رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جناية "السوشيال ميديا".. كيف واجه المصريون كتائب الإخوان الإلكترونية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وزيرًا كنت أو غفيرًا، أينما كنت ستصيبك الشائعات، إن لم تنتبه لما تستقبله من معلومات وأخبار وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعى، إذ يبدو أن الكل مستهدف من عدو يعلم ما يفلعه جيدًا، باستخدام وسيلة ظلمت سلبياتها، إيجابياتها.

وسواء كان الأمر مُتعمدًا من لجان إلكترونية تعمل لجهة ما، أو عن غير قصد من أشخاص عاديين، فإن النتيجة تكون زعزعة النفوس وإضعاف علاقة المواطنين بالواقع من حولهم، والضرب بقوة فى مصداقية المجتمع مع حكوماته ورموزه وبين أفراده أيضًا.
لا يدرك الكثير من الشباب الذين يتورطون عن غير قصد فى نشر وترويج بعض المعلومات المغلوطة، لمجاراة آخرين من رفاقه على «السوشيال ميديا»، أن ترويج شائعة - ولو تافهة- عن بنك وطنى خاص فى مصر- ستهتز ثقة عملائه وتؤثر على أسهمه فى البورصات الإقليمية والعالمية. لا يعلمون أن التشكيك فى مصداقية الجهاز الوحيد الذى أجمع المصريون على نزاهته وشجاعته فى محاربة الفساد وهو هيئة «الرقابة الإدارية»، بمجرد مشاركته لتدوينة مجهولة المصدر حتى لو كانت للضحك والسخرية فقط ماذا سيحدث؟.
لا يعلم الكثيرون من شبابنا، ما النتيجة التى سنصل إليها بمجرد التشكيك فى تحريات المباحث وتحقيقات النيابة وأحكام القضاء لمجرد إصرارنا على نشر الأخبار الزائفة والشائعات على أنها حقيقة مطلقة؟.

لن يقدروا كم الذعر والفزع التى ستشعر به الأسر المصرية التى تأثرت بكلام مغلوط عن عصابات وهمية تسرق أعضاء الأطفال، وتلقى بهم فى الشوارع رغم عدم وجود محضر واحد فى سجلات وزارة الداخلية يخص هذا الكابوس الوهمى، بل لن يعرف أحد النتائج الكارثية التى ستجرى عبر محاولتنا الضغط على المواطنين الذين يموتون من ارتفاع الأسعار، ثم يجدون أنفسهم أمام خرافات صنعتها «السوشيال ميديا» كالأرز البلاستيك والبيض الصينى وبارتفاع أسعار السلع الموجودة استغلالًا لخوف الناس، أو تأكيد شائعة بأن طائرة سقطت فى مطار القاهرة مشتعلة، وما الذى سيحدث للسياحة من بعدها؟

حتمًا نعرف جميعنا النتائج الكارثية والمصير الذى سنذهب إليه فى نهاية المطاف.
منذ فترة، بدأ الحديث فى أروقة الجهات المسئولة فى الدولة وعلى رأسها البرلمان حول قانون يجرى بحثه ودراسته ليعاقب بالحبس والغرامة كل من يروج على مواقع التواصل الاجتماعى شائعات وأخبارًا كاذبة ومغلوطة هدفها تكدير السلم العام وتهديد السلام الاجتماعى. ويعلم الجميع أن الأمر سيواجه بمعارضة من النشطاء والصحفيين الذين سيعتبرون هذا تقييدًا للحريات، لكن بالنظر إلى العالم وماذا فعل فى مواجهة تلك الشائعات والأخبار المغلوطة والزائفة، ستجد تجارب ملهمة فى هذا الشأن.

هيئة الإذاعة البريطانية «bbc» سارعت لمواجهة الـ«feck news».. «الأخبار الزائفة» بحملة أطلقت عليها «slow news».. «الأخبار البطيئة»، للتأكد من صحتها وفحصها قبل بثها.

كذلك ذهب الدنماركيون لتعليم طلابهم وأبنائهم فى مراحل التعليم الابتدائية ما سموه الـ«fact cheek»، التأكد من صحة وحقيقة التدوينات على «فيسبوك» قبل تداولها وإعادة نشرها على حساباتهم.

