رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاكمة النجوم العرب فى دراما رمضان

دره وباسل الخياط
دره وباسل الخياط وظافر

- البطولة المطلقة تُطفئ توهج ظافر وباسل

على خلاف الأعوام السابقة، تراجع أداء بعض الفنانين العرب فى الدراما الرمضانية هذا العام، رغم أن الأعمال اتسمت بالجودة من حيث الفكرة.
ورصدت «الدستور» تراجعًا فى مشاهد عدد من الفنانين، التى تداولها نشطاء «السوشيال ميديا»، وهو ما يعكس بالضرورة عدم القدرة على إثبات النفس أمام الجمهور، وبالتالى جاءت نسب المشاهدة للأعمال الدرامية منخفضة بالمقارنة بالأعوام الماضية.

تراجع «ليالى أوجينى» بسبب تيمة «جراند أوتيل».. وريهام تخطف الأضواء من «باسل»
فى مقدمة المتراجعين عن النجومية، جاء الفنان التونسى ظافر العابدين، الذى يخوض السباق الرمضانى بمسلسل «ليالى أوجينى»، وتبعه السورى باسل خياط بطل مسلسل «الرحلة»، بعد ما حققه النجمان من حضور وتميز فى السنوات الماضية.
«ظافر» اعتمد فى اختياراته بـ«ليالى أوجينى» على رهان الأكثر نجاحًا مع الجمهور المصرى خلال السنوات الماضية، وهو استخدام التيمة الاجتماعية التى تُبنى فكرتها على عدة عوامل، أبرزها «الحدوتة» التى تتضمن مناظر هادئة ما بين الشياكة والفساتين المنمقة والأنتيكات والديكورات الأثرية القيمة التى كادت أن تنقرض، والتى يشعر المشاهد العربى بالحنين تجاهها.
وفى بداية عرض «ليالى أوجينى» وُجّهت له اتهامات بأنه قريب جدًا من الخط الدرامى لمسلسل «جراند أوتيل» الذى قدمه الفنان عمرو يوسف منذ عامين، وحقق به نجاحًا كبيرًا بفضل استخدام هذه التيمة، بجانب اعتماد العمل على البطولة الجماعية والحضور المتميز للفنانة أمينة خليل، ولعل هذا السبب بالتحديد كان وراء اختيارها للقيام بدور البطولة النسائية أمام ظافر فى مسلسله الحالى.
لكن إعادة تقديم تيمة «جراند أوتيل» فى «ليالى أوجينى» حققت نصف النجاح، وهو شعور الجمهور بالراحة أثناء المشاهدة، لأن العملين تدور قصتهما فى فترة زمنية واحدة وتتشابه فى الملابس والألفاظ والديكورات، لكنها أثبتت أن «ظافر» كان أكثر توهجًا عندما يقف أمام إحدى نجمات الصف الأول، مثلما حدث مع نيللى كريم وهند صبرى ومنة شلبى.
أما الفنان باسل خياط، فاستخدم نفس التيمة التى يلعبها فى الدراما المصرية منذ قدومه إليها، وهى الإثارة والتشويق والغموض، من خلال تقديمه شخصية «الدكتور أسامة» فى مسلسل «الرحلة»، وهو شخص يعانى مرضًا نفسيًا يجعل من حوله يتعاطفون معه، كما يركز العمل على العوامل النفسية لهؤلاء المرضى.
ورغم أن المسلسل، على المستوى الفنى، حقق ردود أفعال إيجابية، إلا أنها صبت فى صالح الفنانة ريهام عبدالغفور، بطلة العمل، ولم ينل باسل نفس الضجة الإعلامية التى اعتاد عليها خلال السنوات الماضية.
وفى ظل الاهتمام بنسب المشاهدة التى تحققها الأعمال الدرامية على مواقع التواصل الاجتماعى وموقع «يوتيوب»، واعتبارها مؤشرًا على النجاح رغم عدم دقة ذلك، فإن مسلسل «الرحلة» لم يحقق أى نسب مشاهدة مرتفعة رغم موضوعه ونجومية بطله.
ووفقًا للقناة الرسمية لعرض المسلسل، وهى «دى إم سى»، فإن الحلقة الأولى حققت ١٣٤ ألف مشاهدة، فيما حققت الحلقات الثانية ١٠٧٫٠٧٩، والثالثة ٥١٫٧٠٦، والرابعة ١٠٢٫٥٠٨، والخامسة ٩٤٫١٥٠، والسادسة ٨٨٫١٥٣، والسابعة ٨٦٫٩٩٧، والثامنة ٨٢٫٥٦٢، والتاسعة ٥٨٫٨٦٩، والعاشرة ٧١٫٠٩١، والحادية عشرة ٦٢٫٩١٣، والثانية عشرة ٥٣٫٠٣٢، والثالثة عشرة ٥٢٫٨٤٧، والرابعة عشرة ٥٤٫٧٩٠، والخامسة عشرة ٣٧٫٤٣٤.
بينما جاءت نسب مشاهدة «ليالى أوجينى» الرسمية أعلى بقليل، فحققت الحلقة الأولى حتى الآن على الموقع الخاص بقناة «سى بى سى»، ١٫١٠٨٫٢٨٢ مشاهدة، وحققت الحلقات الثانية ٥٩٤٫٠٨٨، والثالثة ٦١١٫٢٨٢، والرابعة ٥٨٧٫٣٧١، والخامسة ٥٢٨٫٣٠٠، والسادسة ٦١٠٫٥٣٩، والسابعة ٥٣٦٫١٧٤٧، والثامنة ٥٦٩٫٢١٢، والتاسعة ٣٧٨٫٢٩١، والعاشرة ٤٩٠٫٠١٨، والحادية عشرة ٥٠٥٫١٢٨، والثانية عشرة ٤٤٧٫٥٦٦، والثالثة عشرة ٤٢٥٫٤١٩، والرابعة عشرة ٤٦٣٫٣١٤، والخامسة عشرة ٤١٢٫٥٧٩.
وإذا تمت مقارنة الموقف الحالى للنجمين بما حققاه فى السنوات الماضية، نجد أن ظافر العابدين قدّم نفسه عبر نجاحات لا يمكن تجاهلها، بداية من مسلسل «فرتيجو» أمام هند صبرى عام ٢٠١٢، ثم مسلسل «نيران صديقة» عام ٢٠١٣ مع منة شلبى وعمرو يوسف وكندة علوش، كما زاد نجمه توهجًا مع نيللى كريم فى «تحت السيطرة» عام ٢٠١٥.
وقدّم «ظافر» بعد ذلك واحدًا من أهم أعماله الدرامية التى جعلت له مكانة كبيرة عند الجمهور المصرى وهو «الخروج»، الذى حقق فيه بطولة جماعية مع عدد من الأسماء التى لمعت وقتها بينهم الفنانة درة، كما تألق العام الماضى فى مسلسل «حلاوة الدنيا» كعودة أخرى للعمل مع مواطنته التونسية هند صبرى، وحافظ فى كل هذه الأعمال على نجوميته.

