رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف كيف جاءت فكرة الثلاثية لنجيب محفوظ.. وهكذا حاول أحدهم كتابتها قبله

أرشيفية
أرشيفية

قال نجيب محفوظ، في الحقيقة أن فكرة الثلاثية جاءتني على دفعات، استطيع تحدد اللحظات الاولى، كنت أقرأ في كتاب عن أجرومية الرواية، في الواقع انا قرأت العديد من الكتب عن فن الرواية، أول ما تعرض له هذا الكتاب الرواية التي يسمونها رواية الأجيال، أو رواية الأزمان التي تعرض أجيلا عديدة متوالية، أعجبني الشكل هنا، كنت أقرأ عن نوع محدد من الرواية، هنا بدأت محاولة التذكر، عما إذا كنت قد قرات عملا أدبيا من هذا النوع، لا لم أكن قد قرأت بالمناسبة، هناك أشياء تقرؤها ولا تستجيب لها، وهناك قراءات أخرى تتجاوب معها.

ما تردد داخلي بقوة، ضرورة أن اكتب رواية من هذا النوع ولكنني ترددت فمثل هذه الرواية في حاجة إلى تمرين طويل، وتفرغ كامل، يعني إذا كان لدي مشروع رواية أفرغ منه أولًا مثل زقاق المدق أو السراب، وفي هذه الاثناء أصدر طه حسين رواية شجرة البؤس، وجدتها قريبة جدا من هذا النوع، أقصد رواية الأجيال، ولكنها قصيرة إلى حد ما، في هذه الفترة أخطأت خطأ كبيرا، لم أكرره فيما بعد في حياتي.

في هذه الفترة تحدثت كثيرا عن هذا النوع من الروايات وأفضت في شرح افكاري ونيتي في كتابتها يوما ما، والذي حدث أن أحد الآدباء الذين استمعوا إلي ذهب وشرع في كتابة رواية من هذا النوع، أي رواية الأجيال، وأصدرها بعد ستة اشهر، ومنذ هذه التجربة تعلمت ألا أحكي شيئا أبدًا عن تفاصيل مشروعاتي، وبالطبع لك أن تتخيل قيمة الرواية من الناحية الفنية، إذا كانت قد كتبت وصدرت في ست شهور فقط.
المهم أعود إلى طه حسين وكانت شجرة البؤس رواية أجيال لكنها صغيرة سيطرت الفكرة علي تماما، وهنا بدأت أقرأ الروايات الكبرى التي تعرض للأجيال، قرات ملحمة أسرة فورسايت، لجولزورثي، والحرب والسلام لتولستوي، وآل بودنبروك لتوماس مان.

وفي لحظة معينة شعرت أنني وصلت إلى نقطة معينة امتلكت فيها زمام الموضوع، هنا نقطة أحب توضيحها وهي أنني لم أعتد قراءة أعمال معينة قبل أن أكتب إحدى رواياتي، ولكن هذه القراءات كانت جزء من ثقافتي.

إن أعمالي تنتمي إلى الواقعية وهناك روايات لا حصر لها تمت إلى هذه المدرسة لكن العمل الوحيد الذي كتبته ولم أقرأ شبيها له ولم استطع تصنيفه في مدرسة معينة هو أولاد حارتنا، وذلك حسبما ذكر جمال الغيطاني في كتابه المجالس المحفوظية والصادر عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.