رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محافظ الفيوم الجديد في أول حوار له: أنا ضليع في كشف الفساد

جريدة الدستور

"لن يكون هناك وسيط بيني وبين المواطنين، وسأذهب للمواطن بمنزله وأستمع لكل مشكلاته، فأنا أعشق العمل الميداني، واطلعت على الملف الأمني ووجدت فيه نجاحات كبيرة".. كلمات قالها محافظ الفيوم الجديد في أول حوار صحفي أجرته معه الصحيفة.

اللواء عصام سعد إبراهيم أحمد حسين من مواليد يناير 1960، تخرج في كلية الشرطة عام 1982، وعين بمديرية أمن القاهرة، ثم تم تصعيده للعمل بالمباحث، وتولي منصب معاون مباحث قسم شرطة قصر النيل، وبعدها نقل إلى قسم شرطة شبرا، وتدرج في المناصب القيادية حتى وصل إلى منصب مفتش الأمن العام، ثم انتقل للعمل بمباحث الأموال العامة حتى وصل إلى منصب مديرها، وبعدها عين مديرًا لأمن الإسماعيلية عقب أحداث هروب مساجين سجن المستقبل، وبعدها تم تعيينه مساعدا لوزير الداخلية لشئون الأفراد، ثم مديرا لأمن الجيزة وفيها اختتم عمله الأمني الذي امتد لأكثر من 36 عامًا ليتم اختياره محافظا للفيوم.

"الدستور" التقت اللواء عصام سعد وأجرت معه هذا الحوار:
* ما هي أول التكليفات الرئاسية الصادرة لكم عقب أداء اليمين الدستورية محافظا للفيوم؟
ـ الرئيس شدد على جميع المحافظين ونوابهم بضرورة التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إليهم والعمل على تذليل المشاكل والعقبات، والارتقاء بالقطاعات الخدمية وعلى رأسها الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحي.

وفوجئت بأن الرئيس لديه فكرة كاملة وأدق التفاصيل عن أغلب المشاكل التي تعاني منها الفيوم وباقي المحافظات، وكلف بضرورة دراسة تلك المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها.

* هل استطعت تكوين صورة عن أهم احتياجات المحافظة والمشاكل التي تواجهها؟
ـ رغم عدم مرور أكثر من عشرة أيام على حضوري للفيوم واستلام مهام منصبي إلا أنني نجحت في تكوين صورة كاملة عن المحافظة وقطاعاتها المختلفة، وأهم المشاكل، وذلك من خلال جولاتي الميدانية بالشوارع والمراكز ولقائي المباشر بالمواطنين والاستماع إليهم مباشرة، وهو ما ساعدني كثيرا في ظهور صورة كاملة وحقيقية عن مشاكل القطاعات المختلفة وأهم مطالب المواطنين.

* بالطبع سادت حالة من التفاؤل المشوب بالحذر بين المواطنين نتيجة الجولات الميدانية المكثفة التي تقوم بها، ولكن يخشي المواطنون أن تكون تلك الجولات لمجرد التعارف على المحافظة والشو الإعلامي، وستتوقف ويعود المحافظ للعمل المكتبي بعيدا عن نبض الشارع فما ردك على هذه المخاوف؟
ـ أولا العمل الميداني هو أسلوبي منذ عملي الأمني، فأنا لا أحب المكاتب وتواجدي الدائم يكون في الشارع وسط المواطنين أستمع إليهم وأناقشهم.

وللعلم لدي خطة وتجربة سأنفذها، وتستهدف الوصول إلى المواطن داخل منزله، وزيارة القري والنجوع البعيدة، لأن هذا هو السبيل الوحيد للنجاح ومعرفة الحقائق على الطبيعة، وأنا أعلنها صراحة لن يكون هناك وسيط بيني وبين المواطنين.

