رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحفى فرنسى يكشف تفاصيل اجتماعات البيت الأبيض خلال ثورتى يناير ويونيو

آلان جريش
آلان جريش

كشف الصحفي والكاتب الفرنسي آلان جريش، في تقرير له على مجلة "أورينت" الكثير من التفاصيل حول وصول "الإخوان" لحكم مصر، غير المروية، مشيرًا إلى أن موقف الولايات المتحدة من الجماعة كانت فيه اختلافات كثيرة.

وأوضح "جريش"أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، انقسمت حيال الأحداث المثيرة التي راحت تهدد بشكل مفاجئ النظام الإقليمي القديم ابتداءً من شتاء 2011-2012، وكانت وزيرة الخارجية - حينها- هيلاري كلينتون، ممن يساندون الرئيس الأسبق حسني مبارك، في الوقت الذي كان فيه "أوباما" على خلاف مع أعضاء حكومته، يرى العكس.

وأضاف: شرح أحد كبار الموظفين في وزارة الخارجية، قائلًا: "كنا نميل إلى عملية انتقال يقودها مبارك، وعندما رأينا أن الفكرة لم تمر، قلنا عمر سليمان ولكن استبعدت الفكرة".

وأضاف "جريش" أنه في ربيع 2011، لم تكن وزارة الخارجية تعرف أحدًا ممن سيشكلون فيما بعد الكتلة السياسية المصرية الأكثر نفوذًا، وذلك حسب أحد أعضاء مجلس الأمن القومي: لم نكن نعلم شيئًا في البداية، لقد كتب مستشارو السيدة كلينتون في وزارة الخارجية والمسئولون عن الملف المصري في المجلس القومي برقية تطلب من السفارة الأمريكية في القاهرة عقد اتصالات مع الإخوان المسلمين، ولكن المسألة أخذت شهرًا إضافيًا حتى رضخ موظفو السفارة للأمر".

وقال "جريش" إن الرهان المزدوج الذي قامت به واشنطن، كان أن يقوم أولًا الإخوان، بالإصلاحات الضرورية لإعادة الاستقرار، وثانيًا أن يكون دعم الرئيس المعزول محمد مرسي للاتفاقات بين مصر وإسرائيل داعمًا لنفوذ أمريكا، ولقد حصل اختبار فعلي بعد هجوم إسرائيل على غزة وحركة "حماس" في نوفمبر 2012، فاتصل "أوباما" شخصيًا بـ"مرسي" ووعده هذا الأخير بأن يجلب حركة "حماس" إلى طاولة المفاوضات.

وحسب ستيفن سيمون، عضو مجلس الأمن القومي من ناحيته  قال"كان ذلك امتحان مصيري بالنسبة لمرسي ولقد نجح فيه نجاحًا كبيرًا وكان ذلك أمرًا حيويًا" ولم تتأخر المكافأة، فقامت هيلاري كلينتون نفسها بزيارة للقاهرة في 21 نوفمبر لإعلان وقف إطلاق النار وتوجيه الشكر لمرسي على اضطلاعه بالزعامة المصرية التقليدية التي جعلت منذ زمن طويل من هذا البلد حجر الزاوية في الاستقرار والسلام في المنطقة، وعندما توجه عصام الحداد مستشار مرسي للسياسة الخارجية، بعدها بأسابيع لواشنطن، فوجئ بترتيب مقابلة شخصية له مع الرئيس أوباما، هذه الأحداث كانت لها نتيجة مزدوجة: تغذية حملة في مصر حول الدعم من أوباما للإخوان وإقناع مرسى بأنه قد حصل على دعم من الإدارة الأمريكية يحميه من أي تدخل للجيش المصري ضده.

وأضاف: "حكم مرسي، افتقد الكفاءة وأخطاؤه وضيق نظرته الفئوية وكان العديد من العاملين في وزارة الدفاع "البنتاجون" لم يكونوا يخفون عداءهم للإخوان، وكان الجنرال جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية والمسئول عن كل عمليات الشرق الأوسط في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، والذي أصبح لاحقًا وزير دفاع دونالد ترامب، ومايكل فلين، مدير مركز المخابرات في مجال الدفاع والذي أصبح مستشارًا للأمن القومي لدى ترامب لفترة وجيزة، كان كلاهما ضد الإخوان".

وتابع: "باتت الانقسامات داخل الحكومة الأمريكية واضحة تمامًا بالنسبة إلى الدبلوماسيين والعسكريين في المنطقة، فأوباما وجزء من البيت الأبيض كانا يأملان أن ينجح مرسي، وبالمقابل كان الكثير في وزارة الدفاع، يتفقون أن محمد مرسي يشكل خطرًا".

وفي يناير 2013، عين أوباما، شاك هيجل، وهو من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وزيرًا للدفاع، وكان قد كلفه بالذهاب إلى مصر لينذر عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري آنذاك، من أي تحرك ضد مرسي، وقال إن من شأنه أن يؤدي لوقف المساعدة العسكرية الأمريكية.

وبعد ثورة 30 يونيو، دعا "أوباما" لاجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، وفاجأ مستشاريه برفضه، مما كان يفترض حكمًا بوقف المساعدة العسكرية، وكان وزير الخارجية جون كيري على نفس الخط تمامًا، إذ شرح هذا الموقف لاحقًا قائلًا "لقد رضخ السيسي وقتها لإرادة الشعب وكان يسعى لإنقاذ مصر".