رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد بيومى: اتحاد الكرة المسئول الأول عن الخروج من المونديال (حوار)

خالد بيومى
خالد بيومى

- وصف البطولة الحالية بأنها «خارج التوقعات».. واعتبر تعثر الكبار ميزتها الرئيسية
- اللاعبون يصابون بالرعب أمام مرمى المنافس
- معسكر المنتخب قبل لقاء روسيا كان «فرح العمدة»

حمّل الناقد الرياضى خالد بيومى اتحاد الكرة مسئولية خروج المنتخب من المونديال، واصفًا معسكر «الفراعنة» قبل لقاء روسيا بـ«فرح العمدة» لامتلاء فندق اللاعبين بنجوم الفن والإعلام.
وانتقد «بيومى»، فى حواره مع «الدستور»، مبالغة الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب، فى الدفاع، واتهمه بأنه لا يغير خطته، ورأى أن اللاعبين يصابون بالرعب أمام مرمى المنافس.
واعتبر تعثر «الكبار» مفاجأة البطولة الحالية فى روسيا، التى تتميز بأنها «خارج التوقعات» بخلاف البطولات السابقة، موضحًا أن البرازيل تفتقد الجماعية، والأرجنتين تنقصها شخصية البطل. وتوقع تجاوز ألمانيا هزيمتها أمام المكسيك، ومن ثم وصولها للأدوار النهائية، وقلل من الانتقادات الموجهة لإسبانيا، التى رأى أنها قادرة على الفوز باللقب.
■ مَن المسئول عن خروج المنتخب من المونديال؟
- الجميع مسئول عما حدث، بداية من الجمهور وحتى اللاعبين، نبالغ فى الفرحة والتضخيم مع أى انتصار، والانتقادات تكون على أشدها عند تحقيق أى نتيجة سلبية، لذا لا بد من الهدوء والعقلانية.
■ ماذا عن مسئولية اتحاد الكرة؟
- الاتحاد المسئول الأول عما يحدث، ويجب أن تتم محاسبته على النتائج السلبية فى المونديال، وللأسف فإن أقصى طموحاتنا كان الوصول إلى كأس العالم فقط دون النظر للوصول إلى الأدوار النهائية، وبالمناسبة، فإن مجموعة مصر فى كأس العالم كانت سهلة وفى متناول الوصول للدور ثمن النهائى للبطولة.
■ ما تقييمك لـ«كوبر» فى المونديال؟
- كوبر وقع فى بعض الأخطاء الواضحة، التى لا يمكن تجاهلها فى البطولة، وكان لا بد من تغيير التكتيك فى بعض الأوقات، نعم مطلوب الدفاع، لكن لا جدوى من الإفراط والمبالغة فيه، فلا بد من توفير فرص، كما أن بعض اللاعبين كانوا فى حالة خوف ورهبة أمام مرمى المنافسين، وهو أمر غير مفهوم.
■ كيف رأيت ما حدث فى معسكر منتخب مصر قبل مباراة روسيا؟
- ما حدث غير مقبول على الإطلاق، لأننا نخوض مباراة مصيرية وتاريخية وحاسمة، ونتيجتها ستؤثر فى مستقبل مصر، معسكر المنتخب كان أشبه بـ«فرح العمدة» بسبب الشخصيات العديدة التى تواجدت، مع كل الاحترام والتقدير لهم، لكن وجودهم فى فندق اللاعبين، فى هذا التوقيت غير صحيح، فمن المفترض أن يتم توفير الهدوء والتركيز للاعبين لأقصى درجة، وإبعادهم عن أى أجواء إعلامية أو جماهيرية حتى لا تؤثر فيهم بشكل سلبى، وكان من الممكن أن يقابلوا اللاعبين ويجلسوا معهم ولكن بعد مباراة روسيا، وكلها كانت ساعات قليلة فقط، لأنك مهما حاولت أن تعزل اللاعبين فلن يحدث.
■ هل غياب صلاح عن الجولة الأولى وعدم تعافيه بشكل كامل أثر على الفريق؟
- محمد صلاح قوة لا يستهان بها فى تشكيل المنتخب الوطنى، وغيابه عن فريقه الإنجليزى ليفربول يكون مؤثرًا، لذلك فغيابه عن تشكيل مصر كان أزمة كبيرة، لأنه لا بديل له يستطيع القيام بنفس أدواره أو يمكن الاعتماد عليه بنفس الثقة والطمأنينة، كما أن لاعبى المنتخب أنفسهم يشعرون بثقة كبيرة مع وجود صلاح داخل الملعب، ويرون أنهم من الممكن أن يسجلوا فى أى وقت.
■ ما الذى يميز كأس العالم ٢٠١٨ عن أى بطولة سابقة؟
