رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوليو الحزين.. شهر توديع رؤساء أديرة الكنيسة

جريدة الدستور

"اسكنهم يارب ملكوت السموات".. بهذه الكلمات ودعت الكنيسة القبطية خلال شهر يوليو، اثنين من أهم رؤساء الأديرة بها وأبرزهم، ففي يوليو عام 2017 ودعت الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير العذراء المعروف بالمحرق، ويوليو من عام 2018 ودعت الكنيسة الأرثوذكسية أحد أبرز تلاميذ متى المسكين الأنبا ابيفانوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار.

الأنبا ابيفانوس
الأنبا إبيفانوس المولود في السابع والعشرين من يونيو عام 1954، في مدينة طنطا، تخرج في كلية الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984 م، وسيم قسًا في 17 أكتوبر 2002.

ساهم إشرافه على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، تنمية روح الباحث لديه، لذا كان من الباحثين النشيطين بالدير، وقد نشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمي: "ترجمة من اليونانية القديمة للعربية، سفر التكوين، والقداس الباسيلي، وحينها كان جار نشر سفر الخروج، والقداس الغريغوري، والكتاب التاريخي القديم ”بستان الرهبان".

كان الأنبا ابيفانوس مهتمًا بمتابعة وحضور المنتديات العلمية المتصلة بالتراث الكنسي والقبطي، وكان آخرها حضور المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما في سبتمبر 2012، كما أنه أحد المشتركين في تحرير مجلة مرقس الشهرية التي يصدرها الدير.

وكان المطران الأنبا ميخائيل رئيس دير الأنبا مقار قد أبدى للبابا تواضروس بعد تنصيبه بطريركًا رغبته في اعفاءه من رئاسة الدير ورسامة قداسة البابا أحد رهبان الدير أسقفًا على الدير، وذلك نظرًا لتقدُّمه في السن وبسبب صحته (93 عامًا حينها).

تم عمل اقتراع سري في بطاقة مختومة بخاتم الدير، وتم فرز أصوات الآباء الرهبان بدير أبو مقار (100 راهب)، والتي أدلوا بها في الدير يوم الأحد 3 فبراير 2013 لانتخاب رئيس للدير من بينهم، في حضور سكرتير قداسة البابا تواضروس الثاني القمص أنجيلوس. وجاءت نتيجة الفرز اختيار الرهبان للأب الراهب القس إبيفانيوس المقاري بأغلبية الأصوات، حسب بيان قداسة البابا. وقد أيَّد هذا الاختيار صاحب النيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير منذ نحو 65 عامًا، وذلك بتزكية مكتوبة استلمها الراهب إبيفانيوس باليد من نيافته، وسَلَّمها بدوره إلى البابا تواضروس.

وكانت الأسماء المُرشحة لرآسة الدير من رهبان دير أبو مقار هم: "الراهب إيسيذوروس، الراهب بترونيوس، الراهب إبيفانيوس".

ويُذكر أنه في المقابلة الأولى للراهب إبيفانيوس المقاري مع قداسة البابا تواضروس الثاني يوم الثلاثاء 26 فبراير 2013، بعد إبلاغه باختياره لرئاسة دير القديس أنبا مقار بناءً على حصوله على أغلبية أصوات الرهبان، أوصاه وصية محددة: «أن يعيد لدير القديس أنبا مقار صورته المُشرقة الأولى، ويلمَّ شمل الدير»، وجلس البابا تواضروس الأنبا ابيفانيوس في يوم الأحد الموافق 10 مارس 2013.

الأنبا ساويرس
ولد الأنبا ساويرس في طوسون، روض الفجر، شبرا بالقاهرة في 22 يناير 1943، حصل على بكالوريوس كلية التجارة، قسم المحاسبة عام 1964، وعمل في وظيفة مفتش حسابات بمديرية التعاون الزراعي بمدينتيّ المنيا وملوي.

والتحق بالدير المحرق في 19 يناير 1974 بناءً على ترشيح أب اعترافه، ورسمه نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون أسقف عام الكرازة راهبًا، خدم بالدير في عدة مجالات، منها عمل القربان، والمكتبة، ومحطة التسمين، ومكتب الحسابات، ثم عُيِّن وكيلًا للدير بعد قمصيته.

وقام قداسة البابا شنودة الثالث برسامته خوري إبسكوبوس في 29 مايو 1977، كانت سيامته أسقفًا على الدير والقرى المجاورة.

تم تعيينه نائبًا بابويًا لإيبارشية ديروط عاميّ 1982، 1983 م. ثم لإيبارشية القوصية عاميّ 1988، 1989، ثم لإيبارشية دير مواس 1989

تعرّض في الفترة الأخيرة قبل نياحته لبعض المتاعب الصحية، وخلال الأسبوع الأخير وبعد خضوعه للعلاج لمدة 12 يوم بمستشفى برج مينا بهليوبليس، دخل في غيبوبة بدأت فجر الخميس 13 يوليو 2017واستمرت حتى نياحته الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة 21 يوليو، وقد صلّى رهبان الدير الموجودين المزامير والتسبحة حول الجثمان طوال الليل.


وخلال فترة رئاسته للدير نقل رفات القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي من مقبرة الرؤساء بالدير إلى مقصورته الخاصة بكنيسة مار جرجس يوم 23 فبراير 1991، والاهتمام بالكلية الإكليريكية ومعهد ديدموس بالدير، وأنشأ لهما مباني مستقلة مجهّزة.