رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الكراهية والشماتة في القاهرة


الكراهية، أعزك الله ونجاك من حبائل أصحابها، تعمى وتصم، فإن تسربتْ إلى النفس جعلت صاحبها يتمنى الفناء لخصمه، فلا يُمسك نفسه عن شماتة مُعلنة بوقاحة، وهكذا كان حال الكابتن أحمد حسن، الذى كاد أن يصرخ فى لاعبى منتخب مصر كى يمزقوا محمد صلاح تمزيقًا يليق بحجم الغل والكراهية التى ظهرت على ملامحه فى كل تعليقاته على أزمة صلاح واتحاد الكرة، كانت رائحة التحرش والتحريض تفوح من الشاشات الرياضية بعد أن «طرش» الكابتن مجدى عبدالغنى كميات ضخمة من مخلل وقرنبيط الحقد والكراهية، وباستثناء الكابتن المهذب حازم إمام، فإن باقى أعضاء اتحاد الكرة أعمتهم الكراهية عن الحقيقة الواضحة وضوح نجومية «مو صلاح» فى كل دول العالم.
كلاهما «حسن ومجدى» جربا الاحتراف وفشلا فشلًا ذريعًا على اختلاف تجربتيهما، ولا شك أن ما صنعه صلاح أصابهما بألم الغيرة والحسد، وهو ألم كان واضحًا للغاية فى تحرشهما السافر بلاعبنا الدولى، وكاد صلاح وعشاقه أن يصابوا بالجنون وهم يشاهدون كل هذه الكميات المرعبة من الكراهية التى أعمت أصحابها عن رؤية المجد المصرى الذى صنعه صلاح!، تمامًا مثلما أصيب زملاؤنا فى مهنة الصحافة بالجنون بعد ظهور نتيجة القيد للأعضاء الجدد بالنقابة، فمعظم الذين تم إغلاق باب الأمل فى وجوههم وتأجيل قبولهم لا يعرفون سببًا واضحًا لهذا التأجيل! فقد فعلوا مثلما فعل باقى الزملاء المقبولين، جاءوا بالأرشيف والشهادات المطلوبة، بل إنك تجد بينهم رؤساء أقسام وأصحاب خبرات! صحيح أن للجنة القيد معاييرها الخاصة.. لكن ما تلك المعايير؟ ولماذا لا يتم الإعلان عن حيثيات القبول والرفض حتى بتقارير موجزة تُريح الزملاء وتغلق باب الشائعات والمحسوبية، فقد قيل إن «الكراهية» التى يحتفظ بها بعض أعضاء مجلس النقابة لرؤساء تحرير صحف بعينها، ولمحررين بأعينهم، لعبت دورًا فى النتيجة، وبالتالى فى مصائر شباب عاشوا تجارب صعبة واحتملوا سنوات من الإرهاق النفسى والعصبى والبدنى أيضًا قبل وصول أوراقهم إلى النقابة، وعندما وصلوا وجدوا حائط الكراهية يطارد بعضهم ويفتك ببعضهم بحثًا عن أسباب التأجيل أو الاستبعاد.
فالكراهية، أعزك الله من ضغائن أصحابها، ضربة مرزبة ثقيلة يقبض عليها أعمى لا يرى دماء المقتول ولا يسمع أنينه مهما ارتفع، وهناك بشر حرصوا على زراعة الكراهية حولهم وعاشوا بها وعليها، بعد أن تسلطتْ عليهم نفوسهم وتمكنت العنجهية منهم وركبهم الغرور، وهؤلاء حولك فى كل مكان، بداية من الرئيس الأمريكى ترامب والتركى أردوغان إلى الفنان محمد رمضان ونزولًا إلى الزميل الصحفى دندراوى الهوارى، وقد كنتُ أظنه خيالًا علميًا يكتب عن خيال علمى ويحارب فضائيات مجهولة، وكثيرًا ما تصورته ممرضًا فى مستشفى عام يستعينون به لتطفيش أكبر عدد من المرضى الذين يفضلون الموت على رؤية تسريحة شعره، لكننى فوجئت ليلة أمس بأنه ليس خيالًا علميًا وأنه موجود على الأرض ويمكنه التحرش أيضًا!.
فتابعتُ القصة ولم أخرج منها سوى بحصاد مُر للكراهية أجارك الله من علقم طعمه وجحيم نيرانه، حصاد من الشوك وسموم الغل، من الشماتة والابتهاج حتى بالفضائح!، فما إن سمع الناس بالخبر حتى راحوا يوزعون الشربات ويدقون المزامر ويرتدون عباءات العفة والطهارة والأخلاق، ويزرفون الخازوق كاملًا فى مؤخرة الرجل عديم التربية الذى تحرش بصحفية زميلة له فى العمل!، وللقراء الحق فى الشماتة عقابًا على ما تحملوه من «كراهية» زرعها الزميل وحرص على تأجيجها وها هو يحصد ثمارها، ولكن ليس من حق الزملاء الصحفيين «الهيصة» وسط القراء، فهناك قواعد للمهنة تحكم تصرفاتنا، وهناك زمالة يجب الحرص عليها حتى فى أشد نوبات الغضب أو الفرح، فلا يجوز الحكم فى قضية بهذه الحساسية قبل ظهور نتائج التحقيقات، ولا تبيح كراهية البعض للزميلة «مى الشامى» التطاول عليها واتهامها فى عرضها وشرفها وتشويه سمعتها لأنها تجرأت وتقدمت ببلاغ رسمى فى الواقعة!، فهى على الأقل قالت «لا» بصوت مسموع وكان بإمكانها الصمت خجلًا وخوفًا مثل كثيرات يتعرضن للفعل نفسه، وليس من حق أحد فى الطرفين (القارئ والصحفى) الزج بالسيدة زوجة الزميل دندراوى فى الأمر!، فهذا اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، ستقول لى إنه فعل الكثير وهتك عرض خصومه وسن قلمه تشريحًا وتمزيقًا فيهم، وأقول لك إن هذا يعنى الحكم على الشخص وليس على الواقعة، وتلك كراهية مثل كل كراهية.. تعمى وتصم حتى وإن كانت مجرد ردّ فعل.