رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث فى العلاقات الدولية يكشف لـ"الدستور" السيناريوهات المتوقعة بعد التصعيد الأخير فى غزة

قوات الاحتلال الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي

قال الباحث والمحلل في الشئون السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور أحمد سعيد القدرة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستمر في التصعيد تجاه قطاع غزة، مرتكبة لجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف القدرة، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باستهداف نقطة مراقبة للمقاومة الفلسطينية، ردًا على عملية القنص التي نفذتها المقاومة، واستمرار إطلاق البالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، أسفر عن استشهاد أربعة.

وأوضح القدرة، أن هذا الاستهداف الجديد، جاء بعد أسبوع من الاستهداف الذي نفذته قوات الاحتلال قبل أسبوع، وأسفر عن استشهاد أربعة شهداء أيضًا، وقامت المقاومة بالرد على هذه الجريمة، وتدخلت على إثره جمهورية مصر العربية لتجنيب القطاع من أي عدوان جديد ستكون عواقبه وخيمة.

وأشار القدرة، إلى أن تكرر المشهد بشكل مستمر، يضعنا أمام عدة سيناريوهات وخاصة جراء العدوان الجديد أمس، السيناريو الأول: تدرج الأمور نحو المواجهة، وهذا سيناريو قائم وحيثياته متوفرة وهي، استمرار الحصار وتفاقم أزمات قطاع غزة، استمرار قوات الاحتلال استهداف الشعب الفلسطيني في غزة، وسقوط الشهداء منذ 30 مارس 2018، واستمرار إطلاق البالونات الحارقة، وغيرها من الأسباب التي تجعل سيناريو المواجهة والعدوان متوقعًا حدوثه في أي لحظة.

السيناريو الثاني: عدم انجرار كافة الأطراف لأي مواجهة لما ما ستحمله من نتائج كارثية تحديدًا على قطاع غزة، سواء من حجم الدمار أو حتى عدد الضحايا.

كما أن قوات الاحتلال تعلم أنه في حال اندلاع مواجهة مع المقاومة لن تكون في نزهة، وسيتكبد خسائر في صفوف قواته، هذا السيناريو تحكمه عدة عوامل وهي: إدراك المقاومة الفلسطينية أن قوات الاحتلال تريد جر القطاع لجولة جديدة من المواجهة بُغية تنفيذ الصفقة التي تتحدث عنها أمريكا، ففي حال اندلاع هذه المواجهة فإن عوامل إيقافها ستكون محكومة بتطبيق تغيير قواعد الاشتباك، لذلك المقاومة تتعامل مع الاعتداءات المستمرة عبر تثبيت قواعد الاشتباك من خلال تنفيذ سياسة القصف مقابل القصف.

كما أن هذا السيناريو مرتبط بالدور والجهد المصري لمنع تطور الأمور والاتجاه نحو مواجهة ستكون حساباتها في غاية الصعوبة، فالجهد المصري يقوم على تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تثبيت التهدئة.

من جهة أخرى، التصريحات المقتضبة التي صدرت من قبل سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، تحمل بُعدين: إما التصعيد أو الالتزام بالرد ومن ثم العودة للهدنة.

لكن الشيء الثابت، عدم رغبة أي طرف باندلاع مواجهة، لكن قد نكون أمام تصعيد محدود من قبل المقاومة ردًا على جريمة الاحتلال لتثبيت معادلة توازن الرد وقواعد الاشتباك، خاصة أن الاحتلال يهدف إلى جر المقاومة لعملية عسكرية واسعة، أو أن نكون أمام تدحرج نحو تصعيد إذا حدث لن تحمد عواقبه.

هذه التصريحات حملت في مضمونها رسالة مفادها الحق في الرد، وأن جريمة الاحتلال لن تمر دون حساب، وعدم التفريط بدماء الشهداء، وأنها تدرس كافة الخيارات.

وأكد القدرة أن التطورات الميدانية، هي من ستحدد طبيعة المشهد، إما التصعيد الشامل أو محدود ينتهي بإعلان التهدئة، البقاء على تصعيد كل أسبوع وفي نهاية اليوم العودة للتهدئة أصبح مكلفًا بالنسبة للشعب الفلسطيني في غزة، فالاحتلال يستغل هذه الحالة لمواصلة عدوانه وجرائمه.

وتابع القدرة، يمكن القول بأن هذه الجولة لربما تكون كسابقاتها، أي تصعيد محدود، يتخلله جهد مصري لوقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة، فالطرفان لا يستجديان المواجهة، مؤكدًا أن الساعات القادمة حاسمة.