رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كردستان العراق ينتخب نوابه بلا حماسة بعد خسارة حلم الدولة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في سبتمبر 2017، صوت إقليم كردستان العراق في أجواء من البهجة من أجل استقلاله. ولكن بعد مرور عام، بات حلم الدولة بعيدًا، فيما تثير المُلصقات المتعلقة بالانتخابات التشريعية التي ستجري الأحد، غضب سكان أربيل، كبرى مدن الإقليم الشمالي.

ويقول عبد الله محمد، المتقاعد والبالغ من العمر 69 عامًا، لوكالة فرانس برس، إن السياسيين "ينفقون المال بشكل جنوني، لطباعة ملصقات حملاتهم، وحين يطلب المحتاجون المساعدة منهم، يقولون إننا نعيش أزمة وليست هناك أموال".

ويضيف الكهل الذي لف رأسه بكوفية سوداء وبيضاء، مشيرا بيده إلى ملصقات بألوان زاهية، "هذه الانتخابات لا تهمني".

قبل عام، كانت أعلام كردستان العراق الخضراء والبيضاء والحمراء التي تتوسطها شمس، تغطي الشوارع مع توافد الناخبين إلى صناديق الاقتراع، للتصويت بغالبية ساحقة (93%) بـ"نعم" لاستقلال الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991.

لكن بغداد رفضت الاستقلال باعتباره غير قانوني، وضغطت عبر إقفال منافذ الإقليم، وانتزاع عدد من مناطقه وموارده. ومنذ ذلك الحين، يسعى الأكراد إلى إعادة تحسين علاقاتهم مع بغداد بعد رؤية أحلام السيادة تنهار أمام أعينهم، بالإضافة إلى عائدات النفط. ولذا ينتخب الإقليم نوابه الأحد من دون حماسة كبيرة.

في السليمانية، ثاني أكبر مدن كردستان العراق، شرق أربيل، يقول أحمد بشدري (65 عاما) إنه سيعطي صوته "لصالح أولئك الذين لا يعرضون كردستان للخطر".

في الخريف الماضي، تخوف البعض من الأسوأ، فبعد أقل من ثلاثة أسابيع على الاستفتاء، تقدمت المدرعات العسكرية التابعة للقوات الاتحادية العراقية في المناطق المتنازع عليها مع أربيل، والتي كان الأكراد سيطروا عليها بحكم الأمر الواقع، واستعادتها.

في محافظة كركوك الغنية بالنفط، والتي تعتبر عائداتها حيوية لتمويل حلم الدولة، انقسم الأكراد خلال الاستفتاء وبعده حول الموقف من بغداد، ما أظهر الفجوة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين.

فمن جهة، كان محافظ المدينة المتعددة القوميات نجم الدين كريم يدعو إلى حمل السلاح، وفي الجهة الأخرى كانت قوات البشمركة الكردية تنسحب من دون قتال أمام القوات الحكومية بعد مفاوضات.

وكان كريم اختار السير على خطى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مهندس الاستفتاء، الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني، فضم كركوك إلى المناطق المشمولة بالاستفتاء. بينما كان أنصار الرئيس العراقي السابق جلال طالباني من الاتحاد الوطني الكردستاني يرفضون ذلك، وقد اتهمهم بارزاني بـ"الخيانة الوطنية العظمى".

بالنسبة إلى وحيد كردي، عضو البشمركة السابق ذو الأعوام السبعة والخمسين والذي يسكن في أربيل، فإن صوته سيتأثر أولًا بوضع "الأكراد الذين يعانون في كركوك" والمناطق الأخرى المتنازع عليها.