رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. ذكريات سكان الخليفة مع سبيل الأمير عبدالله

صورة من الحدث
صورة من الحدث

نوافذ من الأرابيسك، تزيح أشعة الشمس التي قد تنسدل داخل مبني آثري قديم، حفرت بين طيات جدرانه قصص تاريخية تعود لعام 1719، أبوابه محكمة الغلق خشية أن يقتحمه أحدا بعد أن بات مهجورًا، هنا سبيل الأمير عبدالله.

في عام 1719، كان المشهد مختلفا تمامًا، كانت ضحكات الأطفال تملأ أرجاء المكان، كانوا يصطفون في طوابير لدخول الكُتاب، يتلون آيات الله، يتحدثون عن التحف التي تلخص النحو والفقة وغيرها من علوم اللغة العربية، وإلى جوارهم شباك صغير يحصل منه المارة على مياه للشرب، استخرجت من باطن الأرض.

هكذا كان سبيل وكتاب الأمير عبدالله كتخذا، الذي أنشئ خلال عامي 1719 و1720، على الطراز الفاطمي، المميز بالشبابيك الأربيسك المنحوت عليها بعض الرسوم الهندسية، في مقدمة شارع شيخون بحي الخليفة، والذي تحول إلى المدرسة الناصرية عام 1940.

أغلق السيبل في بدايات القرن العشرين وخضع لعملية ترميمه، وتم افتتاحه في عقد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بحضور فاروق حسني، وزير الثقافة، محمود زقزوق، وزير الأوقاف، عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار السابقين، في سبتمبرعام 2008، إلا أنه ظل مهجورًا كما كان قبل الترميم.

"أنا كنت طالب في الناصرية"، هكذا قال "عم سعيد"، الذي رفض الظهور في المشهد، صاحب أحد المحال بالمنطقة، مؤكدا أنه درس في المدرسة الناصرية برفقة البشوات، وأن الفضل لوالده في تلك الخطوة، فكان شديد الحرص على تعليمه، بعد أن تخطى مرحلة الكُتاب، وكان حلمه أن يلتحق بمدرسة المهندس خان.

وتابع أن المدرسة كانت تقدم دعمًا للطلاب في علوم الرياضيات، الهندسة، الأحياء، اللغة العربية، وكان للفقة، السيرة النبوية، القرآن الكريم، أهمية خاصة، وكان المشايخ والأساتذة أصحاب هيبة، معلقًا: "كنا بنشوف المدرس في الشارع بنطلع نجري احترامًا له".

وأضاف "محمد" صاحب ورشة صيانة سيارات، أن سبيل الأمير عبدالله كان تابعًا لوزارة الأوقاف، بعد ذلك استأجرته وزارة التربية والتعليم وحولته إلى مدرسة الناصرية، وظل على هذه الحالة لسنوات عديدة، حتى أغلق لترميمه بعد انهيار أجزاء منه، متابعا أنه خضع لعملية الترميم ظل مغلقًا ثم تحول إلى أثر مهجور، لا يعلم أحد عنه شيئًا.

أما عن بئر المياه أو غرفة التسبيل، أوضح أن هذا المبنى عائم على مياه بئر، الأمر الذي أكده بعض الغواصين الذين غطسوا في المياه خلال عملية الترميم ليقدروا عمقها، وكشفوا معلومات غربية أن البئر يعتبر هو الأثاث الحقيقي للمبنى، فإن زادت المياه عن المنسوب المحدد لها، انهار المبنى بأكمله.

وقال سيد صبحي، صاحب محل ستائر مجاور للسبيل، إن أجزاء منه انهارت في زلزال 1992، وأخذت عملية ترميمه فترة طويلة ظل خلالها مغلقًا، حتى افتتاحه عام 2008.