رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزهم خضير البورسعيدي.. رواد الخط العربي في العصر الحديث

جريدة الدستور

نبغ الكثير من الخطاطين في العصر الحديث، ولكن هناك أسماء بعينها كانت لها الريادة في هذا الفن، وخلال السطور التالية يستعرض "الدستور" أهم الخطاطين بمصر في العصر الحديث:

سيد إبراهيم
كان له فضل على مئات الخطاطين في العالم العربي، وطور في الخط، وظل كثيرًا يكتب عناوين الصحف الرئيسية واللوحات الملونة لآيات القرآن الكريم، وكانت لوحاته تباع مع مجلة الإسلام، عاش سيد إبراهيم حتى بلغ 97 عامًا، ولم يكن مجودًا ومعلمًا فقط، بل كان صاحب رسالة في حفاظه على الخط العربي عبر الزمان والمكان.
تمتع سيد إبراهيم بثقافة واسعة وحب للتراث العربي إلى جانب حبه للخط العربي، فقد نشأ في رحاب الأزهر واحتضنه أستاذه الشيخ كمال الدين القاوقجي حين وقف على ميوله الأدبية فشجعه على دراسة اللغة وحفظ عيون الشعر، ودله على أمهات كتب التراث العربي، ونمى موهبته الشعرية، وإضافة إلى ذلك، حضر سيد إبراهيم دروس الأدب للشيخ المرصفي في الجامع الأزهر، وندوات شيخ العروبة أحمد زكي باشا، صاحب الأيادي البيضاء في حفظ التراث العربي ونشره، وهو يعد رائد فن التحقيق في العالم العربي، وأول من أدخل علامات الترقيم إلى اللغة العربية.

محمد إبراهيم
ولد محمد إبراهيم في 1909م، وظهرت موهبته منذ الصغر، فقد لفت نظر أساتذته بتفوقه وموهبته وجمال خطه فأخذوا يتسابقون في مدحه وتشجيعه.
آنذاك لم يكن في الإسكندرية أي مرجع يلجأ إليه لتجويد خطه سوى اطلاعه على ما كان يكتب في الجرائد والمجلات وعناوين الكتب التي كان يكتبها في ذلك الوقت عمالقة الخط العربي مثل نجيب هواويني ومحمد حسني البابا، وسيد إبراهيم، حصل على دبلوم الخطوط عام 1933 وكان ترتيبه الأول في مصر، وبعد ثلاث سنوات أنشأ مدرسة تحسين الخطوط لتعليم الخط العربي بالإسكندرية، مثل المدرسة الموجودة بالقاهرة، التي أنشئت عام 1923م بأمر الملك فؤاد، بهدف تنمية مهارة الخطاطين وأصحاب الموهبة في الخط العربي، وتمكَّن من تذليل العقبات التي اعترضت طريقه لتحقيق هذا الحلم، ويعد بذلك أول فرد ينشئ مدرسة لتحسين الخطوط العربية في الوطن العربي، حيث استلم إدارتها حتى وفاته عام 1950.
ومن أهم أعمال محمد إبراهيم كتابته لآيات قرآنية بمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة، بالإضافة إلى كتابته للعديد من خطوط المساجد في سورية والعراق وتونس ومصر، كما قام بكتابة خطوط مبنى جامعة الدول العربية ومسجدها وخطوط متاحف سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد، وهو أول مَن أقام معارض للخط العربي. ترك الخطاط محمد إبراهيم كتابه عن الخط الديواني من جزءين تحت اسم «المجموعة الفاروقية»، وقد طبع عام 1946م.

خضير البورسعيدي
مسعد خضير وشهرته خضير البورسعيدي نسبة إلى محافظة بورسعيد المولود بها، خطاط لغة عربية ورسام، يلقب بشيخ الخطاطين المصريين، تعلم الخط العربي على يد شقيقه الأكبر محمد خضير (خطاط) بينما كان يقوم بكتابة الشعارات المناهضة لقوات الاحتلال على جدران المنازل والأبنية وعلى طرق الأسفلت ويعتبر أخيه محمد خضير هو أستاذه الأول في تعلم الخط العربي.
بدأ في سن العاشرة بالاستقلال في كتابة الإعلانات وواجهات المحلات وكان يكتب بكلتا يديه في نفس الوقت، حصل على دبلوم الخط العربي من مدرسة خطوط طنطا، وحصل على دبلوم التخصص من مدرسة خليل أغا بالقاهرة، وفى الكبر درس على يد كبار الخطاطين المصريين محمد حسنى وسيد إبراهيم ومحمد عبد القادر.
اشتهر برسوماته المتقنة ولوحاته الفنية مستخدمًا الخط العربي، كما قام بكتابة العديد والعديد من تترات أفلام ومسلسلات مصرية عدة مذيلًا إياها بتوقيعه الشهير خضير.
رشح لنيل جائزة الدولة التشجيعية في مصر عام 1984 والذي أوصى سيد إبراهيم رئيس اللجنة والأعضاء بالإجماع على تدبير جائزة كاملة لكي لا يقتسمها مع من تساوى معه.
كرمته دار الأوبرا المصرية في مهرجان الموسيقى العربية السادس عام 1997 وكرمته وزارة الثقافة في مهرجان الخط العربي عام 2000 بقصر الفنون وعين قومسيرًا له، كما كرمته محافظة أسيوط والسويس والغربية، كذلك فقد كرمته جامعة أسيوط، منح جائزة الكوفة التقديرية في الخط العربي عام 1995 منح الوسام الذهبي لمهرجان كاظمة العالمي بالكويت عام 1996 منح جائزة الصين في الفن الإسلامي عام 1996 وقد زاره في متحفه الخاص بالحسين الرئيس مأمون عبد القيوم رئيس دولة المالديف.

البابا
محمد كمال حسني البابا الشهير بمحمد حسني ولقبه البابا ولدفي 1894 بدمشق وتوفي في 1969 بالقاهرة، وخطاط عربي دمشقي مبدع، اشتهر بأسلوبه المجدِّد القوي في التراكيب الخطيّة المميّزة، نشأ في دمشق وتلقّى فيها علومه الأولى، وأحب الخط منذ حداثته فكان يحاكي خطوط قاضي عسكر مصطفى عزت، وتتلمذ على يد الخطاط الكبير يوسف رسا الذي أوفده السلطان عبد الحميد الثاني إلى دمشق لكتابة خطوط الجامع الأموي عند تجديده أنذاك، وكان تلميذًا لمحمد شوقي ونِدًا لأحمد عارف الفلبوي.
انتقلَ إلى القاهرة في عام 1912، حيث عُين خطاطًا في "المعهد الملكي للخط العربي"، وكتب الآلاف من الإطارات لـ"الأفلام الصامتة"، وكتب خطوط عناوين صفحات الجرائد وغيرها من المطبوعات، ولقد عمل حسني البابا على كتابة البطاقات الشخصية والتجارية، لعدة أشخاص بارزين مثل رئيس الوزراء المصري إسماعيل صدقي (1875-1950) ويوسف خميس الفقار (والد الملكة فريدة) وغيرهما وعمل أستاذًا في الكُلية الملكية للخط عند تشكيلها في عام 1922، ومن بين طلابه في الكلية.