رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب تجارية معلنة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبحت الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معلنة مع بدء تطبيق رسوم جمركية إضافية على عشرات المنتجات الأمريكية مثل الويسكي والجينز والدراجات النارية.

وسارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي.

وكتب ترامب في تغريدة: "اذا لم ترفع الرسوم الجمركية المفروضة منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة وشركاتها وعمالها من قبل الاتحاد الأوروبي سريعا فاننا سنفرض رسوما بنسبة 20% على كل السيارات المستوردة في الولايات المتحدة"، مضيفا "قوموا بتصنيعها هنا!".

وتسبب التهديد بتراجع أسهم الشركات الأوروبية المصنعة للسيارات، حيث خسرت "فيات كرايسلر" أكثر من ثلاثة بالمئة في مؤشر بورصة ميلانو.

وفي ألمانيا، تراجعت أسهم "بي ام دبليو" بنسبة 2% و"دايملر" و"فولكسفاغن" بأكثر من 1%. وكثيرا ما ينتقد الرئيس الجمهوري كثرة السيارات من طراز "مرسيدس" في شوارع نيويورك وقلة السيارات الأميركية في أوروبا.

والرسوم الأوروبية الجديدة التي دخلت رسميا حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة بتوقيت بروكسل (الخميس 22،00 ت غ)، هي رد الأوروبيين على فرض ترامب رسوما جمركية تبلغ نسبتها 25 بالمئة على الفولاذ و10 بالمئة على الألومنيوم على وارداتها من معظم دول العالم بما في ذلك على حلفائها.

وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم خلال الأسبوع الجاري أن "القرار الاحادي وغير المبرر للولايات المتحدة" بفرض رسوم جمركية "لا يترك لنا أي خيار آخر".

وأضافت انه "لا يمكن انتهاك قواعد التجارة العالمية من دون رد فعل من جانبنا"، موضحة انه "اذا ألغت الولايات المتحدة رسومها الجمركية" فسيتم "إيضا إلغاء" الاجراءات الأوروبية.

وقبل الاتحاد الاوروبي، فرضت المكسيك التي شملتها الاجراءات الأمريكية أيضا، رسوما ردا على واشنطن بينما تنوي كندا أن تحذو حذوها في بداية يوليو.

من جهة أخرى، يبدو الأوروبيون عالقين بين الصين والولايات المتحدة اللتين تزايدان في الاجراءات الحمائية والتهديدات بالرد. وقال الخبير جون فيرغوسن من "ايكونوميست انتليجنس يونيت"، إن "ترامب فتج جبهتين (ـجاريتين) والجبهتان يمكن أن تشهدا تصعيدا قد يخرج عن كل سيطرة".

واضطرت ألمانيا الدولة المصدرة الكبرى، لخفض تقديراتها للنمو بسبب تراجع قطاع الأعمال في العالم بينما لم تطل الاجراءات الأمريكية صادراتها إلا بشكل طفيف.

وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أن الأوروبيين يريدون أن يكون ردهم "واضحا ومكافئا" في مواجهة القرار الأمريكي الذي "يتحدى كل منطق".

تطبق الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على لائحة طويلة من السلع المنتجة في الولايات المتحدة مثل مواد زراعية (الارز والذرة والتبغ...) ومنتجات من الحديد الصلب وآليات (دراجات نارية وسفن...) والنسيج.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يركي كاتاينن الخميس: "اذا اخترنا منتجات مثل (الدراجات النارية) هارلي ديفيدسون وزبدة الكاكاو والويسكي، فلوجود بدائل لها في السوق (الاوروبية)". واضاف "لا نريد ان نفعل شيئا يمكن ان يضر بالمستهلكين".

وتابع كاتاينن أن "هذه المنتجات سيكون لها سياسيا أيضا بعد رمزي كبير".

وقد أمل الأوروبيون لفترة طويلة أن يتم اعفاؤهم من الاجراءات العقابية التي أعلنها ترامب في مارس. لكن بعد اعفائهم مرتين موقتا ومحاولات لاجراء مناقشات تجارية مع واشنطن، تم تطبيق هذه الاجراءات على الاتحاد الأوروبي في الأول من يونيو.

وفي هذا الاطار، تقدم الأوروبيون بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وهم ينوون أيضا فرض اجراءات توصف بـ"الانقاذية" لحماية سوقهم للفولاذ والألومنيوم التي لن تجد منفذا لها بعد الآن إلى الولايات المتحدة.

وتعادل اجراءات الرد التي طبقت اعتبارا من الجمعة على المنتجات الأمريكية، في قيمتها الاضرار التي نجمت عن القرار الاميركي حول الصادرات الأوروبية من الفولاذ والالومنيوم الى الولايات المتحدة، أي ما مجموعه 6،4 مليارات يورو في 2017.

وسيحصل الاتحاد الاوروبي حقوقه من السلع الأمريكية أولا بقيمة 2،8 مليار دولار. اما المبلغ المتبقي لتحقيق التوازن وهو 3،6 مليارات يورو فسيتم تحصيله خلال ثلاثة أعوام أي بعد الفوز المحتمل للأوروبيين في شكواهم أمام منظمة التجارة العالمية.

وتشهد العلاقات بين ضفتي الاطلسي توترا منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا بسبب خلافات حول عدد من القضايا الكبرى مثل اتفاق باريس حول المناخ ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس والاتفاق النووي الإيراني، وتصاعد التوتر في العلاقات خصوصا بعد القمة الأخيرة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، عندما انسحب الرئيس الأمريكي فجأة من البيان المشترك وشتم مضيفه الكندي جاستن ترودو.