رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأقباط وتهديدات عبدالماجد...


ليعلموا أن مصر لكل المصريين ولن تكون لهم أو لغيرهم منفردين فلتكن حكومة وطنية فليذهب النائب العام فلنحافظ على استقلالية القضاء فليعيدوا التوافق الوطنى فلنحقق الثورة ونعيدها إلى كل المصريين وإلا فقد أعذر من أنذر وفى كل الأحوال فأنتم الخاسرون.. ولك الله يا مصر.

عندما اتفق وتوافق ووقع خمسة عشر مليون مصرى حتى الآن على استمارات حملة «تمرد» معلنين فى سابقة تاريخية من خلال هذه الآلية الديمقراطية السلمية الرائعة رأيهم موثقاً فى ذلك الفشل الذريع الذى أصاب حكم مرسى وجماعته، حيث كانت حصيلة عام حكمه الأولى تؤكد فشل هذه الجماعة وغياب خبرتها وقدرتها على الكذب والادعاء ومدى غرورها وكبريائها واستكبارها وسيطرتها واختطافها للثورة وللوطن. فلم نر رؤية سياسية أو خبرة سياسية أو أى وفاء بوعد قطعوه على أنفسهم أو التزاماً بعهد تشدقوا به كذباً. بل رأينا عداءً مستحكماً للمحكمة الدستورية العليا لأنها حكمت بصحيح الدستور بعدم دستورية مجلس الشعب المنحل الذى كانوا يعتبرونه أحد مفاتيح التحكم فى السلطة بادعاء حصولهم على أغلبيته العادية التى لا يستطيعون الحصول عليها الآن، ووجدنا وعوداً رئاسية لا تخرج عن نطاق طق الحنك أو الكلام الساكت.

عدم تنفيذ الأحكام لدرجة الحكم بسجن رئيس الوزراء ووزير الداخلية لعدم تنفيذهما الأحكام، تحصين قرارات رئيس الجمهورية بالبيان الدستورى الذى كرس الاستقطاب السياسى ولا يزال، التعتيم على اغتيال 16 جندياً فى رفح، حيث إن سيناء الآن قد أصبحت مسرحاً للإرهاب ولمد نفوذ حماس ولكل من أفرج عنهم مرسى من الأهل والعشيرة. التربص بالقضاء بتشريع قانون هدفه التخلص من القضاة لإحلال بدلاً منهم من الإخوان ليتم أخونة القضاء. أكذوبة الدولة المدنية عند باب التقية نجدهم يتحدثون عنها وعن الدستور والديمقراطية قولاً ولكن فعلهم ضد هذا لأنهم يؤسسون لدولة الخلافة. التربص بالإعلام لأنه كاشف لفشلهم وفاضح لمخططاتهم. فشلهم فى حماية الأمن القومى خاصة فى معالجتهم الخائبة والفاشلة فى مشكلة سد النهضة الإثيوبى الذى يهدد حياة المصريين الشىء الذى يؤكد ضياع هيبة الدولة فى الداخل والخارج. ناهيك عن فشلهم فى حل مشاكل الجماهير اليومية والتى وعد مرسى بحلها خلال مائة يوم فزادت المشاكل وتفاقمت وحاصرت المواطن طوال يومه وعلى مدار الساعة. ولذا كانت الدعوة للمصريين بالنزول إلى ميادين مصر كلها وبطول البلاد وعرضها يوم 30/6 المقبل مطالبين بإسقاط مرسى ونظام الإخوان الشىء الذى أصاب الإخوان ومجمل التيار الإسلامى الذين اختطفوا الثورة بليل تحت زعم الديمقراطية التى يعتبرونها كفراً، حيث إنهم لا يعرفون ما يسمى بمبدأ تداول السلطة لأنهم يعتبرون السلطة منحة سماوية ونعمة ربانية لا علاقة للشعب والناخبين بها.

