رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيويورك تايمز" تكشف عن خطة أمريكا البديلة بعد فشل صفقة القرن

جريدة الدستور

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الخطة البديلة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه في الشرق الأوسط، من خلال إعادة بناء قطاع غزة.

وقالت الصحيفة: "منذ 5 أشهر وبدأ كوشنر في تحويل تركيزه بهدوء من التوسط لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى معالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة".

وتابعت أن غزة تشهد جولة جديدة من العنف بين حركة حماس وإسرائيل، ويخشى المحللون من أن تتحول هذه الجولة لحرب شاملة، ما يهدد عملية السلام بالكامل التي يسعى إليها كوشنر وشريكه جيسون جرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط، وبالتالي يحضران لخطة بديلة.

وأوضحت أن إعلان كوشنر بعدم وجود مستثمرين مستعدين لضخ أموالهم في قطاع غزة، بسبب الصراعات الموجودة بها، جعل فريق ترامب يعيد النظر في الجهود المبذولة من أجل إعادة بناء اقتصاد غزة من جديد كطريقة لعقد اتفاق سلام أوسع.

وقال "كوشنر": "لقد دفعت حماس قطاع غزة لحالة من اليأس، ولا تستحق الدعم المالي، وعلى قادة الحركة إظهار نية واضحة لإقامة علاقات سلمية مع جيرانهم حتى تدفق للقطاع الأموال والمساعدات".

وأشارت إلى أن فريق ترامب، المكون من كوشنر وجرينبلات وديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل ونيكي هالي مبعوثة واشنطن في الأمم المتحدة، ألقوا الملامة على قادة حماس واتهموهم بأنهم أفسدوا خطط إعمار القطاع بعد مهاجمتهم إسرائيل خلال الأشهر الماضية، بينما يرى الفلسطينيون أن إسرائيل هي من تسببت في جولة العنف بسبب حصارهم غير المبرر الذي يهدف لقلب الغضب الفلسطيني ضد حماس.

وأوضحت أن الهدنة التي عقدتها مصر والأمم المتحدة ستستمر وسيعقبها تخفيف الحصار الإسرائيلي وفتح معبر كرم أبوسالم مرة أخرى، ومع ذلك فإن الحديث عن حرب جديدة في غزة يعتبر نكسة أخرى لفريق ترامب بقيادة كوشنر وجرينبلات، فبعد 18 شهرا من المفاوضات والعمل وأكثر من 12 رحلة للشرق الأوسط سيظل توقيت إطلاق خطة السلام غامضًا.

وأشارت إلى أن ما عرقل جهودهم هو المقاطعة الفلسطينية لهم، بالإضافة إلى رفض القادة العرب قرار ترامب بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وهو ما جعل كوشنر وجرينبلات ينتظران فرصة أفضل للإعلان عن خطتهما واستغلال الوضع في قطاع غزة، مؤكدين أنه ليس من المنطقي نجاح أي اتفاق سلام لا يتضمن حلًا للأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال مسئول في البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية تتواصل مع مصر والأطراف الدولية الأخرى التي تتواصل مع حركة حماس لإخماد محاولات إشعال الحرب، إلا أن فريق ترامب يساند إسرائيل بشدة ويؤيد حقها في الدفاع عن نفسها ضد طائرات حماس الحارقة، وهو ما ظهر في مقال الرباعي الأمريكي على شبكة "سي إن إن"، حيث طالب الرباعي برفع قضية ضد حماس، وطالبوا الأمم المتحدة أن تظهر بعقل متفتح عند طرح خطة السلام.

وأضافت أن كوشنر وجرينبلات يحبذان إجراء محادثات بين حماس والسلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا يوجد مانع أن تكون حماس جزءا منها، شرط أن تعترف بإسرائيل وتتخلى عن العنف.