رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير الفاتيكان: مصر أرض مباركة وأدعو مسيحيي العالم للحج إليها

صورة من الحدث
صورة من الحدث

شهد المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، يرافقه السفير برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان لدى القاهرة، والأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، افتتاح مغارة ومزار مسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة أحد أهم محطات مسار رحلة العائلة المقدسة.

وقال السفير برونو موزارو: "إن مصر أرض مباركة، باركها الله، ولا بد أن يكون لها حج مقدس مثل مدينة القدس؛ لأن العائلة المقدسة زارتها فى أكثر من 25 موقعا"، مشيدا باهتمام الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، قائلا: "إن ذلك يجعلنا مسؤولين عن الحفاظ على هذا التراث الإنسانى"، مرسلا رسالة سلام وطمأنينة للعالم أجمع من مصر داعيا مسيحيي العالم للحج المقدس إلى مصر.

ووجه المحافظ الشكر لسفير دولة الفاتيكان، وللأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، على مجهوداتهما فى إحياء قيمة رحلة العائلة المقدسة من أسيوط إلى فلسطين، قائلا: "إن مصر أرض مباركة، كلم الله فيها نبيه موسى، كما جاءت العائلة المقدسة إليها هربا من اضطهاد الرومان، ووجدوا فيها الأمن والأمان"، مستدلا بآية من القرآن الكريم "وادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، مختتما كلمته قائلا: "إن الشرائع السماوية هى مفاتيح التقدم والرقى والتنمية المستدامة التى نصبوا إليها جميعا، وإن الدين لله والوطن للجميع وتحيا مصر".

ونوه إلى اعتماد المحافظة أكثر من 25 مليون جنيه لتطوير الخدمات والطرق بمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة بأسيوط، منها أعمال الصيانة والرصف للطرق الواقعة فى مسار رحلة العائلة المقدسة، ورفع كفاءة عدد من الطرق المؤدية إلى دير السيدة العذراء مريم "الدير المحرق" بالقوصية، حيث تم إنشاء طريق جديد بين قريتى "كاروت" و"مير" بالظهير الصحراوى الغربى بطول 1 كيلو متر، وتبلغ تكلفته 1.5 مليون جنيه، وهو يختصر المسافة من الطريق الصحراوى الغربى إلى الدير المحرق من 7 كيلو متر إلى 1 كيلو متر، فضلا عن خطة المحافظة لزيادة أعداد الوفود السياحية والزائرين للمحافظة وتوفير كل سبل الراحة لهم، والذين يتجاوز أعدادهم أكثر من 5 ملايين زائر من المصريين والأجانب خلال الاحتفالات وطوال أيام العام.

كما شدد الأنبا إبراهيم إسحق على مسؤوليتنا جميعا فى الحفاظ على هذا الإرث الإنسانى المهم، مشيرا إلى أهمية إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، مهنئا الحضور بهذه المناسبة، متمنيا أن تكون تلك الأيام مباركة على الشعب المصرى والعالم أجمع.

وبدأ الأنبا كيرلس وليم كلمته بعبارة "مبارك شعب مصر"، وسط تصفيق حاد من الحضور، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لاهتمامه بإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر، خاصة بعد مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للأيقونة المقدسة للمسار، كما وجه الشكر للحضور من القيادات التنفيذية والأمنية، وعلى رأسهم سفير دولة الفاتيكان بالقاهرة؛ للاحتفال الذى يتزامن مع احتفالات ثورة 30 يونيو المجيدة، التى التحم فيها الشعب والجيش والشرطة لرفض الإرهاب، مشيرا إلى أهمية مغارة ومزار مسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة، مطالبا المسيحيين بمختلف أنحاء العالم بزيارة تلك الأماكن التى تباركت بزيارتها.

وأشار الأنبا كيرلس إلى أنه تم الانتهاء من تجديدات كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة بأسيوط والتابعة لمطرانية الأقباط الكاثوليك، والانتهاء من إعادة تجديد كنيسة المغارة والتى تم بناؤها على الطراز الريفى الأوروبى منذ بداية القرن العشرين، على أطلال كنيسة قديمة، والكنيسة نفسها عبارة عن مغارة أسفل الكنيسة الكبرى بالدير، وتتكون من عدة غرف، ومن المرجح قضاء العائلة المقدسة بعض الساعات أو الأيام بها أثناء عودتها إلى فلسطين.

ولفت إلى أن المغارة تحتوى على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة بفلسطين، كما تحتوى على حجر من مدينة أورشليم القديمة، وصورة من مخطوط قديم يروى تفاصيل رحلة العائلة المقدسة، إضافة إلى تمثال للعذراء مريم وهى نائمة بداخل المغارة مع الطفل يسوع، ووضع تمثال للقديس يوسف ومريم العذراء والطفل يسوع يجسد احتماءهم داخل مصر.

وأشار مسؤول رحلة العائلة المقدسة بوزارة السياحة إلى رؤية الوزارة وخطتها لتطوير محطات رحلة العائلة المقدسة، والتى شملت 25 موقعا بمصر بطول 3500 كيلومتر، قطعتها العائلة المقدسة ذهابا وإيابا، مؤكدا أن هذا المسار هو ممر للتنمية الحقيقية؛ لأنه مشروع ملكيته للإنسانية كافة؛ لأنه إرث إنسانى يجب الحفاظ عليه، فى إطار السياحة المسؤولة والسياحة المستدامة، لافتا لإلى اهتمام الدولة بتطوير محطات مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر من خلال 3 مراحل، وتوفير جميع الخدمات لتلك المحطات للحفاظ على هذا الإرث العظيم.

كما شارك المحافظ ومرافقوه فى تفقد المغارة والمزار السياحى، وتدشين أول بانوراما كاملة عن المحطات والأماكن التى مكثت بها العائلة المقدسة بمصر، وفى ختام الاحتفال قدم الأنبا إبراهيم إسحق هدية تذكارية لمحافظ أسيوط بهذه المناسبة، كما أهدى المحافظ درعا لسفير الفاتيكان والأنبا إبراهيم إسحق؛ تقديرا لجهودهما فى إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة والمشاركة فى تدشين المغارة والمزار.

حضر الافتتاح اللواء أركان حرب توفيق خالد سعيد، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، واللواء جمال شكر مدير، أمن أسيوط، والدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، واللواء حاتم رياض، مفتش مباحث الأمن الوطنى بالمحافظة، والأنبا كيرلس وليم، مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط، والدكتور عبد الناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف، والدكتورة إليزابيث شاكر وتادرس قلدس عضوا مجلس النواب، والشيخ سيد عبد العزيز، أمين عام بيت العائلة المصرية بأسيوط، والدكتور أحمد عوض، مدير عام آثار أسيوط، والأب كمال لبيب الخادم الإقليمي للآباء الفرنسيسكان بمصر، والمهندس نبيل الطيبى رئيس مركز ومدينة أسيوط، وعادل الجندى منسق مسار رحلة العائلة المقدسة بوزارة السياحة، وعثمان الحسينى مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، ولفيف من الكهنة والأساقفة والآباء، وأهالى دير درنكة.

وتم خلال الاحتفال عرض فيلم تسجيلى عن تطوير مغارة ومسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة، إضافة إلى بعض الفقرات الفنية والغنائية لبعض شباب الكنيسة، ثم توزيع الهدايا الرمزية على الحضور.