رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس "رعاية أطفال السجينات": أسست صندوقًا لحماية الغارمات (حوار)

نوال مصطفى، رئيس
نوال مصطفى، رئيس جمعية رعاية أطفال السجينات

قالت نوال مصطفى، رئيس جمعية رعاية أطفال السجينات، إنها بصدد تأسيس صندوق «أموالكم للغارمات»، لإنقاذ السيدات الفقيرات من السجن نتيجة توقيعهن على إيصالات أمانة لشراء احتياجاتهن، وذلك بالتعاون مع مؤسسة «تحيا مصر» ومؤسسات الدولة المختلفة.

جاء ذلك تضامنًا مع قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى الإفراج عن جميع الغارمات بالسجون المصرية، وأشارت "مصطفى" في حوارها لـ"الدستور"، إلى أن تلك خطوة هامة تأخذ بعين الاعتبار في البعد الاجتماعى والأسري لهذه القضية، وإلى نص الحوار:

- كيف كان بدايتك في العمل من أجل السجينات؟
كانت بدايتي في العمل من أجل السجينات في أول معايشة قمت بها مع السجينات، ككاتبة صحفية، والتي كشفت بها لأول مرة عن أطفال السجينات، وقد أحدث هذا الموضوع ضجة كبيرة حتى طالبني القراء بضرورة إيجاد حلول لأزمة أطفال السجينات وذلك لما يمكن أن يتعرضوا له من مشاكل نتيجة البيئة المحيطة بهم، ومن هنا جاءت فكرتي في إنشاء جمعية لرعاية هؤلاء الأطفال، وقد أسستها عام 1990.

- متى كانت بدايتك في مساعدة الغارمات؟
بدأت العمل في مساعدة الغارمات عام 2007، حيث كنت أول من نوه عن ظاهرة الغارمات في السجون، من خلال موضوع صحفي قمت بنشره في جريدة الأهرام بعنوان "سجينات الفقر" وكانت لتلك الخطوة مردود كبير، حيث تبنت جمعيات كبيرة فكرة مساعدة الغارمات والآن حظيت فكرة مساعدة الغارمات على اهتمام كبير من الرئاسة وتبنت القضية، وظهر ذلك في خطوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عن العديد من الغارمات.

- كيف تسعى جمعية رعاية أطفال السجينات على دعم الغارمات ومساعدتهن؟
لا تتوقف أهداف الجمعية على خروج الغارمات من السجون فقط، ولكنها تعمل على مساعدتهن ودعمهن بعد الخروج من السجون حتى لا تضعهم الظروف ذاتها على العودة مرة أخرى نتيجة للفقر وعدم الوعي بالقانون واستغلال التجار لهن وعدم وجود قانون يعمل على حماية حقوقهم، لذلك كان الهدف هو التركيز بعمق في هذه القضية من خلال العمل على عدة محاور.

ـ المحور الأول.. التمكين الاقتصادي للسيدة:
قمت من خلال العمل على هذا الهدف بإنشاء ورشة داخل "سجن القناطر الخيرية للسيدات"، تسمى "ورشة حياة جديدة"، حيث قمت من خلال هذا المشروع بإحضار مجموعة من المدربين العاملين بالجمعية لتدريب السيدات فيسجن القناطر على الخياطة والتطريز بالإضافة إلى عمل دورات تأهيل نفسي وتقديم مهارات حياتية لهن، ويستطيعوا من خلالها مواجهة الحياة ويتم دفع أموال نظير الشغل الذي يقمن به في الورشة.

إلا أنه بالرغم من الدعم الذي تقدمه الجمعية يظل المجتمع ينظر إليهن بوصمة اجتماعية كونهن سجينات، ويمنعهن عن حقهن في العمل، لذلك فكرت في إنشاء مصنع لتصنيع الملابس الجاهزة والتطريز وصناعة الشنط من أجل عمل السيدات بعد خروجهن من السجون، ولدينا إنتاج كبير ونحرص على حقوق جميع العاملات بالمصنع في الأجور وغيرها.