- كأس العالم هذه المرة مميزة جدًا، ومن الصعب توقع نتيجة أى لقاء بسبب تقارب المستويات بين العديد من المنتخبات، كما أن المفاجآت التى حدثت فى البطولة الحالية لم تتكرر فى أى منافسة من قبل، وهو ما يزيد من حجم الإثارة والمتعة، فالبطولات السابقة شهدت لقاءات كانت محسومة مسبقًا وبفارق أهداف كبير، لكن الوضع الآن تغير.
■ ما السبب فى تعثر المنتخبات الكبيرة؟
- تعثر المنتخبات الكبيرة جاء فى نطاق المفاجأة، خصوصًا المستوى العام الجيد الذى ظهر عليه بعض المنتخبات، مثل أيسلندا وسويسرا والمكسيك، فكلها أظهرت أن هناك خللًا فى تركيبة المنتخبات الكبيرة، كما أن هناك مدربين يجب أن يغيروا بعض قناعاتهم ومفاهيمهم، لأن الاستمرار بهذا الشكل يعنى خروجهم من البطولة مبكرًا، فهم مازالوا يسيرون على أنغام الماضى.
■ ماذا عن أداء البرازيل أمام سويسرا؟
- تغييرات «تيتى»، المدير الفنى للبرازيل، كانت سيئة وغير موفقة نهائيًا، ولم تسهم فى انتعاشة «السيليساو» أو تشكيل إضافة فى خط هجوم البرازيل، كما أن الأداء كان فرديًا وليس جماعيًا، وعندما تغيب مهارات بعض اللاعبين ويتم إيقاف خطورتهم، تقل معها خطورة البرازيل.
■ ما تقييمك لأداء منتخب الأرجنتين؟
- خورخى سامباولى، المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى، يعاند نفسه وجماهير بلاده، ويتعامل مع الدكة كأن ليس لها أى صفة ولا أهمية من الأساس، فاعتماده وتركيزه فقط على الـ١١ لاعبًا الذين يشاركون فى التشكيلة الأساسية.
كما أن المنتخب الأرجنتينى يفتقر إلى شخصية البطل، التى تتمتع بها منتخبات أمريكا اللاتينية، وهو أمر خطير للغاية، لأن الأرجنتين دوما كانت مرشحة للفوز بالبطولة، ووصلت إلى النهائى فى النسخة الأخيرة، لكن الوضع مختلف هذه المرة.
■ ما سبب خسارة ألمانيا من المكسيك؟
- الخطأ الكبير الذى وقع فيه المنتخب الألمانى هو مجاراة منتخب المكسيك فى السرعة، ولكنى واثق بأنهم سيعودون أقوى وبشكل سريع وسيصلون إلى الأدوار النهائية من البطولة، ولن يتأثروا بخسارتهم تلك فى اللقاءات القادمة من الدور التمهيدى.
وكان يجب على «الماكينات» أن يكون لهم الفعل وليس رد الفعل أمام المكسيك، وأن يجبروا الخصم على أن يلعب بطريقتهم.
■ هل تستطيع إسبانيا الحفاظ على اللقب؟
- إسبانيا قادرة على الفوز بكأس العالم وتكرار إنجاز النسخة قبل الماضية، والتعادل مع البرتغال كان له أهمية كبيرة بعد الصعقة التى تعرضوا لها بإقالة جولين لوبيتيجى قبل البطولة بأيام قليلة، وهو أمر ليس سهلًا على الإطلاق، لكن التعادل مع البرتغال منح الثقة لـ«هييرو» فى مستهل مشواره وأعطاه دافعًا معنويًا كبيرًا.
■ ما الفرق بين ميسى ورونالدو؟
- رونالدو فى قمة مستواه، وبدايته فى مباراة إسبانيا كانت أكثر من رائعة بتسجيل «هاتريك» ثم هدف المغرب، وواضح أنه مركز للغاية منذ بداية كأس العالم، وله أهداف شخصية وجماعية يسعى إلى تحقيقها، وعلى النقيض أرى أن الضغوط على ميسى كبيرة جدًا، وهو ما سبب له إرهاقًا ذهنيًا وأثر فى مستواه، وهو ما ظهر فى مباراة أيسلندا.
■ ما سبب خسارة المنتخبات العربية فى الدقائق الأخيرة؟
- السبب الرئيسى هو قلة التركيز، فمن المفترض أن يحافظ لاعبوها على تركيزهم للنهاية، لكن المنتخبات العربية تطمئن لنتيجة التعادل، وبعض اللاعبين يقل اهتمامهم باللقاء وتغيب عنهم الجدية الكاملة ويعتقدون أن اللقاء انتهى، ولا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان، عندما تسكن الأهداف مرماهم فتكون الصدمة علينا جميعًا، كما أن الكرات العرضية بمثابة خطر كبير على كل المنتخبات العربية، والغريب أن الجميع تحدث عن ذلك وحذر منه، ولكن لا حياة لمن تنادى.