رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. بيع الكتب القديمة مهنة تأبى الاندثار

جريدة الدستور

رغم تخطيه السبعين من عمره إلا إنه يعمل من أجل هدف أكبر وهو أن يقرأ الجميع، رجل تعلم كيف يشكر الخالق علي النعم الذي منحه إياها فعندما نتظر في عينيه تعرف المعني الحقيقي للصبر والرضا بما قسمه له الله، إنه الحاج "محمد حسان" الذي اشتهر في منطقة "الدقي" بالجيزة بعمله كمحفظ لكتاب الله، وهو بالأصل من محافظة مطروح، لكنه إستقر بالقاهرة بسبب رغبته الشديدة في البقاء بجوار أولياء الله الصالحين.

ويقول الحاج "حسان" إنه بدأ يبيع الكتب في بداية السبعينيات؛ فكان يقف أمام وزارة الزراعة والجمعيات الشرعية، بالإضافة إلي أنه كان يفترش الأرض ويبيع الكتب في شارع القصر العيني، أما الآن فهو يتنقل بدراجته المحملة بالكتب ليبيعها في أماكن متفرقة بالقاهرة، وقد بدء منذ 10 سنوات في إفتراش الأرض في ميدان الدقي وأحيانًا ميدان التحرير.

ويتحمل هذا الشيخ أعباء كثيرة علي أمل أن يتزايد أعداد الشباب المثقف، وأن يسعي المواطنين لمعرفة تاريخ بلادهم وكيف يحافظون عليها، وأن يتعلمو الصبر علي الغلاء الذي يتسبب فيه الأفراد وليس الحكام.

"إن الشعب المصري طيب الطباع فقد تجسد ذلك في حبه لأهل بيت النبي وصحابته" كلمات قليله تبين مدي طهر قلب هذا الشيخ وتمسكه بالعقيدة السمحة للإسلام، وهو يري أيضا أن القراءه هي التي تقود الأمم نحو العظمة والريادة، فالشخص عندما يقرأ تاريخه والصعاب التي مرت بها بلاده ومع ذلك استطاعت تخطيها؛ سيكسبه ذلك حافزًا للصبر علي المعاناه والغلاء الذي يعتبر ثمنا للحرية من وجهة نظره.

وأضاف الشيخ حسان قائلا إنه يقوم بشراء الكتب التي يضمن بيعها وأحيانا تعرض عليه كتب من قبل شركات أو مكاتب، ويبدأ هو بفرزها وجعلها علي شكل مجموعات منها الدينية أو العلمية أو السياسية، ويعرض الكتب التي يري أنها أكثر فائدة للقارئ.

وللكتب مواسم أيضا مثل بقية السلع، فشهر رمضان مثلا يعتبر موسما لبيع الكتب الدينية، والأجازة الصيفية موسمًا لبيع كتب التنمية البشرية، أما في بداية الدراسة فيكون الإقبال شديد علي الكتب العلمية، لكن الإقبال علي شراء الكتب لم يعد كما كان في السبعينيات والثمانيات أو حتي التسعينيات وذلك بسبب وجود الإنترنت والتليفزيون، فهذه الأجيال أصبحت تجد راحتها في البحث عن المعلومة علي شبكات التواصل الاجتماعي ولم يعد لديها الرغبة في الإطلاع أو القراءة.

"معدتش عارف أنا قريت كتب أد ابه من كترهم "هكذا وصف الحاج" حسان ولعه الشديد بالقراءة وقد أوضح أنه ينجذب بشدة لقراءة الكتب الدينية والتاريخية التي تتحدث عن سيرة النبي محمد وأل بيته وصحابته، وإن أكثر شخصية تؤثر فيه هي شخصية الإمام "علي بن أبي طالب" لقدرته علي حل المشكلات والبلاغة التي كان يمتلكها.

وأنهي الحاج "حسان" كلامه ناصحا الشباب بضرورة القراءة والإطلاع حتي يستطيعو مواكبة التغيرات السريعة التي تحدث بالمجتمع، وحتي يضمنوا لمجتمعاتهم مكانا علي سلم التقدم والرقي.