رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هآرتس": إسرائيل تواجه معضلة كبيرة مع العرب بسبب قطر

جريدة الدستور

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن إسرائيل تواجه معضلة كبيرة، بسبب قطر التي تعد داعمة للإرهاب وتواجهة مقاطعة عربية مع مصر، السعودية، الإمارات والبحرين، ولكن في الوقت ذاته يمكن للدوحة أن تكون حليفًا لإسرائيل من خلال مساعداتها المالية لدفع رواتب عشرات الآلاف من موظفي الحكومة في غزة، بالإضافة إلى وساطتها لعودة مدنيين إسرائيليين محتجزين في غزة بالإضافة إلى جثتي جنديين قُتلا في القطاع في عام 2014.

وعرض تسافي بارئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة الإسرائيلية، تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، على المقاطعة العربية الذي أعلنتها الدول العربية ضد قطر، التي أكد فيها أن السبب وراء هذه المقاطعة هو خوف دول الرباعي من انتشار الإرهاب، كما حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من دعم قطر للإرهاب، مشيرًا إلى أن الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، أكد قبل أربع سنوات، أن القطريين يدعمون الإرهاب.

وتساءل "بارئيل" عن سبب موافقة إسرائيل على وجود قطر كشريك أو وسيط في التفاوض مع حماس، منوهًا بأن تزايد الاحتياجات الدبلوماسية والعسكرية يمكن أن يؤدى إلى مرونة مذهلة في سياسات إسرائيل حتى عندما يتعلق الأمر بالمبادئ التي يتم وضعها في أساس هذه السياسة.

وأكد التقرير الإسرائيلي، أن قضية قطر أكثر تعقيدًا من مجرد استعدادها لتمويل المرحلة الأولى من اتفاق مع حماس، حيث أصبحت قطر عدوًا لمصر، وذلك نتيجة الدعم القطري لجماعة الإخوان الإرهابية والنقد اللاذع الذي بثته قناة الجزيرة القطرية عقب ثورة 30 يونيو.

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية تنظر إلى قطر كمبعوث إيراني في الشرق الأوسط العربي، بالإضافة إلى تدخل قطر في الشؤون الداخلية للدول العربية، مما يعكس المساعدات التي تقدمها قطر لحماس والجماعات المتطرفة في سوريا.

وتطرقت "هآرتس"، إلى التحالف القطري التركي الإيراني، لافتة إلى أنه بعد فرض المقاطعة على قطر، أصبحت تركيا وإيران الموردين الرئيسيين للسلع إلى قطر، وعندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قالت قطر إنها لن تسمح للقوات الأجنبية بمهاجمة إيران من أراضيها وأنها لن تنضم إلى أي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة على إيران.

وقالت "هآرتس"، إن تصدع العلاقات بين قطر والرباعي العربي، أدى إلى اعتقاد المسئولين في تل أبيب، أن إسرائيل قد أصبحت عضوًا، وإن لم يكن نشطًا أو غير رسمى، في التحالف العربي ضد إيران.

وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أنه في ظل هذا الاتقسام، تجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق، فمن ناحية، تعد واشنطن حليفا مهما للسعودية في حربها ضد إيران إلى جانب إسرائيل، ومن ناحية أخرى، فإن القاعدة العسكرية الأمريكية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط توجد في قطر، لافتًا إلى أن ترامب حاول التوفيق بين قطر وخصومها، لكن فشلت جهوده.

وأطلقت قطر حملة لتعزيز مكانتها العالمية، خاصة في الولايات المتحدة نفسها، حيث التقى القادة القطريون ليس فقط مع كبار المسئولين في إدارة ترامب، لكن أيضا مع كبار القادة اليهود، وتحاول قطر تقوية روابطها مع الجالية اليهودية وإسرائيل بهدف المحافظة على قوة علاقاتها مع واشنطن.

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية، فإن إسرائيل تواجه معضلة أخرى، فهي من ناحية، تلتزم بتنسيق السياسات مع مصر والتعاون مع الجيش المصري، وفي الوقت ذاته تعلم أن قطر تدعم الإرهاب ومع ذلك يمكن للدوحة أن تساعدها في عودة الإسرائيليين وجثث الجنود في غزة.

وتتمثل المعضلة الثانية، في المفاوضات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتطلب إيجاد مصدر يدفع رواتب الحكومة في غزة بعد أن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس دفع الأموال من خزائن السلطة الفلسطينية، وبالتالي يمكن في هذه الحالة أن تكون السعودية والإمارات هما مصدر هذه المبالغ.

وأوضح التقرير، أنه منذ ستة أشهر، أعلنت الإمارات أنها ستخصص 15 مليون دولار شهريًا لاستئناف دفع الرواتب، مضيفة أنها ستقوم أيضًا بتمويل محطة كهرباء جديدة في غزة، وكان العرض مشروطًا بتأسيس مجلس حاكم مكون من مدنيين، إلى جانب ممثلي حماس، ويرأسه محمد دحلان، الرئيس السابق للأمن الوقائي في غزة، ووافقت مصر على المقترح لكن حماس رفضته ولم تصل الأموال.

وقبل أسبوعين، عندما بدأ مصدر التمويل يتحول إلى قطر، طالبت السعودية والإمارات بعدم السماح لقطر بالتدخل في غزة، وكان من الواضح أن إسرائيل لن تتمسك بوقف إطلاق النار في غياب التمويل، وهذا هو السبب في أنها أُجبرت على الدخول في اتفاقية مع مصر تنص على أن قطر ستمول النفقات الجارية، والتي تم تعريفها بأنها مساعدات للمدنيين في غزة، ليس لحماس.