على رشا الحسن، وهي أخصائية تجميل، ميتة داخل منزلها، ولا يزال سبب الوفاة مثيرًا للشك.

هذه الحوادث التى استهدفت المرأة العراقية أحدث رعبًا بينهن، فقالت زينب، 39 سنة، "إن الكم الهائل من الرسائل التي لاحظتها على وسائل الإعلام جعلني أشعر بالخوف"، وأن عمليات القتل الأخيرة أجبرتها على عدم الكشف عن لقبها.

وأضافت: الناس يتهمون هؤلاء الفتيات بإساءة استخدام حرياتهن الخاصة، ولكن فهم الحرية يتعرض للإساءة، حيث تُجبر العائلات على الدفاع عن نفسها بدلًا من الحداد على خسارتهم وهذا خطأ.

وأكدت رسل كامل، ناشطة ومتخصصة في العنف: "أعتقد أن ما حدث لهؤلاء الفتيات يعتبر تهديدًا لجميع النساء العراقيات اللواتي يرغبن في عيش حياتهن بحرية، بغض النظر عن أصلهن ودينهن، بعد أن أصبح التنوع والاختلاف منهجًا محفوفًا بالمخاطر".

وترى سورة أحمد، طالبة بجامعة بغداد أنه من غير المحتمل أن تغير الوفيات مواقف ما زالت تثير استياء النساء غير التقليديات، مضيفة: "لقد رأينا ذلك من قبل مع بيوت الدعارة يجري قصفها والنوادي الليلية التي يطلق عليها النار، ولكن أن تُقتل نساء ليس معتادا، وأخشى أن تكون هذه رسالة تهديد واضحة لهن.