رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول بتأمين عملية تايلاند: "الأمطار الثقيلة تهدد إنقاذ الأطفال"

جريدة الدستور

"كهف الموت"، هكذا أطلق عليه، بدأت القصة في تايلاند باختفاء أعضاء فريق "وايلد بورز" لكرة القدم، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا مع مدربهم 25 عاما، يوم السبت 23 يونيو، بعد حصة تدريبية، ذهبوا فيها لاستكشاف مجمع كهوف "تام لوانج"، الواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود مع ميانمار، ولكنهم حوصروا بالمياه داخل أحد الكهوف، وبعد يومين عثر حارس حديقة وطنية على دراجاتهم وأحذية كرة القدم الخاصة بهم عند مصب كهوف تام لوانج، في مقاطعة "شيانج راي" الشمالية، لكنه لم يجد للصبية أي أثر.

وقال نوي، أحد شهود العيان بتايلاند، والمسئول عن تأمين العملية لـ"الدستور": "جاءنا علم بأن هناك 12 طفلا على قيد الحياة بتايلاند، فتحركت فرق الإنقاذ على الفور، وتم إنقاذ 4 أطفال منهم، وتقسيم الـ8 الباقين إلى 3 مجموعات، ووفقًا للخطة فإنه من المقرر أن تبدأ عملية الإنقاذ في اليوم الثاني على التوالي الساعة الـ10 صباحًا بالتوقيت المحلي، ويستعدون الآن لنقل أسطوانات الأوكسجين عبر فتحة في الكهف لا تسع سوى لشخص واحد، فالممر يبلغ واحد كيلو متر ويتطلب غوصًا وزحفًا طويلًا".

وأضاف نوي: "تم إنشاء مركز عمليات تحت الأرض فيما يسمى "الكهف 3"، وبعد ذلك هناك رحلة أخرى لمسافة كيلومترين للوصول إلى فم الكهف، نحن نخطط لأن ننتشلهم قبل غروب الشمس، حتى يستطيع المنقذون والناجون الخروج من الكهف، وبحسب خطة "إيلوم ماسك"، فنحن الآن نجهز الأسطوانات لتوصيلها بخزانات الأوكسجين التي وضعت بالداخل، ونحاول قدر الإمكان أن ننهي عملية الإنقاذ بقدر المستطاع اليوم، فالأمطار الثقيلة في طريقها".

وتابع: "إذا سقطت الأمطار ستكون العملية في غاية الصعوبة لأن بقية الناجين لا يعرفون الغوص وليس لديهم خبرة في السباحة، وتمكن فريق الإنقاذ في إزاحة كمية كافية من الماء من داخل الكهف، بما يمكِّنهم من السير في المياه إلى أحد تجاويف الكهف، إضافة إلى أن انخفاض مستويات الأكسجين، ومع وجود عدد كبير من الأولاد غير القادرين على السباحة بشكل جيد، سيشكلون المزيد من المخاطر إذا شعروا بالذعر لأنهم يوجهون ببطء عبر المياه السوداء».

وفي نفس السياق، قال: "الحزن والخوف يخيم على الأهالي الذين لا يستطيعون رؤية أبنائهم، حتى الناجين منهم، لأنهم في الكهف منذ 15 يوما، ومن الممكن أن يكون أحدهم قد تعرض لعدوى ما، لذا يقوم الأطباء بفحصهم جيدًا، ويوجد آلاف الأشخاص الذين يقفون أمام الكهف، ما يجعل العملية صعبة إلى حد ما، ونحاول إبعادهم قدر المستطاع".

واستطرد: "الأطفال لديهم طعام لكن لن يكفيهم أكثر من ذلك، لذا لا بد من الإسراع في عملية الإنقاذ، ويبلغ عدد الغواصين من الكهف إلى المخرج ما يزيد على 100 شخص، كما منعت الحكومة التسجيل أو التصوير في نطاق الحادث".

واختتم حديثه: "أنا أعتقد أن أول طفل سيتم إنقاذه ليس قبل الساعة الـ7 مساءً، حيث يحتاج المنقذون ما لا يقل عن 20 ساعة حتى يملأوا خزانات الأوكسجين، كما يقوم على عملية الإنقاذ أفضل الغواصين في العالم، الذين تطوعوا للمساعدة في العملية إلى جانب قوات البحرية التايلندية، ونحاول أن ننهي عملية الإنقاذ اليوم، ولكن كمية الأوكسجين لن تصل بسهولة، لذا أتوقع أن تنتهي عملية الإنقاذ يوم الثلاثاء كحد أقصى".