رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواجهات جابر عصفور

جريدة الدستور

- الشعراوى كانت لديه مهمة وهى نشر الفكر السلفى الوهابى
- الغزالى لم يتخل عن إخوانيته وكانت لديه أفكار متشددة
- كتب ابن تيمية مليئة باحتقار المرأة لدرجة تحريم وصفها بالسيدة


ببساطة آسرة لا أثر فيها لاستعلاء المثقفين وتقعرهم يعترف المثقف المرموق د.جابر عصفور بأنه من عشاق صوت المنشد الشعبى محمد الكحلاوى، ولا يمل من سماع أيقونته (لاجل النبى)، وتذكره دوما بشهر رمضان فى أيام الصبا بمدينته المحلة الكبرى، حيث كانت تخرج الطرق الصوفية ليلة رؤية هلال رمضان، وتحتشد فى الشوارع فى موكب مهيب، كل طريقة تحمل أعلامها، تتقدمهما سيارات نقل عليها أنوار باهرة موصولة بمولدات كهربائية، ومنها تنطلق سماعات صوت ضخمة تنشر وتنثر على الأسماع أغنية الكحلاوى (لاجل النبى) فتهتز معها القلوب!
ويعترف بنفس البساطة بأنه لم يحب صوت ومدرسة الشيخ ياسين التهامى، رغم أنه أصبح (ظاهرة ثقافية)، ورغم أن صديقه جمال الغيطانى حاول كثيرًا أن يقنعه بروعة وعبقرية صوت الشيخ ياسين وسحره فى قصائد ابن الفارض، لكنه لا يملك نفسه من الإعجاب أمام صوت النقشبندى، وتصفو نفسه وتترقرق عيناه وهو يسمع منه (مولاى إنى ببابك) التى يحلق فيها صوت النقشبندى مع لحن بليغ حمدى.
ويقول إنه لا يعتبر (نهج البردة) و(سلوا قلبى) و(ولد الهدى) و(إلى عرفات الله) وغيرها من روائع أم كلثوم أغنيات دينية تقتصر على مناسبات وأعياد، بل قصائد صالحة للسماع والطرب فى كل وقت وأوان.

لدىَّ اعتقاد فى «كرامات الأولياء».. و«بينى وبين الله عمار»
يحكى د. جابر لك بطريقته الجذابة المتدفقة فى الحكى علاقته بالصوفية وتجربته معها:
«وأنا طالب بالجامعة تعرفت على واحد من المتصوفة، أقنعنى أن الاستغراق فى الصلاة يوصل إلى حالة من السعادة الروحية لا يمكن وصف حلاوتها، قعدت أصلى بالساعات، ومرة من فرط الإرهاق وقعت من طولى فى حالة إغماء.. ولم أكررها بعدها.
أحب الصوفية، لكن ليس إلى درجة (الدروشة)، وحضرت موالد الأولياء وصليت فى مساجدهم، وقبل أن أذهب للسيدة زينب قرأت رواية (قنديل أم هاشم ) ليحيى حقى، ولما دخلت المسجد راحت عيناى تبحثان فى أرجائه عن القنديل الشهير الذى حكت عنه الرواية وكان الناس يتبركون بزيته ويعالجون به مرضاهم، ولديهم قناعة أنه زيت مبارك يشفى مرضاهم.. وأصابتنى خيبة أمل عندما عرفت أنهم رفعوا قناديل الزيت واستبدلوها بقناديل حديثة تعمل بالكهرباء.
وقد تستغرب أن رجلا يتميز بالعقلانية مثلى لديه اعتقاد فى (كرامات الأولياء)، ربما ورثته عن أمى، رحمها الله، ولا أنسى أبدًا الشيخ محمد الزغبى، وكان واحدًا من المجاذيب فى المحلة، وذات صباح شتوى ما زال محفورا فى ذاكرتى كنت ألعب أمام منزلنا مستأنسا بأمى وصديقاتها الجالسات مستمتعات بشمس الشتاء الدافئة، وفجأة ظهر الشيخ الزغبى بملابسه الغريبة، وأفزعتنى هيئته وقعدت أعيط، فاتجه ناحيتى وطبطب علىّ برفق وأعطانى ورقتين، كانتا علبة سجائر قسمها إلى نصفين، واعتبرت أمى أن الشيخ الزغبى باركنى، وكل شهادة كنت أحصل عليها فى سنوات دراستى كانت على يقين أنها من الشيخ الزغبى، وأنها نفس الورقة التى أعطاها لى وأنا طفل.. حتى عندما نلت شهادة الدكتوراه لم تغير رأيها فى أنها ورقة محمد الزغبى.
