رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مصرية: قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ.. اه يا إخوان


قال تعالى ((فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)) [الحاقة:22-23] فمع أنها عالية قطوفها دانية، يعني: قريبة يتناولها وهو قاعد أو مضطجع أو قائم أو ماشٍ، والقطف: هو ما يقطف من الثمرة، إذا أراد قطفه دنا منه.، هذة الاية الكريمة وتفسيرها هى مدخل مهم لمقالى اليوم
فعادة ما تجمعنى الصدف لمعرفة ما يؤكد وجوب كراهيتى للاخوان والتحذير منهم ومن افكارهم، والمواقف لدى كثيره ويمكن جمعها فى كتاب مستقل، فمن واقعة وقوف زميلى في الدراسة على حافة النيل في بلدتنا الجميلة " ابوتيج " داعيا الله الانتقام من الزعيم جمال عبدالناصر لانة بنى السد العالى كراهية في مصر لكى يهدمها، الى الهجوم الممنهج من الجماعة على شخص عبدالناصر والاستناد الى احاديث رسولنا الكريم المنسوبة له زورا، فقالوا " لا تعلموا ابناء السفهاء العلم " في اشارة ان ناصر ابن الاسرة الفقيره ووالده موظف البريد، وغيرها من الافتراءات على الله ورسوله، الى الهجوم المستمر على كل من احببناهم، عبدالحليم وام كلثوم وصلاح جاهين وعباس العقاد، لكن هذه المرة كانت المفاجأة مختلفة، فقد جمعتنى الصدفة بوالد صديق لى من محافظة الاسماعلية،" احتفظ بأسمه لانى لم استأذنه فى كتابة تلك الواقعة " جلس الرجل المسن والد صديقي بمنتهى الحيوية والنشاط - أدام الله فى عمره -، وحديثه يوحى بامتلاكه ذاكرة قوية ومعاصرته لاحداث كثيرة، حكى الشيخ وهو الوصف الادق لرجل من مواليد عام 1934، عن تفاصيل لا نعرفها عن تأسيس جماعة الاخوان في محافظة الاسماعلية، وبشغف سألته عما يعرفه فقال لى انه كان تلميذا فى المدرسة التى كان يدرس بها حسن البنا مؤسس الجماعة، وكان يدرس له اللغة العربية وتقرب منه، كما تقرب والده ( جد صديقي ) من الجماعة وانضم اليهم فى بدايه تأسيسها، ولكنه انسحب، وابتعد عنهم مبكرا، فسألته عن أسباب انسحابة المبكر رغم ان اجرام الجماعة لم يكن قد بدأ وكانت الجماعة في بدايتها محافظه على مفهوم الدعوة فقط ولم تتطرق للسياسه ولم تنتهج العنف الا في اواخر الثلاثينيات بعد تأسيس النظام الخاص او التنظيم السرى المسلح للجماعة، فقال الشيخ: بعد انضمام والدى لهم وكانت الاسماعلية مركز الجماعة ومنها انطلقت لباقي المحافظات اعجب شباب المحافظة بشخصية البنا وفكرة الدعوة الى الاسلام في ظل الاحتلال الانجليزى الذى كان متواجدا بقوة فى منطقة القناة، واضاف ان الجماعة ظهرت عليها علامات الثراء الفاحش من بدايتها وان معظم اجتماعات الجماعة كانت ترتبط بالطعام، فلا يمر لقاء لهم الا وتفرش الموائد وتذبح الذبائح ببذخ واضح، لكن اكثر ما لفت نظر والدى - والكلام على لسان شيخنا – هو عادتهم فى تقديم الطعام والذى كان يقام فى احدى القرى المعروف أنتماء معظم اهلها الى الجماعة، وقد اعتاد الاخوان فى هذة القرى على الاجتماع فى منزل احد الاعيان الذى خصص حديقة المنزل لاقامة سفرة الطعام وقد بنى اعلى السفرة تكعيبة تشبة تكعيبة العنب، وكانت عادتهم ان يتم تعليق ما لذ وطاب من طعام فى هذة التكعيبة فيتدلى منها الحمام وقطع اللحم والدجاج وغيرها، ويأكل منها الضيوف وهم جالسون فى مقاعدهم وسط الخضرة والطبيعة لتنطبق عليهم الاية الكريمة التى سبق شرحها في اول المقال، واختتم شيخنا الكبير حديثة بان تكرار هذة الواقعة كانت سببا في انسحاب والده من الجماعة في بدايتها، وايقن انهم اهل دنيا وليسوا اهل دين