ففى العمل الجماعى حقق نجاحًا كبيرًا بمشاركة البطولة مع إحدى نجمات الصف الأول، منذ قدّم أول بطولة جماعية مع ظافر العابدين ومنة شلبى وعمرو يوسف وكندة علوش عام ٢٠١٣ فى مسلسل «نيران صديقة».
وتلا ذلك تألقه بعد الوقوف أمام غادة عبدالرازق عام ٢٠١٤ فى «السيدة الأولى»، مرورًا بـ«البيوت أسرار» الذى حقق نجاحًا كبيرًا بسبب قوة الفريق المشارك فى بطولة العمل، مثل شيرى عادل وهنا شيحة وأيتن عامر وسلوى خطاب ونسرين أمين.
وبعدها، قدّم باسل «طريقى» أمام شيرين عبدالوهاب، و«الميزان» عام ٢٠١٦ أمام غادة عادل، وكانت له نقله كبيرة العام الماضى فى الدراما المصرية من خلال مسلسل «٣٠ يوم»، وهو البطولة الجماعية التى شارك بها مع آسر ياسين ووليد فواز وإنجى المقدم ونجلاء بدر.
وفى المرة الأولى التى يتصدر فيها «باسل» بطولة عمل درامى بمفرده، من خلال الدعاية الخاصة بمسلسل «الرحلة» وتصدره الأفيش الدعائى للعمل، لم يحقق نفس الضجة الإعلامية التى يحققها كل عام، وهو ما ينطبق بنفس الصورة على التونسى ظافر العابدين.