* للفيوم طبيعة خاصة جدا، نظرا لسيطرة الجماعات المتشددة عليها ونشر أفكارهم الهدامة بين الشباب، خصوصا بالقري والنجوع البعيدة، وهو ما فطنت له الدولة وعملت على عدم الاعتماد كليا على الجانب الأمني في ملف محاربة الإرهاب والتطرف.. فهل لديكم خطة معينة للتعامل مع هذا الملف؟
ـ معرفتي السابقة باللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، ساهمت في سرعة تكويني فكرة كاملة عن الملف الأمني بالمحافظة، وعقدت اجتماعا بـ"شلبي" استمر خمس ساعات كاملة، ناقشنا خلالها الملف الأمني باستفاضة، وعلمت بالنجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا الملف، واتفقنا على استمرارها والعمل على تصحيح السلبيات، وأعتقد أن الفيوم تغيرت عن السابق كثيرا، وأصبحت تنعم بالأمن والأمان التام.

* وماذا عن ملف الفساد المالي والإداري المستشري في عدد من القطاعات؟
ـ أنا ضليع في كشف ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله، وذلك من خلال تراكم الخبرات التي اكتسبتها من عملي بمباحث الأموال العامة، وقبل أن أتولي منصب مديرها توليت العديد من الإدارات المعنية بقضايا الفساد والرشوة، وأعلنها صريحة من الآن لا تهاون في هذا الملف على الإطلاق، والإحالة للنيابة العامة والعقاب الرادع في انتظار الفاسدين، ومهدري المال العام.. وأؤكد لأهالي الفيوم أن أي فاسد مهما كان شأنه أو منصبه لن يفلت من العقاب أبدا، وتواصلي الدائم مع الأهالي وتواجدي الميداني معهم هو أكبر حائط صد من الفساد والفاسدين، وأطالب المواطنين بالإيجابية والتحدث بصراحة مطلقة عن أي حالات فساد لاتخاذ الإجراء القانوني اللازم حيالها، وأكررها "أنا اللي هروح للمواطن لحد مكانه وأستمع إليه دون أي حواجز".

* وماذا عن قطاع الصحة الذي يعاني من الترهل والإهمال؟
ـ ملفات الصحة والتعليم على رأس اهتمامتي، وعقدت اجتماعا مطولا بالدكتورة آمال هاشم وكيلة وزارة الصحة، واستمعت منها إلى شرح كامل عن المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة والطلبات العاجلة للارتقاء بالمستشفيات والوحدات الصحية.

وبكل صدق وجدت أن اغلب مشاكل قطاع الصحة تتمثل في نقص الأطباء، خصوصا في بعض التخصصات مثل المخ والأعصاب وجراحة الأورام وغيرها، وكلفت بمخاطبة وزارة الصحة لدعم الفيوم بعدد كافٍ من أطقم الأطباء، خصوصا أن هناك بنية تحتية جيدة، ومباني وأجهزة طبية حديثه لا تعمل بسبب عدم وجود أطباء.

كما ناقشت معها وضع العيادات المتنقلة وطلبت تكثيف عملها بالقري والمراكز وتضمن حديثي مع وكيلة الوزارة ما تم تحقيقه في تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة القضاء على فيروس سي، وسأتابع هذا الملف بنفسي.

* ماذا عن قطاع التعليم خصوصا ونحن على مشارف عام دراسي جديد؟
ـ قمت بأكثر من جولة على عدد من المدارس، والتقيت بعض المعلمين، وتحدثت معهم، وشددت على المسئولين بضرورة الانتهاء من جميع أعمال الصيانة والتجهيزات اللازمة لتوفير المناخ المناسب للتلاميد والطلاب على تحصيل دروسهم، ولن أسمح بأن يبدأ العام الجديد وهناك أعمال لم تنتهِ،
وملف التعليم سيكون من أول الملفات التي أتابعها بنفسي، لأن التعليم أساس تقدم الأمم ونهوضها.

