رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة سياسية وعسكرية بين إسرائيل وروسيا

جريدة الدستور

اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية العسكرية، التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي مؤخرًا في سوريا، باءت بالفشل نظرًا لأنها أدت إلى أزمة دبلوماسية مع دولة عظمى.

وقال محلل الشئون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إن أي عملية عسكرية، مهما كانت محكمة، لا يمكن اعتبارها نجاحا إذا انتهت بأزمة دبلوماسية مع دولة عظمى، وإنه حتى لو تم تحقيق الأهداف العسكرية فإن ذلك سيكون فشلا، لأن إسرائيل ستدفع ثمن خسارة الروس طائرة استطلاعات إلكترونية على متنها 15 ضابطا من الخبراء.

وأوضح "فيشمان" أن النتائج والتبعات الفورية لإسقاط الطائرة الروسية قبالة السواحل السورية، تجلت في إعلان اليونان أن الروس أوضحوا لهم أنهم ينوون تنفيذ مناورات جوية مفاجئة تستمر ستة أيام، في الأجواء الواقعة بين نيقوسيا والمنطقة التي انتشلت منها أجزاء الطائرة الروسية قبالة اللاذقية، ما يعني أن كل أجواء هذه المنطقة الشاسعة ستكون مغلقة أمام كل الرحلات الجوية، الأمر الذي يقيد النشاط الجوي الإسرائيلي في هذه المنطقة.

كما لفت "فيشمان" إلى حالة الإرباك التي أصابت القيادة الإسرائيلية، بدءًا من مكتب رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت، ومكتب وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، ووزارة الخارجيةج وحتى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما من المنتظر أن يتوجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، إلى موسكو، لتقديم تبريرات.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد رفض بيان وزارة الدفاع الروسية، الذي اتهمت فيه إسرائيل باستخدام انتهازي لمسار طائرة الاستطلاع الروسية لتنفيذ الهجوم على سوريا.

وحسب فيشمان، فإنه "لا يوجد قائد سلاح جو على استعداد للمصادقة على خطة عمليات تُعرِّض للخطر مصلحة روسية أو حياة جنود روس".

ويضيف أن الروس يدركون أن إسرائيل تُتابع حركة الطائرات في المنطقة، خاصة طائرات التجسس، ولذلك، فإن إسرائيل، حسب الروس، التي أبلغتهم قبل بدء الهجوم بدقيقة واحدة فقط، كانت تعلم بالضبط أين توجد الطائرة الروسية، وتعرف أنها دخلت إلى منطقة خطرة، وأن دقيقة واحدة فقط هي فترة زمنية قصيرة جدا لا تكفي لتحويل مسار الطائرة، ما يعني أن إسرائيل، بالنسبة للروس، لم تبذل الجهد المطلوب بناء على التفاهمات لتجنيب الطائرة الروسية الخطر.

وبالنتيجة، فإن الروس أدركوا أنهم يستطيعون تحقيق إنجازات سياسية من هذه الحادثة، ولذلك لم يستنفروا، ولم يسارعوا لكيل الاتهامات فورا، بل انتظروا 12 ساعة درسوا وحللوا فيها ما حصل، وعندها جاء البيان الحاد الذي خلق أجواء أزمة سياسية- عسكرية بين إسرائيل وروسيا، وصلت ذروتها في المحادثة التي أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، حمّل فيها إسرائيل المسئولية عن سقوط الطائرة.

كانت الدفاعات الجوية السورية أسقطت، الثلاثاء الماضي، طائرة استطلاع روسية من نوع "إيل 20" بالخطأ، لدى تصديها لأربع مقاتلات إسرائيلية "إف-16" تسترت وراء الطائرة الروسية في تنفيذ غارتها على مواقع سورية في اللاذقية.