رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مراحل تطور إنتاج الغاز الطبيعى فى مصر منذ 2011

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعاد حقل نور الجديد فى البحر المتوسط، الذى انفردت بخبر اكتشافه "الدستور" في 7 من أبريل 2018، توازن مصر فى سوق الغاز العالمى خصوصا بعد حقل ظهر، إذ أكدت الصحف الإيطالية والألمانية والروسية والإسرائيلية انفراد "الدستور" مرة أخرى بوجود طبقات جيولوجية بحقل نور، وأن احتياطاته تقدر بنحو 90 تريليون قدم مكعب غاز يمثل ثلاثة أضعاف حقل "ظهر" ما يؤدى إلى مضاعفة إنتاج مصر من الغاز الطبيعى ووصولها إلى ما يقرب من 10 مليارات قدم مكعب غاز يوميًا خلال 2019، تستهلك منهم مصر نحو 6.2 مليار استهلاكا محليا، ويتم تحويل المتبقى للاستفادة منه فى صناعة البتروكيماويات، وبخاصة مجمع البتروكيماويات الذى تم توقيع عقد إنشائه الأسبوع الجارى.

ويُعد أكبر مجمع لصناعة البتروكيماويات فى الشرق الأوسط، والذى سيتم استخدام الغاز المصرى فى تحويله إلى قيمة مضافة، كما سيتم تصدير جزء فائض من الغاز إلى دول الاتحاد الأوربى، بالإضافة إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتداول الغاز عن طريق جهاز سوق الغاز الجديد.

وتعد مصر هى الأولى فى الشرق الأوسط فى الاكتشافات البترولية والغازية، ولم تكن قبل عام 2011 مستوردة للغاز الطبيعى، بل كانت من أهم الدول فى المنطقة من حيث إنتاج واحتياطات الغاز، وتصدر للعديد من الدول العربية والأجنبية، ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير وتفاقمت أزمة الغاز فى مصر بسبب عزوف الشركات الأجنبية على العمل بحقول الغاز بالبحر المتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل، بسبب الانفلات الأمنى الذى كانت تشهده البلاد خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى عدم حصول الشركات الأجنبية على مستحقاتها المالية، ما أدى إلى زيادة الأعباء وديون الشركات حتى وصلت إلى 6 مليارات دولار، كانت مصر لا تستطيع سدادها، ما أدى إلى تناقص ضخم فى إنتاج الغاز بما أثر ذلك على محطات الكهرباء وغلق العديد من المصانع وهروب المستثمرين.

ووصل إنتاج مصر من الغاز فى عام 2011 إلى ما يقرب من 6.1 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، بما يمثل أكثر من حجم الاستهلاك، وكانت مصر تصدر الفائض خلال العام 2011 للأردن وإسرائيل وبعد البلدان الأخرى، ثم انخفض الإنتاج فى عام 2012 إلى نحو 5.5 مليار قدم مكعب، ما أدى إلى وقف تصدير الغاز لإسرائيل فى ذلك العام بسبب عدم التزام الشركة المستوردة ببنود التعاقد، وعدم سداد مستحقات مصر لعدة أشهر، وفى 2013 من الغاز الطبيعى بلغت أزمة نقص الغاز الطبيعي في مصر ذروتها، إذ وصل معدل الإنتاج إلى نحو 3.4 مليار قدم مكعبة يوميا، ما أدى إلى صعوبة عملية الاستيراد وتفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائى.

كما أن أزمة نقص الغاز تسببت فى غلق ما يقرب من 1750 مصنعًا وتشريد العمالة وحدوث فجوة فى التصنيع المحلى، ما أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات المستوردة بسبب توقف إنتاجها فى مصر، ولكن بحلول العام 2014، بدأ إنتاج الغاز الطبيعى يزداد تدريجيّا حتى وصل إلى 4.1 مليارات قدم مكعب في اليوم وبخاصة بعد توقف تصدير الغاز للأردن، وفى 2015 وصل إنتاج الغاز إلى ما يقرب من 4.3 مليارات قدم مكعب في اليوم..