* الفيوم محافظة زراعية في الأساس، ومنذ أحداث يناير 2011 تشهد المحافظة العديد من الاعتداءات على الأراضي الزراعية، فضلًا عن وجود العديد من المشاكل التي تواجه الفلاحين.. فهل لديكم خطة للارتقاء بقطاع الزراعة بالمحافظة؟
ـ بالطبع كونت فكرة لا بأس بها عن قطاع الزراعة بالفيوم، حيث تمتلك 460 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية، ولن أسمح بالمساس بحقوق الأجيال القادمة والتعدي على الأراضي الزراعية، وسيكون تنفيذ الإزالة فوريا مع اتخاذ الإجراء العقابي المناسب ضد المخالفين.

أما بالنسبة لمشاكل الفلاحين فأنا أعد بدراستها والعمل على سرعة حلها وتسهيل عمل الفلاح الفيومي وتقديم يد العون له، كما عقدت جلسة مع مدير الري لوضع تصور عن كيفية توفير المياه اللازمة لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية التي تمتلك المحافظة مساحات شاسعة منها، ولكن يجب مناقشة توفير مياه الري قبل التفكير في الاستصلاح والزراعة، وإلا ما معني صرف مبالغ طائلة على الاستصلاح ثم أصطدم بمشكلة عدم توافر مياه الري.

* وماذا عن قطاع السياحة المهل رغم امتلاك الفيوم العديد من مقومات الجذب السياحي؟
ـ بالفعل تمتلك الفيوم العديد والعديد من مقومات الجذب حيث المناطق الاثرية لمختلف العصور، وهرمي هوارة واللاهون، فضلا عن المزارات السياحية مثل بحيرة قارون ووادي الريان والسواقي، وغيرها الكثير، كما أن قربها من القاهرة يجعلها أيضا مقصدا لرحلات اليوم الواحد، وستكون هناك خطة كاملة للارتقاء بقطاع السياحة وتنميته حتى تتبوأ الفيوم المكانة اللائقة بها على الخريطة السياحية.

* هل تعرفت على المشاكل العديدة التي تعاني منها بحيرة قارون رغم أنها كنز سياحي واستثماري في غاية الأهمية؟
ـ لقد قمت بزيارة لبحيرة قارون، وناقشت جميع المشاكل والمعوقات التي تواجه البحيرة من مختلف الزوايا، سواء الثروة السمكية، أو تطهير قاع البحيرة، أو تنشيط السياحة بها، والتقيت المهندس أيمن محمد أحمد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية، والمهندس علاء عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري، وممثل عن شركة الأملاح والمعادن، وعددًا من كبار الصيادين
وناقشنا ما تم اتخاذه وما يجب فعله للقضاء تماما على مشكلة التلوث بقاع البحيرة نتيجة اختلاط مياه الصرف الزراعي بمياه البحيرة، وكيفية مواجهة حشرة الايزوبودا من خلال زيادة عدد الزريعة من الجمبري، وتفعيل قرار السماح والتوقف عن الصيد في البحيرة للحفاظ على هذه الزريعة.. فقد تم إلقاء 5 ملايين من أجود أنواع زريعة الجمبري بالبحيرة، وهي مجرد بداية سيتبعها العديد من الإجراءات للقضاء على كافة مشاكل البحيرة.

* أخيرا.. لو وجهت كلمة إلى من توجهها وماذا تقول فيها؟
ـ أوجهها لأهالي ومواطني الفيوم، وأقول لهم ـنا هنا لخدمتكم وتوفير جميع متطلباتكم، وسوف أحضر إليكم بنفسي وأتحدث معكم، كما أن مكتبي مفتوح لكم في أي وقت، ودون أي وسيط، وأغلب وقتي أقضيه في الشارع من أجلكم.. وأطالبهم بأن يكونوا إيجابيين، وعلى كل منا القيام بدوره حتى نستطيع الارتقاء بوطننا الغالي.