رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. سهرة غنائية ممتعة مع المطرب علي الحجار في «الدستور»

علي الحجّار
علي الحجّار

كان الفنان علي الحجار، منذ بداياته واحدًا من الجمهور، يحس بهم، ويعبر عنهم، من خلال أغاني غالبية تترات الأعمال الدرامية المصرية، التي يحفظ معظمها غالبية الشعب المصري، وذلك بفضل ارتباطه بأهم الشعراء المصريين والوطن العربي في مقدمتهم عبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب، فضلًا عن وجوده بين أهم الملحنين في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية مثل عمار الشريعي، وياسر عبدالرحمن، وعمر خيرت وغيرهم .

ونظمت "الدستور" ندوة لتكريم الفنان علي الحجار، لنجاح ألبومه الجديد "ما تخدي بالك"، واستمراريته في إقامة حفلاته بساقية الصاوي لمدة 11 عامًا بشكل متواصل واستثنائي، في حضور الشاعر ورئيس تحرير جريدة الدستور محمد العسيري، وفريق عمله الملحنين ممدوح صلاح وهيثم توفيق وأحمد حمدي روءف .



كان الحضور متحفزَا من بداية الندوة، لطرح الأسئلة على الفنان علي الحجار، والذي استقبلها كعادته وكأنه واحدًا منهم، حكى لهم وكأنه يجلس بينهم، بجوارهم، على مقاعدهم، عن بداياته الصعبة، التي عمل فيها في مهن عديدة شاقة، ساعدته على أن يكون صلبًا: "الأعمال الصعبة ساعدتني أن أكون قويًا، نشفت عضمي وروحي"، وأبدى لهم عن سعادته عندما يلتقي أثناء تحركاته اليومية في الشارع المصري بـ"طالب، حاصل على ماجستير، إلخ" ويعمل كـ"سائق تاكسي" أو في مهنة أخرى ليدبر أمور نفقاته وحياته، فهذا الأمر ليس عيبًا، بل شرفًا كبيرًا، كونه "يكسب من عرق جبينه ".



تحدث "الحجار" عن علاقته الوطيدة بوالده، الذي أثر فيه، فهو الذي علمه يعتمد على نفسه، لا أحدًا غيره، فعندما سمعه يقلد أحد الأصوات، غضب منه، ونصحه بأن يقوم ببعض تمرينات الصوت التي تعينه على ذلك، فضلًا عن إلحاقه بـ"الٌكتاب" وحفظ القرآن الكريم، الذي ساعده على تنظيم النفس ومخارج الألفاظ والنطق الصحيح للحروف، ووجه الحجار خلال حديثه النصيحة لأي مطرب يريد الاحتراف، بضرورة تلاوة القرآن الكريم وحفظه، ولا خجل بعد ذلك من دخول عالم الغناء، فمظعم كبار الموسيقيين والمطربين كانوا كذلك.

يؤمن الحجار أن المطرب، ليس صوتًا فقط، بل واجب عليه أن يقرأ في السينما والمسرح والأدب وغيرهم من العلوم التي تفتح آفاقًا جديدة للفنان، وهو ما اتبعه منذ بداياته، وساعده عليه أصدقائه، أشعلوا الغيرة بداخله، وحفزوه على قراءة معظم الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وشكسبير، قال: "هناك أمورًا كثيرة تدفع الفنان إلى الأمام، إذ لا بد أن يعرف قواعد «المزيكا» وأن يقرأ فى ‏السينما والمسرح، هو مطالب بأن يعرف من هو شكسبير، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وغيرهم. الفنان ليس صوتًا فقط، لا بد أن يفهم جيدًا معنى الكلام الذى يقوله، لأنه يُمثل بصوته ويعبر ‏بالمعانى عما يغنيه، لذا لا بد له من الإطلاع على الثقافات المختلفة"، وهو ما ساعده أن يكون حاضرَا في قلب وعقل الجمهور المصري خلال تلك السنوات الطويلة .