وكانت مصر تستورد نحو 13 شحنة من الغاز المسال شهريًا لسد احتياجات السوق المحلى من كهرباء، وتصنيع ما يعادل 220 مليون دولار شهريًا، وفى عام 2016 ارتفع إنتاج الغاز إلى ما يقرب من 4.5 مليار قدم غاز، وذلك بعد زيادة إنتاج حقل "نورس" الذهبى ودخول حقول شمال الإسكندرية غرب الدلتا، بالإضافة إلى سد فجوة التناقص الطبيعى للغاز بالحقول القديمة، والتى قد تصل إلى مليار قدم سنويًا معدل تناقص يتم تعويضها من الحقول الجديدة وتنمية الحقول القديمة.

كما تم تقليص شحنات الغاز المستوردة من 13 شحنة إلى 9 شحنات فقط، بالإضافة إلى تحويل بعض محطات الكهرباء الجديدة للعمل بالغاز الطبيعى بدلًا من المازوت، ما أدى إلى اختفاء أزمة انقطاع الكهرباء خلال عامى 2016 و2017.

وفى نهاية العام الماضى 2017، وصل إنتاج مصر من الغاز الطبيعى إلى نحو 5.2 مليار قدم مكعب يوميا، وبعد دخول حقول "ظهر" و"أتول" على خريطة الإنتاج، وصل إنتاج الغاز خلال العام الحالي 2018 إلى ما يقرب من 6 مليارات قدم مكعب يوميا, وبخاصة بعد ارتفاع إنتاج "ظهر" إلى 1.2 مليار قدم يوميWا حسب تصريحات إينى الإيطالية صاحبة حق امتياز "ظهر" بمنطقة شروق بالبحر المتوسط.

وسيصل إنتاج مصر من الغاز خلال 2019 إلى ما يقرب من 10 مليارات قدم يوميا وبخاصة بعد دخول باقى مراحل "ظهر" على خريطة الإنتاج والتى تقدر بنحو 2.7 مليار قدم مكعب وأيضا حقول "جيزة" و"فيوم" والتى ستنتهى البترول من أعمال تنمية الحقلين, ووضعهما على الإنتاج بنهاية العام الحالي، وبدء الإنتاج من حقل ريفين في أكتوبر 2019 بمعدلات إنتاج تصل إلى 850 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

وعن أهم الحقول التى ضاعفت إنتاج مصر من الغاز الطبيعى:

حقل "نورس": وتعمل الوزارة والشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، على زيادة إنتاج الحقل بمنطقة دلتا النيل التابع لشركة "بتروبل" ومعالجة الغاز، للوصل إلى 1150 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

حقل "ظهر": بدأ إنتاجه المبكر في نهاية ديسمبر الماضى بمعدل 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، ويصل إنتاجه الحالي أكثر من مليار قدم مكعب غاز يوميًا، ومخطط أن يصل إنتاجه إلى 7. 2 مليار قدم مكعب غاز يوميًا خلال عام 2019.

حقل "أتول": وصل إنتاج حقل "أتول" التابع للشركة الفرعونية للبترول إلى 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

حقلا ليبرا وتورس: عدلت وزارة البترول خطة التنمية ليبدأ الإنتاج المبكر من حقلى ليبرا وتورس في مارس الماضى، بمعدل 720 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

حقلا "جيزة" و"فيوم": وتنتهى البترول من أعمال تنمية حقلى جيزة وفيوم ووضعهما على الإنتاج بنهاية العام الجارى، وبدء الإنتاج من حقل ريفين في أكتوبر 2019 بمعدلات إنتاج تصل إلى 850 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

مشروع المرحلة التاسعة (ب): وهو من مشروعات الغاز الأخرى الجارى تنفيذها خلال الفترة من 2018-2020 ووضعها على الإنتاج، وفقًا للبرامج الزمنية المحددة، كما سيتم الانتهاء من مشروع المرحلة التاسعة (ب) بمنطقة غرب الدلتا العميق بالبحر المتوسط، ومشروعات هارمتان وغرب البرلس وشمال العامرية شمال إدكو، ودسوق وسلامات خلال نفس الفترة.