ـ المحور الثاني.. الشق القانوني:
ويتركز المحور الثاني من أهداف الجمعية التي أنشأتها على الشق القانوني، حيث قام الدكتور جابر نصار الرئيس السابق لجامعة القاهرة على كتابة مشروع قانون يهدف إلى إيجاد حلول بديلة من حبس الغارمات، وعمل النائب إبراهيم حجازي على طرح مشروع القانون بالبرلمان وحصل على تأييد ودعم 60 نائب بشأنه، وهو الأمر الذي جعلني أعمل على إنشاء تحالف عام 2016، تحت مسمى "التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون"، لإيجاد حلول قانونية تحمي المرأة من دخول السجن من البداية باعتبارها غير مذنبة، من خلال العمل على قضاء مدة العقوبة في الخدمة المجتمعية، مما يحقق الاستفادة لجميع الأطراف، وهو استفادة المجتمع من القوة البشرية وعدم تشريد الأسر بسجن الأمهات الغارمات، وحصول الدائن على أمواله، وتوفير نفقات السجينات التي تتكبدها الدولة عليهن من أكل وشرب ومسكن.

ـ المحور الثالث.. تأسيس صندوق "أموالكم للغارمات":
جاءت فكرة تأسيس هذا الصندوق من خلال العمل على منح قروض حسنة دون فوائد للسيدات الفقيرات التي في حاجة إلى دعم مادي كبير من أجل شراء مستلزمات تجهيز أبناءهن، بالإضافة إلى عمل الصندوق كوسيط بين شركات الأجهزة والسيدات للتسديد عنهم مع إتاحة فرص عمل لهن لسداد هذه القروض، لاستفادة غيرهن من القرض ويظل الصندوق قائم.

- هل تم الانتهاء من تأسيس الصندوق؟
لا.. لايزال تحت التأسيس وأعمل على وضع لائحة يعمل من خلالها تحتوي على مجموعة من الشروط ؤوالضوابط التي تحدد من هن السيدات التي يجب حصولهن على القرض.

- ما هي الأسس والآليات التي يتم بناءً عليها اختيار السيدات التي في حاجة إلى هذا القرض؟
لابد أن يقوم الصندق على تفكير وأسس علمية، لذلك سيتم وضع اللائحة اللازمة للصندوق من قبل مجموعة من المتخصصين في الاقتصاد ورجال البنوك وخبراء علم الاجتماع، لوضع معايير تتوافق مع المجتمع المصري لاختيار الأنسب للحصول على القرض الذي سيضعه الصندوق، ولضمان استمرارية عمل الصندوق وأن يكون هناك خطوات سليمة يمكن أن تحقق مردود كبير يستفيد منه الأشخاص المحتاجة.

- ما هي مصادر تمويل كل هذه المشروعات التي تقدميها؟
هذه المشروعات قائمة بالدعم الذي تحصل عليه الجمعية من شركة "دروسوس" للتنمية، كونها على قناعة تامة بما نقدمه من خدمات حقيقية تعمل على مساعدة الغارمات ودعم الأسر الفقيرة وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى التبرعات التي تحصل عليها الجمعية من الأشخاص كون أن الجمعية تعمل بجدية واستراتيجية واضحة للجميع وتأمل على حل مشكلات المجتمع.

- هل عملت مؤسسات الدولة على الاستفادة من نجاح مشروعاتك في خدمة المجتمع؟
حتى الآن لم تطلب أي مؤسسة التعاون معنا كجمعية، ولكن نأمل على توحيد الأفكار والمجهوادت من أجل التوصل إلى حلول أكبر يمكن أن يستفيد بها أشخاص أكثر، وكان تعاوني مع مؤسسة مصر الخير لأول مرة كونها تساعد الغارمات أيضًا.