لم ينسى "الحجار" أثناء حديثه للحضور، الاعتراف بفضل عائلته التي تربي بينها فقال: "أظن أننى محظوظ، لأني ولدت فى عائلة فنية بالأساس، فأمى لديها ١٠ أشقاء عازفون ورسامون، ورغم أنهم لم يحترفوا ذلك إلا ‏أنهم امتلكوا ثقافة كبيرة، أما والدى فكان معلمًا لأغلب نجوم الجيل الحالى، وعلى رأسهم الفنانة لطيفة والفنان مدحت صالح، إضافة إلى فضله الكبير علىّ ".



كما كان مطربًا استثنائيًا، يحرص "الحجار" على أن يكون ممثلًا يظل في الذاكرة، لا يؤدي"أي أدوار والسلام"، فيدقق في اختيار أدواره سواء التي يظهر فيها على خشبة المسرح أو في عمل درامي: "أنا مطرب فى الأساس، ورغم ذلك فإن آخر أعمالى التمثيلية كان فى ٢٠١٦، بالتزامن مع إعادة افتتاح المسرح القومى، أحد أهم المسارح فى الوطن العربى، من خلال العرض المسرحى ‏‏«وبحلم يا مصر»، الذى قدمت فيه شخصية رفاعة الطهطاوى، من كتابة نعمان عاشور وإخراج عصام السيد، وفى ٢٠٠٧، كان هناك العرض المسرحى «يمامة بيضا»، وقدمناه لمدة عام ونصف العام، أى ٣ مواسم متوالية، وبصراحة لم ابتعد عن التمثيل وأتواجد فيه عندما يتطلب العمل الدرامى ذلك، ولا ‏أريد أن أكون ممثلًا يمر مرور الكرام على ذاكرة المشاهدين ".



يرى الحجار أن الإعلام هو المسئولة عن التدهور الذي أصاب صناعة الموسيقى، فهو المسئول عن ظهور المطربين على الشاشات، ويسمح لهم بمساحات واسعة، وتعرض أعمالهم، ومن هنا كان على عاتقه مسئولية فساد الذوق الفني أو صلاحه لدى الجمهور، فكل ما يملكه الفنان أن يعمل فقط، فهو لا يملك ظهوره على أى شاشة إلا إذا سمح له بذلك، لذا كان "الحجار" حريصًا على أن لا يدخل بيته النوع الردئ من الموسيقى، وبلغ به الحرص على أن لا يستمع ابنه علي وهو لا يزال جنينًا في بطن أمه، إلا الموسيقى الجيدة .



تعلم الحجار الأغنية السياسية من الفنان عبد الحليم حافظ، وصدق كلامها، إلى أن أصبحت جزءًا منه، لا يستطيع الفكاك أو الهرب منه، فهى التي تدفعه دفعًا على أن يكون لسانها، فيغني مع كلمات "الأبنودي" ضحكة المساجين، ويكون له العديد من الألبومات الغنائية السياسية التي عبر بها عن ثورة يناير "أصحى يناير"، لكنه في هذه الأيام لا يدير رأسه تجاه الأغنية السياسية لأن الواقع لا يحتاج إليها .



رغم أنه توقف لفترة ليس بالقصيرة، بدافع الملل والزهق مما يراه من واقع الموسيقى المصرية، لكنه عاد، وبدأ يعد مشروعه الواحد تلو الآخر، فيحرص على أن يبث الروح في الموسيقى الكلاسيكية المصرية، ويضفى عليها طابعًا جديدًا "مودرن"، بشرط أن تكون الأغنية صالحة لذلك، فكان لديه مشروع "100 سنة غنا" الذي توقف لفترة ثم أحياه مره أخرى، والذي ينوي الحديث فيه عن الشيخ سيد درويش والشيخ زكريا أحمد وبليغ ‏حمدى وغيرهم، فضلًا عن استضافة بعض المواهب الفنية وتقديمها للجمهور، بعيدًا عن جو التصويت والمسابقات المعروفة للأصوات الجديدة.

كما تحدث عن مشروع برنامج "المصري" الذي عرضت منه قناة DMC بعض الحلقات خلال شهر المهن المصرية مثل التنجيد، والنجارة، من خلال بعض الأغنيات المصححة .