ورغم ما وصلت له من قناعات فكرية فإن فى داخلى إحساسا دينيا عميقا، وفى أشد المحن التى عشتها فى حياتى كان جوايا يقين أن ربنا معى وأنه سيعيننى على تجاوز تلك الأزمات الطاحنة.. ولم يخذلنى الله أبدا منذ أول محنة عشتها بوفاة والدى، كانت أزمة عاصفة تهز اليقين، لكن إيمانًا عميقًا بداخلى كان يقول لى إنها أزمة و(هتعدى) بسلام.. وقد كان.. وأستطيع أن أقول لك بثقة إن بينى وبين الله عمار، كما يقول البسطاء، وإن الله فى قلبى دائما، ولحسن الحظ فإن الله -كما قال نبيه- ينظر إلى القلوب لا الأجساد».

فتاوى ياسر برهامى مليئة بالتشدد والتعصب
أستمع بإنصات إلى د. جابر عصفور ولصوته الذى تهدج وبان فيه الانفعال وأسأله: أما وقد ذكرت النبى وجاءت سيرته العطرة دعنى أسألك عن أفضل من كتب عن السيرة المحمدية فى رأيك؟
ويجيب بحماس: «أنا هنا متعصب لطه حسين وأعتبر كتابه (على هامش السيرة) من أبدع ما يمكن بين كتب السيرة النبوية، لأنه نقاها من الإسرائيليات والأساطير و(الخزعبلات) الموجودة فى كتب السيرة الأولى عند ابن كثير وابن إسحق، أما طه حسين فعمل (عقلنة) للسيرة، وقدم لنا النبى فى جوهره الإنسانى.. وحتى لا نبخس الناس جهدهم فهناك كتب لا تقل قيمة مثل (حياة محمد) للدكتور هيكل، و(محمد رسول الحرية) لعبدالرحمن الشرقاوى، والأخير قوبل بهجوم واعتراضات، لأن الشرقاوى قدم لنا سيرة محمد الإنسان بلا خرافات، ولعلمك أنا تراودنى فكرة كتاب هذه الأيام أتمنى أن أجد الوقت لإنجازه عن (اعتراضات السلفيين على التفكير العقلانى) من على عبدالرازق إلى نصر أبوزيد.. وأتصور أن هؤلاء السلفيين من أصحاب العقول المقفولة أساءوا كثيرا للإسلام ونبيه.. وحتى تدرك فداحة ما صنعوه عليك أن تراجع فتاوى شيخهم ياسر برهامى بكل ما فيها من تشدد وتنطع وعداء للإنسانية وكراهية للحياة وغرق فى كتب شيوخ القرون الوسطى، وقارنها بتلك الصورة العصرية العقلانية المستوعبة للتطور التى قدمها د.طه حسين للإسلام.. ياسر برهامى مجرد بوق وناقل للفكر الوهابى السلفى، وهو فكر دخيل علينا وعلى الإسلام المصرى الذى حدثتك عنه.. شيوخ السلفية لم يغادروا زمن ابن تيمية ولا يعترفون بالتطور الحضارى، ودماغهم لسه واقف عند قطع يد السارق ورجم الزانى و(ما ملكت أيمانكم).. يا أخى عمر بن الخطاب أوقف العمل بآية من القرآن الكريم تقول بقطع يد السارق، لأن هناك ظروفا تقتضى إيقاف الحد.. التطور الإنسانى ألغى العبودية والرق، بل القانون الدولى يجرم العبودية الآن ولا تستطيع أن تتحدى العالم، وتقول له إن العبودية منصوص عليها فى القرآن، وإلا وضعت نفسك أمام فضيحة دولية تسىء للإسلام نفسه.. الغريب أن شيوخ السلف يتمتعون بكل مباهج الحضارة الحديثة، سيارات وطائرات وموبايلات وتكييفات، لكن أدمغتهم ما زالت فى فوائد بول الإبل ودعاء ركوب الناقة!».