فوجدنا علامات الخوف والفزع والرعب تسيطر عليهم وإن حاولوا إظهار غير ذلك. وهنا فقد وجدنا أنهم يطرحون مسارين متناقضين للخروج من مأزق 30/6. الأول ويدعى السلمية ويدعو للحوار، كما قال مرسى فى مؤتمر الأهل والعشيرة الذى واجهوا به سد النهضة بالتصفيق والهتاف فى مشهد مباركى مستنسخ وهابط وقال مرسى إنه مستعد للذهاب إليهم فراداً وجماعات، وهو يعلم أن هذا حدث فى الهواء، حيث إن الجميع قد فقد الثقة فى مرسى وأقواله وأفعاله، والثانى وهو إظهار العين الحمراء لمن مارسوا الإرهاب وقتلوا المصريين بدم بارد بل مازالوا يفخرون بذلك ويعلنون عدم ندمهم عليه. فقد وجدنا السيد عاصم عبدالماجد رئيس أركان حملات الترهيب والتخويف يعلن تهديداته بشتى الوسائل التى أصبحت الآن ملك يديه من خلال وسائل الإعلام التى تتسابق على استضافته. يهدد بأنه ومن معه ببحور الدماء التى ستسيل لمن يتجرأ وينزل إلى الشارع فى30/6، حيث إنه يدافع على هذا الوطن الذى هو ملكه وعن الثورة التى صنعها وشارك فى تفجيرها ويعمل الآن ومن معه لاستكمالها حتى تكون الثورة التى ستأتى بدولة الخلافة التى تخصهم وحدهم دون غيرهم من المسلمين وغير المسلمين ولأن هؤلاء بكل تياراتهم وانتماءاتهم يفسرون الإسلام ومقاصده الرائعة حسب هواهم ووفق مصلحتهم فهم يعتبرون المسلم غير المنتمى إليهم كافر، فما بالك بغير المسلم فهم كفرة ولا حقوق لهم غير التى يقدرها عبدالماجد عليهم إلا بالخضوع والذل ودفع الجزية وهم صاغرون، هم لا يؤمنون بالمواطنة ولا يعرفون إعادة ولذا فليس من حق المصرى المسيحى أن يمارس حقه السياسى والقانونى والدستورى والاجتماعى والثقافى والدينى إلا بالقدر الذى يفتى به عاصم.

ولذا فقد وجدنا الشاطر والبلتاجى والأمين المزور للثورة المسمى بحجازى لا يتصورون مشاركة الأقباط فهم من يتآمر على النظام الإسلامى وهم من يقفون ضد الشريعة الإسلامية فهم ذهبوا إلى الاتحادية وإلى المقطم وهم من يشكل الـ «بلاك بلوك». وبالطبع فالكنيسة تقف وراءهم وتساندهم وتأمرهم ولذا حق عليهم تهديد عاصم ووعيده بعدم نزولهم ومشاركتهم لأنهم ليسوا بمواطنين وهنا لا نريد أن نذكر بعظمة الإسلام الذى يسىء إليه هؤلاء ومدى قبوله للآخر بالنص والحديث وبواقع التاريخ الإسلامى لأنهم يعرفون ويفسرون كما يريدون، ولا نريد أن نذكر بالدستور الذى فصلوه على مقاسهم لا يفرق بين مواطن وآخر، ولكن نريد أن نؤكد أنه لا علاقة بالنزول فى 30/6 وبرفض مرسى وحتى إسقاطه بالشريعة الإسلامية ولا بالدولة الإسلامية فلم ننتخب مرسى أميراً للمؤمنين فهو لا ولن يكون، ولن نختاره لأنه جاء ببرنامج انتخابى يؤكد دولة الإسلام والشريعة فهو حتى برنامجه الملفق والخيالى والفنكوش لا علاقة له بذلك،وكفى رأى بعض التيارات الإسلامية فى مرسى ونظامه.

نحن نختلف مع رئيس سياسى ومع برنامج سياسى لا مع دين أو شريعة واللعب بورقة أن الأقباط ينزلون ضد الشريعة والإسلام فهذا باختصار حرق للوطن لا تقدرون عليه، المواطن مسلم أو مسيحى مواطن مصرى يدافع عن مصر وحقه فيها ويمارس دوره لصالحها، المصريون جميعاً شركاء فى الحضارة المصرية وأهمها الحضارة الإسلامية المعاشة هى ملك لكل المصريين، الهوية المصرية إذا كان ظاهرها إسلامياً فباطنها حقبات تاريخية أخرى تشاركها ومع ذلك فأنا أيضاً ضد تلك الجماعات التى تتاجر بالأقباط، فعند خروج الأقباط من الكنيسة لا ينبغى أن يرفع أحد مسميات ورموزا طائفية ولكن على الجميع ممارسة السياسة على أرضية سياسية وبمسميات سياسية.

فلا يوجد حزب للأقباط ولا توجه سياسى لهم ولا متحدث باسمهم ورفع مسميات طائفية يعنى تأسيس وتكريس الدينية، فمنظمات إسلامية فى مواجهة مسيحية وإذا كان القبطى مع الدولة المدنية فرفع رموز الطائفية مناقض أساسى مع المدنية فالكنيسة والبابا لا دخل لهما فى السياسة ولا رجعة فى هذا. والأهم لن يكون الحل بالترهيب والتخويف فزمن الخوف قد ولى وراح.. ولكن على مرسى وجماعته إنقاذ أنفسهم من قدرهم وقبل 30/6 بتنفيذ الوعود والوفاء بالعهود،

■ كاتب سياسى وبرلمانى سابق