رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رشدي أباظة وتحية كاريوكا.. زواج مفاجئ ومأذون في بيت "ديكسون"

رشدي أباظة وتحية
رشدي أباظة وتحية كاريوكا

كان رشدي أباظة قد تقرب إلى تحية كاريوكا بعد موت الفنانة كاميليا، وفي يوم كان يقضي معها وأصدقائهما سهرة وفي نهاية الليل طلبت تحية من رشدي أن يلتقيا في اليوم التالي في مكتب مدير التصوير "أحمد خورشيد"، والواقع أنها كانت تقصد بذلك أن يتعرف على أكبرعدد من المصورين والمخرجين، لعل أحدهم يطلبه للعمل في أحد الأفلام في تلك الفترة.

ومرت الأيام، وبات على تحية كاريوكا أن تستعد للسفر إلى لبنان في رحلة تستغرق ثلاثة أشهر، وقتها شعر رشدي بأنه سيفقد الأمان والدفء العاطفي، وفي إحدى السهرات كان رشدي وتحية مدعوين في منزل "إيزاك ديكسون" أشهر مدرب رقص في مصر، وكانت السهرة تضم عددا كبيرا من أصدقاء تحية في الوسط الفني، وجلس رشدي وتحية وسط الحضور وتبادلا الحديث، وفجأة نظر "الدنجوان" إليها وقال لها ببساطة وعفوية تامة: تتجوزيني يا تحية؟!.

رفعت يدها إلى جبهته، وتحسستها وهي تقول بلهجة ساخرة "أنت ساخن ولا إيه يا رشدي"، فالتقط يدها ونقلها من "جبينه" إلى صدره، وقال بنفس اللهجة "الحرارة.. كلها هنا يا تحية"، وكان طبيعيا أن تتعامل "تحية" مع الأمر كدعابة وتحاول تلمس مدى جدية هذا الشاب "المجنون"، فوقفت بسرعة ونادت على كل الموجودين في منزل "ديكسون" وبنفس اللهجة الساخرة.. قالت:
يا جماعة.. سمعتم آخر خبر؟!
فردوا بصوت واحد:
إيه.. يا تحية؟
فقالت بضحكة صارخة:
تتصوروا إن رشدي عايز يتجوزني؟!.

وتوقعت "تحية" أن يتعامل الجميع مع الأمر باستخفاف باعتباره "نكتة" السهرة وينتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن ما حدث كان غير ذلك، فقد هللوا جميعًا ونطقوا في صوت واحد: "مبروك.. يا تحية"، وبينما تسمرت مكانها دون أن تنطق بكلمة واحدة، انطلق "رشدي" إلى الخارج بعد استئذان الحضور، لحظات قليلة وعاد وفي يده "الشيخ حسن" مأذون الفنانين، وبدا الموقف وكأنه مشهد سينمائي هزلي، ولم يكن أمام الاثنين – رشدي وتحية- سوى الرضوخ لمشاعر الانجذاب بداخلهما، وبالفعل تم الزواج، وطبع رشدي قبلة ساخنة على جبينها، وتعاهدا على أن يعيشا معا إلى الأبد.

بعد مراسم الزواج، توجه العروسان إلى والدة "تحية" التي استقبلت الخبر بزغرودة وسعادة غامرة، وفي الصباح ذهب "رشدي" إلى والدته ليخبرها بزواجه من "تحية كاريوكا" وما كاد ينطق حتى انفجرت الأم ثائرة، ودون أن يسألها عن السبب، بادرته بكلماتها الموجعة "أنت أباظي تميل إلى الامتلاك والتسلط والغيرة في دمكم كلكم.. إزاي هتقبل تشوف زوجتك بترقص للعيون الجائعة؟!" وقعت الكلمات عليه كالصاعقة، ورغم ثقته في زوجته إلا أنه أدرك أن الغيرة سوف تمزقه، لاسيما أن نجوميتها الطاغية ستجعل الجميع يلتفون حولها، وقبل أن يتلاعب "الكلام" بعقله، غادر البيت مسرعًا دون أن يتعهد لأمه بأن يحضر "تحية" للتعارف بناء على طلبها.

في "ميدان" آخر، سادت الدهشة الوسط الفني تجاه خبر الزواج المفاجئ، فكيف لـ "تحية كاريوكا" النجمة الشهيرة أن تتزوج شابًا مجهولًا لم يحقق نجاحًا يذكر في عالم السينما؟! وكانت إجابة "تحية" الوحيدة: اسألوا قلبي الذي أحبه! وبدأ (رشدي) يظهر مع زوجته في كل الأماكن، وتعرف على معظم رجال السينما في مصر، ورغم سعادته كان الضيق يمزقه في أحيان كثيرة، لاسيما عندما يشعر بأن أحدا لا يعرفه وأنهم يتعاملون معه باعتباره "زوج تحية" الفنانة الكبيرة، معشوقة الجميع، وبنت البلد التي تقف بجوار الضعيف والمحتاج، كما ذكر أحمد السماحي في كتابه "النجوان".