رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مدد يا كأس العالم".. كيف يتابع الصوفيون مباريات المنتخب في روسيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يترك الصوفيون في مصر مناسبة، رياضية كانت أو سياسية أو دينية، إلا وشاركوا فيها وتفاعلوا معها، وهذا من باب أن التصوف دنيا ودين، خاصة أن الصوفية يحاولون خلال الفترة الأخيرة التأكيد علي أنهم ليسوا كالسلفيين أو الجماعات الإسلامية الأخري منغلقين علي أنفسهم كارهين الكرة وغيره من الألعاب الرياضية، اعتقادا منهم أن تلك اللعبة تلهي من يشجعها عن القيام بفرائضه الدينية.

ومع انطلاق مباريات كأس العالم في روسيا، خلال الأسبوع الماضي والتي يشارك فيها المنتخب المصري، بدأت الطرق والساحات الصوفية في جميع أنحاء الجمهورية متابعة هذا الفاعليات، وكان أولها المباراة التي جمعت بين منتخب مصر وأرجواي، حيث أعطي مشايخ الطرق وقتها الإذن لمريديهم لمتابعة المباريات داخل الساحات، بل ودعوة المواطنين لمشاهدة المباريات، من خلال الاشتراك في الباقات الرياضية، حتي يتمكن الجميع من متابعة المنتخب الوطني.

ويستعد الصوفيون اليوم، لمؤازرة المنتخب الوطني أمام الدب الروسي، من خلال تجهيز عشرات الشاشات داخل الساحات الصوفية المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، حيث يعتبرون هذا الأمر واجبا ونداء وطنيا يجب تلبيته، ولذلك يحتشد المريدون في هذه الساحات رافعين أعلام مصر مرتدين تيشيرتات اللاعبين المشاركين في البطولة.

ومن أبرز الساحات والطرق الصوفية التي تفاعلت مع الحدث منذ انطلاقه: "الجازولية والشبراوية والهاشمية والرضوانية والعصبية الهاشمية والرفاعية والدندراوية والدرقاوية والصديقية والعزمية والشناوية"، وغيرها الكثير من الطرق الصوفية الأخري التي تسعي دائما للتأكيد علي وجودها في محور الحدث.

وتعقيبا علي هذا الأمر، قال الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، إن الصوفية دائما ما تشجع المنتخب المصري لكرة القدم، وهذا منذ قديم الأزل وليس اليوم فقط، حيث أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي في العالم، والصوفية ليسوا منغلقين كالتيارات الدينية الأخري، ولذلك نجدهم دائما يشجعون ويشاركون في متابعة المباريات الكروية المختلفة، خاصة أن هذا الأمر فيه نزعة وطنية، تجعل المريدين داخل الطرق الصوفية يتسارعون لتلبية النداء ومساندة منتخب بلدهم الذي يمثل هذا الشعب بكل طوائفه.

وأوضح "الشبراوي" أن الطريقة الشبراوية تتابع مباريات المنتخب المصري في كأس العالم، منذ اليوم الأول، داخل ساحاتها في جميع أنحاء الجمهورية، وذلك بوضع الشاشات العملاقة ودعوة المواطنين للمشاركة في هذا العرس الكروي.

ومن جانبه، أكد الشيخ سالم الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية الصوفية، إن تشجيع المنتخب المصري، أمر واجب علي كل أتباع الطريقة، حيث أن ذلك نابع من الوطنية التي يتمتع بها أبناء الطريقة، ولذلك يكون هناك تشجيع كبير للمنتخب في كل مباراة يشاهدها أبناء الطريقة والطرق الأخري.

وأوضح الجازولي أن أبناء الطريقة الجازولية سيشاهدون مباراة المنتخب المصري مع المنتخب الروسي وكلهم أمل أن ينتصر المنتخب الوطني ويصل إلي الدور الثاني، حتي يكون هناك تشريف للكرة والرياضة المصرية أمام العالم كله، وذلك لأن الرياضة أصبحت هي المنافسة الشريفة التي يتنافس فيها الجميع.

في السياق ذاته، قال خميس الشريف القيادي الصوفي، إن الطرق الصوفية في كافة محافظات الجمهورية، تتابع مباريات المنتخب المصري، داخل ساحتها ومقراتها، وهذا يدل علي محبة الصوفية لمنتخبهم الوطني الذي يسعي إلي إسعاد الجماهير، بشكل دائم، وجعلهم فخورين بمنتخبهم الوطني، كما أن ذلك الأمر يؤكد أن الصوفية ليسوا منغلقين علي أنفسهم بل منفتحين علي مجتمعهم، ويفكرون بعقليه واسعة.

وأوضح الشريف أن الحزن تملك من مريدي الصوفية بعد هزيمة المنتخب من الأورجواي، خاصة أن المنتخب لعب مباراة كبيرة، إلا أن الحظ لم يكن نصير منتخبنا الوطني، ولكن مباراة روسيا اليوم نتوقع فوز المنتخب، حتي يكون هناك أمل في مباراة السعودية القادمة.

وأشار إلي أن ١٥ مليون صوفي في مصر يدعمون المنتخب الوطني، ويظهر ذلك جليا في كافة الساحات والمقرات التابعة للصوفية في جميع أنحاء مصر، حيث يكون الهدف الرئيس البحث عن فرصة حقيقية لإسعاد الشعب المصري والصوفية جزء من هذا الشعب.