على أعداد مقبلة، ستفرد «الدستور» مساحة على صفحاتها وموقعها الإلكترونى، لحملة ضد جرائم شائعات «السوشيال ميديا»، من واقع تجارب ناجحة للتصدى للظاهرة ودراسات بحثية وتحليلات علمية وأكاديمية، لكشف زيف ما يحدث وما تقوده اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية، وأجهزة دول أخرى تحاول بكل ما تملك قطع الصلة بين الشباب وبلدهم، وسنبرز بالأدلة بعض النتائج التى جعلت من الشائعات واقعًا صدقه كثيرون وساروا خلفه مغمضى الأعين.

«إذا استغرقت الحقيقة ساعة لتصلك فإن الشائعات لن تأخذ ثانية».. هكذا تنتشر الأخبار المفبركة والشائعات بسرعة تفوق الأخبار الحقيقية، لا سيما تلك التى تأخذ مواقع التواصل الاجتماعى أو بعض الوسائل الإعلامية طريقًا لها.

تلعب هذه «الأخبار» غير الحقيقية فى العادة على وتر الإثارة لدى الجمهور، أو تتماشى مع قناعات مسبّقة لديهم فيصدقونها سريعًا وتلتصق بأذهانهم، ويساعد على هذا نقص المعلومات المتاحة.
لكن، ورغم صعوبة التصدى لتيار الشائعات الجارف هذا، يأخذ آخرون، لديهم قدرة على البحث والتنقيب خلف كل خبر وشائعة، على عاتقهم مهمة معرفة ما هو كاذب وما هو صادق، ومن ثم توضيح الأمور للمواطنين،.
«الدستور» - فى الوقت الذى تتوحش فيه الشائعات لتنهش فى الجميع تقريبًا- تسلط الضوء على مبادرات فردية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومراكز رسمية لمكافحة الشائعات فى مصر، كان لها دور مهم خلال الفترة الأخيرة فى الرد على الكثير من الشائعات التى انتشرت زورًا كالنار فى الهشيم، ودحض عدد كبير من الأخبار الزيفة التى صدقها كثيرون.


تدحض الأكاذيب عن «شهداء العريش».. وتفضح «أكذوبة باسم عودة»
واحدة من أقوى صفحات مواجهة الشائعات والأخبار المزيفة. أنشئت فى أبريل ٢٠١٣، قبل قيام ثورة ٣٠ يونيو بشهرين فقط.
خرجت الصفحة بهدف واحد منذ إطلاقها، بحسب ما كتبت فى تعريفها، وهو تفنيد كل الخدع والأكاذيب التى تنتشر فى وسائل الإعلام الاجتماعية، والرد على المنشورات الكاذبة، التى تنتشر سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعى. وتعتمد الصحفة على أربعة مبادئ فقط فى ردها على الأخبار، هى: «كلام منطقى، مصدر موثوق، دورت بنفسك، شوفت ده بجد». خلال ٤ سنوات، تخطى عدد متابعى «ده بجد» المليون متابع، ليس ذلك فحسب، بل يشارك الكثير من المتابعين فى نشر أخبار ليسوا متأكدين من صحتها، لترد عليهم الصفحة بصحة أو كذب الخبر، بعد التأكد من ذلك باستخدام أدواتها.
ولعل الصور المفبركة هى أبرز ما تتلقاه الصفحة من المتابعين الذين يشكون فى الكثير من اللقطات، وآخر واقعة شاهدة على ذلك حادثة العثور على ثلاث جثث لأطفال فى المريوطية، إذ بادر الكثير من المتابعين بسؤال الصفحة عن صحة الصور المتداولة لكونها أحد المصادر الموثوق فيها.
«بنكشف حقيقة الأخبار والمعلومات الغلط المنتشرة على السوشيال ميديا أو الإنترنت عمومًا، بنقول الحقيقة بالدليل والإثباتات، والمصادر، وهدفنا إننا نوعى الناس ونخليهم فاهمين إن مش كل حاجة بتتقال تبقى صح، خصوصًا لو منشورة بدون أى مصدر، وكمان نعوِّدهم يدوروا ويفكروا قبل ما يصدقوا أى حاجة».. هكذا يلخص مسئولو الصفحة هدفهم ببساطة.