لا يجاهر د. جابر عصفور بانتقاداته لشيوخ (الإسلام الصحراوى) فقط، بل يقول لك بنفس الصراحة إنه لم تعجبه مدرسة التلاوة الصحراوية للقرآن الكريم، لم يستسغ طريقة السديس والحذيفى وغيرهما من المقرئين الذين تحولوا إلى نجوم فى مصر فى سنوات المد الوهابى، ويقول بلا لف ولا دوران: «لا أحب طريقتهم ولا أنفعل بها.. مدرسة القرآن المصرية لا يعلى عليها، أنا من عشاق صوت الشيخ رفعت، صوت ربانى فيه زئير الأسود وخشوع متناهٍ، يعجبنى كذلك صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ويا سلام على صوت عبدالباسط، أنا أحيانا أجد نفسى مستغرقا مع سحر الصوت وجمال الآيات فأجد دموعى تسيل.. هؤلاء هم (بركة) مصر».
وعلى سيرة القرآن الكريم أسأل د. جابر عصفور: من هو صاحب أجمل تفسير فى رأيك للقرآن الكريم؟
يرد: «تفسير الزمخشرى، لأنه معتزلى، ولأنه قام بتنقية تفسيره من الإسرائيليات المدسوسة وعمل مراجعة عقلية لكتب التراث.. لكن أحسن تفسير معاصر هو تفسير (المنار) لشيخى محمد عبده.. وبالطبع قرأت أغلب التفاسير، وبينها (فى ظلال القرآن) لسيد قطب، ولكى أكون دقيقًا قرأت أغلب أجزائه، ورأيت أن الجانب الأدبى طاغٍ عليه، لأن الجانب الفقهى والعقائدى عند سيد قطب لم يكن بنفس قدر تميزه وتخصصه الأدبى.. وبالمناسبة أنا ضد فكرة أن حياة سيد قطب شهدت انقلابا دراماتيكيا فى أفكاره بعد سفره إلى أمريكا، فالثابت من ملفه الوظيفى الموجود فى دار الوثائق أنه كان ضيق الأفق ولديه أفكار متشددة وفى غاية التعصب الدينى، وهذا هو سر إرساله إلى أمريكا، وهو فى تلك السن المتقدمة، وكان وقتها مراقبًا فى وزارة المعارف، قالوا نخليه يسافر يشوف الدنيا حتى ينفتح على العالم ويراجع أفكاره، لكنه للأسف عاد أكثر انغلاقًا وتشددًا».

لن أغفر لـ«الشعراوى» سجوده لله شكرًا بعد «هزيمة ٦٧»
أحاول (مشاغبة) د. جابر، وأقول له: لاحظت أنك لم تذكر تفسير فضيلة الشيخ الشعراوى.. رغم شهرته وجماهيريته؟!
