رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تشارلز ديكنز".. من الطفولة البائسة إلى العظمة

تشارلز ديكنز
تشارلز ديكنز

كان تشارلز ديكنز المولود في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا عام 1812م، طفلا في الثانية عشرة من عمره، حين دخل أبوه السجن؛ كان أبوه بائسا، يعمل في وظيفة متواضعة، ويعول أسرة كبيرة مكونة من ثمانية أبناء فضلا عن أمهم، ما دفعه إلى السلف والدين، ولم يستطع السداد فألقي القبض عليه، ليخرج من بيته يومها قائلا: "لقد غربت عني الشمس إلى الأبد"، وبينما زُج بـ"جون ديكنز" الأب في السجن، بدأت أحرج فترة في حياة ديكنز الابن الذي اضطر لترك المدرسة والالتحاق بعمل شاق وبأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة.

وعلى الرغم من قصر المدة التي قضاها والده في السجن، إلا أنها تركت في نفس "ديكنز" جرحا عميقا، لم يندمل على مر الزمان، فقد كانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه؛ وهو ما انعكس في أول مؤلفاته "استكشاف بقلم بوز" عام 1835، عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، ويحوي مجموعة المقالات والاستكشاف التي كانت قد نُشرت لديكنز في الصحف والمجلات خلال العامين السابقين.

ثم كتب ديكنز رواية "مذكرات بيكويك" التي منحته شعبية كبيرة في جميع أنحاء إنجلترا، وكان قد أفسح فيها مكانا للسجن، وغمر روحها بالفكاهة والمرح، وكذلك كتب رواية حول مظاهرات جوردون التي لعب السجن فيها دورا كبيرا، وهكذا توالت مشاهد السجن في عدد كبير من أعمال ديكنز، الذي توفى في مثل هذا اليوم (9 يونيو) عام 1870، عن عمر لا يتجاوز الثامنة والخمسين عاما، وأنتج ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية، وعددا كبيرا من القصص القصيرة والمسرحيات.

يشار إلى أن روايات ديكنز نُشرت مسلسلة في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في هيئة كتب، وحظيت روايته (الآمال العظيمة Great Expectations) التي نشرت عام 1861م بشهرة عالمية وتُرجمت لعدة لغات، وأصبحت محط أنظار السينمائيين ليصنعوا منها أكثر من 250 عملا مسرحيا وتليفزيونيا.