وتحرص الصفحة على التنويه بأنها لا تتبع أى جهة سياسية: «أعضاء فريق ده بجد، ليسوا أعضاء فى أى حزب سياسى ولا ينتمون إلى أى تيار سياسى وغير تابعين لأى جهة، وجميع أعضاء الفريق من المتطوعين، وبناخد وقت كبير قوى فى إثبات الحقيقة، وبنفضل نحط الوقت ده فى حاجة منتشرة عشان نفيد أكبر عدد».

خلال وقت قصير من إطلاقها على «فيسبوك»، استطاعت الصفحة إنشاء موقع خاص لها على الإنترنت حمل نفس الاسم، ومقسم إلى أخبار خاصة بالتعليم والسياسة والصحة والفن.
وينشر الموقع الخبر المفبرك والرد عليه بالأدلة والصور وفى أحيان كثيرة بمقاطع فيديو، كما يرصد كل المعلومات والصور والتطبيقات التى تنشرها صفحات «فيسبوك» وتوضح الأخطاء الواردة فيها.
من أخطر الشائعات، التى ردت عليها الصفحة، صورة الفتاة التى قيل عنها إنها لشهيدة سورية مبتسمة، لكنها فى الواقع كانت لفتاة ماليزية. ومرة أخرى فى صورة لطفل يحمل عددًا كبيرًا من أرغفة الخبز، ونشرتها كتائب جماعة الإخوان الإلكترونية فى عهد باسم عودة، وزير التموين الأسبق، كأحد إنجازاته، لكن الصفحة كشفت عن أن الصورة تعود لأحد التحقيقات الصحفية السورية عن أزمة الخبز فى سوريا.
كذلك كان للصحفة دور قوى إبان كارثة تفجير العريش، الذى استهدف جنودا مصريين بمنطقة الشيخ زويد، وراح ضحيته ٣٠ جنديًا، وقتها خرجت الشائعات تقول إن هؤلاء الشهداء ماتوا فى ليبيا قبل التفجير بـ٥ أيام، إلا أن الصفحة كشفت عن كذب هذه المزاعم بالصور.
مرة أخرى، كانت هناك شائعة أن وزارة التربية والتعليم أعلنت أن أى تلميذ سيتحرك أثناء تأدية تحية العلم سيواجه السجن سنة والغرامة ٣٠ ألف جنيه، الأمر الذى أوضحته «ده بجد» بأنها شائعة منسوبة لمديرية التربية والتعليم بالدقهلية لا أكثر.

هانى بهجت، مؤسس الصفحة يقول: «الفكرة جت فى وقت كانت مصر مليانة شائعات فى ٢٠١٣، الناس وقتها كانت بتصدق أى حاجة من غير الرجوع لأى مصادر، فقررت أعمل صفحة عشان أصحح للناس».

ويضيف «بهجت»: «نعمل فى اليوم الواحد على تصحيح شائعة أو اتنين بشكل دقيق، عشان الموضوع بيأخد وقت وأدوات كتير»، مشيرًا إلى أن ٨٠٪ من الشائعات التى يتم تصحيحها على الصحفة فى الوقت الحالى سياسية.

يقيّم ١٠ أخبار يوميًا.. ويرتب القنوات وفقًا لمصداقيتها
«أخبار ميتر» هى مبادرة شبابية مصرية انطلقت فى ٢٠١٦، تهدف إلى تعريف قارئ المادة الإخبارية بأسس المهنية الصحفية، ومن ثّم أيضا تشجيع الملتزمين بأعلى معايير المهنية والموضوعية الصحفية، من خلال تقييم أخبارهم ونشرها، مع كفالة حق تعليقهم على تقييم فريق المبادرة.
يقوم فريق عمل «أخبار ميتر»، بحسب موقعهم الرسمى، بتقييم ١٠ أخبار يوميًا من الصحف التى يتابعونها بشكل دورى، عن طريق الإجابة عن مجموعة من الأسئلة تبلغ نحو ٢٣ سؤالًا. يقسم فريق عمل المبادرة المعايير الواجب توافرها فى أى خبر، والمستخلصة من مواثيق الشرف الإعلامية، عالميا ومحليا، إلى ثلاثة أقسام، الأول خاص بانتهاكات القانون وحقوق الإنسان، الثانى خاص بالتضليل والشائعات و«البروباجاندا»، والثالث بالاحترافية والمهنية.