ولم يكن جابر عصفور فى حاجة إلى ما استشفه فى السؤال من مكر ودهاء، فقد ذهب من تلقاء نفسه إلى قلب الهدف:
«الشعراوى أخطر من أن تختصره كمفسر أو صاحب خواطر عصرية حول القرآن الكريم، فمن يتتبع مسيرته وأفكاره يدرك بسهولة أن الرجل كانت لديه مهمة واضحة ومحددة عمل عليها بإخلاص وهى نشر الفكر السلفى الوهابى، فالرجل (تسعود) وجاء إلينا بأفكار رجعية، وكان يمتلك البلاغة والكاريزما والقدرة على توصيل أفكاره للناس، وصدقه البسطاء للأسف.. لكن لما تيجى تراجع رؤيته وآراءه تلاقى كوارث، يعنى ظل طول عمره يقاوم عملية زرع الأعضاء ويفتى بأنها حرام، لكنه لما اضطر إليها هو شخصيًا فى آخر حياته لم يتردد فى مراجعة موقفه.. وهذا يدلك على أن الشيوخ يدفعهم الهوى أحيانا.. ومن كام يوم كنت أناقش كتابا جديدا للأستاذ رجائى عطية عن تجديد الفكر الإسلامى، ومما لفت نظرى أن موضوع (إجماع العلماء) كمصدر من مصادر التشريع الإسلامى أمر يحتاج إلى مراجعة، يعنى إيه (إجماع)؟ طيب ما العلماء ممكن يجتمعوا على (باطل)، وعندنا مواقف عديدة، مثلا: لما الشيخ على عبدالرازق أصدر كتابه (الإسلام وأصول الحكم) وغضب منه الملك فؤاد، اجتمع العلماء وأصدروا قرارا بسحب شهادة العالمية من على عبدالرازق ومنعه من ممارسة عمله كقاضٍ شرعى، بل لا يجوز له ممارسة أى مهنة، يعنى حكم بالإعدام، فلما تغيرت الظروف وجاء الملك فاروق وبان للعلماء أن هناك رغبة من الملك الجديد فى العفو عن المتهم، أصدروا قرارا بإعادة شهادة العالمية للشيخ على، بل جرى تعيينه بعدها وزيرا للأوقاف.. فأى إجماع نأخذ به؟!.. ولعشرات السنين كان علماء السعودية ومشايخها يجمعون على أن الغناء حرام والفن حرام، وفجأة بعد أن هبت رياح التغيير وجاء أمير شاب لديه أفكار مستنيرة، فإن نفس الشيوخ، وبالإجماع أيضا، أفتوا له بأن الغناء حلال مصفى، وشهدت المملكة حفلات غنائية رسمية وشرعية وتحت بصر الجميع.
أعود للشعراوى وأقول لك إننى كمصرى وطنى لن أغفر له ما قاله عن سجوده لله شكرا على هزيمة جيشنا فى حرب ١٩٦٧، أنا أعتبر هذه (خيانة) حتى ولو كان الكلام صادرا عن شيخ جليل!».
والشيخ كشك.. كيف رأيته؟.. أسأله.
يجيب: «كان موهوبا فى النقد الاجتماعى والسياسى، وإحنا عندنا (كبت) فى الناحيتين، يقعد يشتم فى الرئيس والحكومة والفنانين والأثرياء، ويغازل البسطاء، فيصفقون له إعجابا.. لكن لا أقدر أن أقول عليه فقيه أو مجتهد فى الدين، ولن أنسى له أنه كان فى صدارة المحرضين على اغتيال نجيب محفوظ، وعمل كتابًا (بشعًا) فى الهجوم على (أولاد حارتنا)، وكان غلاف الكتاب تحريضيا سافرا، وكان من الأسباب التى حرضت القتلة.. الجهلة!
وهو ما يذكرنى بدور الشيخ محمد الغزالى وموقفه فى قضية قتل فرج فودة، وإذا كانت الظروف لم تتح لى لقاء الشعراوى وكشك عن قرب، فإنها أتاحت لى أن ألتقى الغزالى مرات، ودرست لابنته، وكان صديقا لأستاذى عبدالحميد يونس، وفى المجمل كان رجلا مستنيرا، لكنه لم يتخل عن إخوانيته، وكانت لديه أفكار متشددة، وأنا فاكر لما الرئيس الجزائرى الشاذلى بن جديد زار القاهرة، ربما فى بدايات عهد مبارك، كنت من مجموعة المثقفين الذين جرى اختيارهم للقاء بن جديد، ولا أنسى ما حكاه لنا بمرارة عن الدور الذى قام به الشيخ الغزالى أثناء السنوات التى عمل بها فى الجزائر، والمعاهد الدينية التى سعى لإنشائها هناك، وكانت معملا لتفريخ الشباب المتطرف، والذى كان وقود الجماعات الإرهابية التى عاشت الجزائر بسببها عشر سنوات من الجحيم، وما زالت تدفع ثمنه حتى الآن».