«رحيم» يعيد اكتشاف نور.. «نسر الصعيد» يزيد توهج درة.. و«طايع» يُظهر تميز صبا
أما عن النجمات العربيات فى الدراما المصرية، فكان حظ معظمهن أفضل من النجوم بشكل كبير.
ومهد نجاح ياسر جلال، العام الماضى فى مسلسل «ظل الرئيس»، الطريق أمام مسلسل «رحيم»، ليصبح أحد الأعمال الأكثر مشاهدة فى الماراثون الدرامى الرمضانى الحالى.
هذا النجاح ساهم بقوة فى إعادة اكتشاف الفنانة اللبنانية نور، مرة أخرى، بعد غيابها ٤ سنوات متتالية عن السباق، منذ قدمت آخر أعمالها الدرامية عام ٢٠١٤، وهما مسلسلا «سرايا عابدين» و«إكسلانس».
ونجحت الفنانة اللبنانية فى خطف الأنظار إليها فى ظل تربع «رحيم»، حتى الآن، على رأس الأعمال التى حققت أفضل نسب مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وشهد الموسم أيضًا ظهور الإعلامية اللبنانية، ستيفانى صليبا، للمرة الأولى فى عالم الدراما المصرية، من خلال مشاركتها فى مسلسل «فوق السحاب» من بطولة هانى سلامة، وحققت تواجدًا قويًا فيه يماثل ما حققته اللبنانية، جيسى عبدو، فى أول أعمالها بمصر بعد مشاركتها فى مسلسل «سك على إخواتك»، من بطولة على ربيع.
ورغم أن المسلسل نال عددًا من الانتقادات، إلا أن دور جيسى حقق ردود أفعال إيجابية رغم مشاهدها القليلة نسبيًا، وعدم وجود مشاهد صعبة تظهر قدراتها الفنية، خاصة أنها ظهرت فى دور فتاة لبنانية تقليدية.

وشهد الموسم الدرامى ظهور عدد من الفنانات التونسيات، على رأسهن الفنانة درة، التى تميزت هذا العام بتقديمها شخصية جديدة، اعتمدت كليًا على حضورها الرومانسى، عبر دور الفتاة التى تركت أهلها فى القاهرة وقبلت السفر إلى الصعيد لمرافقه زوجها، الذى يجسده النجم الشاب محمد رمضان فى مسلسل «نسر الصعيد».
وشهد المسلسل أيضًا ظهور التونسية عائشة بن أحمد، إلا أن الخبرة لعبت دورها وحسمت الأمر لصالح «درة» التى خطفت الأضواء وأظهرت طاقتها التمثيلية الكبيرة ولم تعتمد على جمالها، كما فعلت عائشة التى اعتمدت على ملامحها الهادئة فى أداء دورها، وإن كان يُحسب لها إتقانها اللهجة الصعيدية.
ورغم مشاركة التونسية، فاطمة ناصر، فى أكثر من عمل مصرى قبل ذلك، إلا أنها لم تستطع عبر دورها فى مسلسل «قانون عمر» مع حمادة هلال، إثبات ذاتها، رغم حصولها على مساحة أكبر مما حصلت عليه من قبل.
ومن الأردن، فاجأت الفنانة صبا مبارك جمهورها فى الحلقات الأولى من مسلسل «طايع»، بعدما أثبتت نفسها من خلال شخصية «مهجة» التى احتلت بها صدارة الاهتمام فى مواقع التواصل الاجتماعى، بعد إجادتها الكبيرة لدور الفتاة الصعيدية، كما حقق مشهد وفاة مهجة نسب مشاهدة عالية، ليكون واحدًا من المشاهد الأكثر رواجًا على المواقع فى رمضان.
كما ظهرت الأردنية، ركين سعد، عبر أدائها المميز فى مسلسل «بالحجم العائلى» مع الفنان يحيى الفخرانى، إذ قدمت دور الفتاة التى تعمل فى بنك وتدخل فى مشكلات مع زوجها لكونها تتولى الإنفاق على متطلبات المنزل، كما تقوم بهدم ثقته فى نفسه طوال الوقت، وهو ما أجادته بشكل كبير.
كما شهد السباق ظهور الفنانة الجزائرية، أمل بوشوشة، التى تعود للدراما المصرية بعد غياب ٥ سنوات، مع الفنان أحمد عز فى «أبوعمر المصرى»، رغم أنها لم تظهر حتى الآن إلا عبر مشاهد قليلة فى الحلقات الأولى.
وفى نفس المسلسل، نجحت المغربية نادية كوندا- رغم عملها لأول مرة فى مصر وصغر مساحة دورها- فى تسجيل حضور قوى نجح فى خطف الأنظار إليها بشدة، نظرًا لأدائها المتفرد، ما يفتح الباب أمام حضور أكبر لها فى الدراما المصرية فى السنوات المقبلة.