ويعد «أخبار ميتر» أول مرصد إعلامى رقمى فى مصر، يرتب القنوات الإعلامية تبعًا لمصداقيتها والتزامها بالمهنية الإعلام فيما تقدمه للجمهور، وأُنشئ كرد فعل لتلاعب بعض القنوات الإعلامية داخل مصر بالجمهور واستقطاب الفئات المختلفة داخل المجتمع مما يضر بشكل كبير بالنسيج المجتمعى.
يرصد فريق المبادرة مصداقية ومهنية الأخبار التى تصدرها أعلى اثنتى عشرة جريدة قراءةً فى مصر، طبقًا لموقع «أليكسا»، وينتقى خبرين من أكثر الأخبار السياسية أو الاقتصادية قراءة على تلك المواقع لتقييمهما.
ويقيم الفريق كل خبر استنادًا إلى منهجية علمية مطورة بمساعدة العديد من الخبراء الدوليين والمحليين فى مجال الإعلام والتحقق من البيانات واستخلاص عدد من الأسئلة التى تحدد مدى التزام الخبر بالمهنية الإعلامية.
كما يحسب الموقع أوتوماتيكيا نسبة صحة ومهنية الأخبار بحساب حجم الأخطاء التى تضمنها الخبر، وفى حال احتوى الخبر على معلومات خاطئة يضع الموقع شارة تنبه إلى وجود بعض المعلومات الخاطئة فيه حتى ينتبه القارئ لذلك.
ويكاتب فريق العمل الصحفيين، الذين جرى تقييم أخبارهم على الموقع، لمنحهم فرصة التعليق على التقييم ونشر تعليقهم على صفحة التقييم.
وبالإضافة إلى التقييمات اليومية، يصدر «أخبار ميتر» تحليلًا شهريًا للأداء الإعلامى لكل جريدة من الجرائد التى يرصدها الموقع، اعتمادا على متوسط تقييمات الأخبار الصادرة منها شهريًا.

123 تقريرًا حول ٧٠٢ شائعة
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، إحدى المؤسسات الرسمية، التى تعمل جاهدة طوال الوقت على تفنيد الشائعات، ودحض المغلوط منها ومواجهته بالحقائق الصحيحة والرسمية.
٣٣ عامًا عُمر المركز الذى تأسس عام ١٩٨٥، وكان هشام الشريف، الذى تولى وزارة التنمية المحلية قبل سنوات، أول رئيس له.
تلخصت مهمة المركز فى البداية بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقط، لربط البيانات مع بعضها، لكن فى أواخر الثمانينيات، توسع دوره وأنشئت إدارة تنفيذية لدراسة البنية التحتية للمعلومات.
أصبح المركز مسئولًا عن تجميع المعلومات بشكل كامل، وتحليلها عن طريق خبراء، ووضع توصيات مفيدة لمُتخذ القرار. ومن هنا، كان نواة لإنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك وزارة التنمية الإدارية، وساهم فى دخول مصر عصر الإنترنت.
تُشبه طريقة عمل مركز المعلومات «الهرم»؛ قاعدته الرئيسية هى الرصد على مختلف الأنواع، تبدأ من الرصد الميدانى، إذ ينتشر مندوبون للمركز فى كل محافظات مصر وعلى اختلاف أحيائها كمراسلى القنوات التليفزيونية، وذلك لرصد الأسعار والحوادث وجشع التجار وغيرها.
بعد ذلك يأتى الرصد المكتبى، عن طريق أخذ التقارير المختلفة من الوزارات أو المحافظين، ومن بعده الرصد الإعلامى، والمعنى بفحص وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة، ثم رصد الإعلام المُعادى مع الرجوع للجهة التنفيذية؛ لتأكيد المعلومات، أما النوع الأخير فخاص برصد شكاوى المواطنين. يصدر المركز بصفة دورية، تقريرًا بعنوان «توضيح الحقائق حول ما يُثار فى وسائل الإعلام»، حال ظهور أى شائعة تستوجب الرد عليها.