أنصح الجميع بإعادة قراءة كتب المستشار محمد سعيد العشماوى وخاصة عن الحجاب
من وجهة نظر د. جابر عصفور فإن عمرو خالد قام بدور (تخريبى) للعقل المصرى لا يقل خطورة -إن لم يزد- على ما قام به شيوخه فى تيار الإسلام السياسى، ونجح فى التأثير على أجيال من الشباب المصرى، تكلم معهم بلغتهم وطريقتهم، وأقنع البنات بأن الحجاب فرض، مستغلا انحطاط مستوى التعليم والثقافة فى مصر، فلم يناقشه أحد أو يراجعه فى أفكاره.. ويضيف د. جابر: «وهنا أنصح الجميع بإعادة قراءة كتب المفكر الإسلامى الذى لم ينل قدره من التقدير والاهتمام المستشار محمد سعيد العشماوى، فله كتاب ممتاز عن الحجاب، يثبت فيه بالأدلة الشرعية أن الحجاب أكذوبة من اختراع السلفيين، وتتسق مع احتقارهم الطويل للمرأة، ولعلمك لو قمت باستبعاد الأحاديث الضعيفة ستجد أن موقف الإسلام من المرأة فى غاية الرقى، لكن الصورة المُصدرة والمشوهة هى رؤية السلفيين، الذين يريدون المرأة وسيلة للامتطاء لا أكثر ولا أقل، وعندما تقرأ كتب شيخ السلفية الأكبر ابن تيمية تجد احتقارا ما بعده للمرأة، يصل إلى أنه ينهى عن أن تستخدم وصف (سيدة)، لأن السيد عنده هو الرجل وحده، والمرأة يطلق عليها جارية.. هذه رؤيتهم البدوية المتخلفة للمرأة، وهى رؤية مختلفة تماما عن مكانة المرأة فى الإسلام المصرى وثقافتنا المصرية، قارن ما يقولونه بتقدير وتكريم المصريين للسيدة نفيسة مثلا.. نفيسة العلم التى كانوا يجلسون ليتعلموا منها دينهم.. وقارنه قبل ذلك بحديث النبى الصحيح: خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء.. فى إشارة للسيدة عائشة.. وسيدنا النبى كان فى منتهى الرقة والعذوبة فى تعامله مع الستات.. تعرف أن إعجابى وتقديرى لسيدنا النبى يزداد كلما قرأت فى سيرته، وأستغرب كيف استطاع هذا النبى الأمى أن يجعل هؤلاء العرب الأجلاف أمة ذات حضارة؟!.. لكنهم بعد ٣٠ سنة من وفاته عادوا سيرتهم الأولى فى البداوة والوحشية.. هل تعرف أنهم عندما قتلوا الخليفة عثمان بن عفان فى الفتنة الكبرى دفنوه فى مقابر اليهود، وظل جثمانه بها حتى جاء جيش معاوية من الشام ونقل الرفات إلى البقيع؟.. كم من مآسٍ وفظائع اُرتكبت باسم الإسلام؟.. وكم من افتراءات نسبت للنبى محمد وشوهت رسالته وشريعته؟.. يعنى أنا لغاية دلوقتى لا أصدق أن يقول محمد بكل تحضره ورقيه إذا وقعت ذبابة فى طعامك أو شرابك فاغمسها ثم استكمل الأكل والشرب.. أنا شخصيا عندما أسمع هذا الحديث المكذوب أصاب بالقرف.. ثم هل هذه هى الصورة التى تريدون أن نصدرها عن النبى للعالم؟.. تقول لهم إن نبى الإسلام ينصحكم أن تأكلوا الذباب؟.. بأى عقل ومنطق يفكر هؤلاء؟!.. يعنى لما مفكر زى أحمد صبحى منصور قال إن هناك أحاديث ضعيفة ومكذوبة على النبى، تعالوا نجعل القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو مرجعنا، لكنهم كفروه وطاردوه وفصلوه من الجامعة واضطر للهجرة إلى أمريكا وخسرنا مفكرا مرموقا.. إسلامنا مبتلى بضيقى العقول.. ولا أمل إلا بنهضة تعليمية ثقافية تواجه هذا الانحطاط، وتعيد إلينا (الإسلام المصرى)».