ويهدف التقرير فى المقام الأول لتوضيح كل الحقائق للرأى العام، والرد على المغالطات والشائعات المثارة بمختلف وسائل الإعلام من خلال التواصل مع الوزارات والجهات المعنية.
وحتى الآن، أصدر المركز ١٢٣ عددًا من تقرير توضيح الحقائق، ووصل عدد الشائعات التى فنّدها المركز ونفاها فى كل هذه التقارير نحو ٧٠٢ شائعة.
خلال النصف الأول من العام الجارى تزايد حجم الشائعات بوسائل الإعلام كافة، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعى، واستطاع المركز مواجهة هذه الشائعات بالرد عليها بشكل سريع ومستمر، بعد تواصله مع الوزارات والجهات المعنية، وكانت أغلبها تتعلق بوجود نقص فى السلع التموينية والمواد البترولية وعدم سلامة الأغذية وإلغاء منظومة سلع نقاط الخبز، وتأجيل الدراسة.

ويراعى المركز عند إعداد أى تقرير، ألا يكون أداة لنشر الشائعات وترويجها، لذلك يتحرى الدقة، ويعمل على رفع الوعى لدى المواطنين لمنع استسلامهم لأى شائعات، وإمدادهم بالمعلومات الصحيحة والمدققة من مصادرها الأصلية، حفاظًا على درجة عالية من الشفافية والمصداقية معهم.

تكشف كذبة «مطافئ كرواتيا»
«متصدقش» أحدث الصفحات التى تكشف عن الأخبار المزيفة، ورغم أنها ظهرت فى مارس الماضى، فإن عدد متابعيها وصل إلى ٨٥ ألف شخص على «فيسبوك».
تهدف الصفحة للحد من تأثير وانتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة فى منصات الإعلام المصرية الرقمية، وبحسب تعريفها على «فيسبوك»، يقول أصحابها: «نحارب الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة».
الهدف الأساسى من الصفحة، هو محاربة الأخبار المغلوطة، بسبب الانقسام السياسى وعدم إتاحة المعلومات من الجهات الرسمية، بحسب مؤسسيها، وكذلك زيادة نسبة الأخبار والقصص المزيفة التى ترسخ لمفاهيم سلبية.
مؤسسو الصفحة هم سبعة شباب مصريين، ما بين صحفيين وباحثين ومصممى جرافيك، يعملون بتطوع كامل، ومعظمهم سبق له العمل فى مؤسسات إعلامية كبيرة.
فى حوار لهم مع شبكة الإعلاميين الدولية، قالوا إنهم شعروا بضرورة أن يكون لهم دور فى مواجهة انتشار الأكاذيب، فيما أشار أحدهم إلى أن ظاهرة الأخبار المزيفة لا تتواجد على وسائل التواصل الاجتماعى فحسب، بل تظهر أيضًا فى الصحف المطبوعة، والفضائيات، والمواقع الإخبارية الشهيرة.
«هدفنا هو الحد من ظاهرة الأخبار المغلوطة والعمل على القضاء عليها تمامًا، نريد أيضًا تقييم المؤسسات الإعلامية بحسب عدد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التى يقومون بإنتاجها»، يؤكد أحد المؤسسين، ثم يضيف: «ننصح الجميع بالشك، والتفكير النقدى، والتحليل لكل ما يجدونه من أخبار وفيديوهات وصور».
من أهداف الصفحة أيضا تعريف الجمهور بأدوات التحقق من صحة المعلومات والأخبار والصور والفيديوهات، من خلال شرح مبسط لهذه الأدوات، بحيث يتمكن القارئ العادى من استخدامها بنفسه.
كانت من أبرز الشائعات التى دحضتها الصفحة، ما كشفته عن حقيقة الفيديو المنتشر لرجال الإطفاء فى كرواتيا الذين تركوا مشاهدة وتشجيع المنتخب الكرواتى بكأس العالم بسبب إنذار حريق فى إشارة إلى جديتهم فى عملهم، فأوضحت الصفحة أن الفيديو المنتشر ما هو إلا جزء من حملة دعائية للحكومة الكرواتية.