رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الرقب" عن مقال "جدعون": الكاتب صهيونى لكنه وصف الحالة الفلسطينية بشكل عميق

القيادى بحركة فتح،
القيادى بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب

علق القيادى بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، على مقال الكاتب الصهيونى جدعون ليفى حول معاناة قطاع غزة، وحقها فى الدفاع عن نفسها وأرضها وأن حصارها كان أكبر جريمة فى التاريخ.

وقال الرقب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن مقال جدعون ليفي يدخل في عمق معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، هذا الجزء المنسي من الشعب الفلسطيني، فهو محاصر مقهور منذ 70 عاما، وعندما يبحث عن حقه تجد من يسعى لقتله حتى من أبناء جلدته.

وأوضح الرقب أن الكاتب يفتح ملف شهامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وشجاعته وأنهم آخر المقاتلون للدولة الصهيونية، لافتا إلى أن الجميع تخلى عنهم، وبقوا هم يقارعون المحتلين بإرادتهم وقلة إمكانياتهم لا يهابون الموت، ورغم ذلك يعشقون الحياة ويبحثون عنها.

وتابع: "صحيح أن الكاتب صهيوني ولكنه يعطي مبررا واقعيا لما يفعله الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأشار الرقب إلى جملة الكاتب "أن العالم لن يسمع صوت الشعب الفلسطيني إلا عندما يصرخ الإسرائيليون"، هذه هي المعادلة.

وأكد الرقب أن الكاتب وضع يده على الجرح، فإما أن يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو أن يتحمل العالم والاحتلال الغضب الفلسطيني عندما يفقدون الأمل.

وقال الرقب: "صحيح أن الكاتب صهيوني ولكنه وصف الحالة الفلسطينية بشكل عميق".

وكان الكاتب الصهيونى جدعون ليفى نشر مقالا عن الوضع داخل قطاع غزة بهارتس العبرية، وحمل المقال العديد من الحقائق والتى أكدها ليفى ومن بينها حق غزة فى الدفاع عن نفسها، وأنهم لن يتوقفوا عن القتال لأن الحق معهم، وأن حصار قطاع غزة أكبر جريمة شهدها التاريخ.

وكان نص المقال كالآتى:

"عليك أن تقول ذلك ببساطة وبصدق: إنهم على حق. ليس لديهم خيار سوى المحاربة بأجسامهم وممتلكاتهم وأسلحتهم ودمائهم من أجل حريتهم. ليس لديهم خيار آخر سوى القسام وقذائف الهاون. لا توجد طريقة مفتوحة لهم إلا العنف أو الاستسلام. ليس لديهم أي وسيلة لخرق سياج سجنهم من دون قوة، وقوتهم بدائية ومثيرة للشفقة، وتلامس القلوب تقريبا. إن الأمة التي تناضل من أجل الحرية بالطائرات الورقية، والأنفاق، والمرايا، والإطارات، والمقصات، وقنابل المولوتوف، وقذائف الهاون، وأنابيب القسام، أمام آلة الحرب المتطورة في العالم، هي بلا أمل. لكن ليس لديهم أي فرصة أخرى لتغيير وضعهم، باستثناء أسلحتهم البائسة.

*عندما يكونون هادئين، لا تهتم إسرائيل والعالم بمصيرهم. وحده القسام يعيد كارثتهم إلى الوعي. متى تسمع عن غزة في إسرائيل؟ فقط عندما تطلق غزة النار. لذلك ليس لديهم خيار سوى إطلاق النار. لذلك، فإن إطلاق النار مبرر، حتى لو كان يضر بالمدنيين الأبرياء، ويرهب ويخيف سكان الجنوب، وهو أمر لا يحتمل بالنسبة لإسرائيل، وهي محقة في ذلك. ليس لديهم أسلحة أكثر دقة، وبالتالي لا يمكن لومهم على إيذاء المدنيين: معظم قذائفهم تقع في مناطق مفتوحة، حتى من دون نيتهم. من الصعب إلقاء اللوم عليهم لإطلاق النار في روضة أطفال، فهم يفضلون بالتأكيد سلاحًا دقيقًا يهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية، كما تفعل إسرائيل، والذي، بالمصادفة، يضر بالكثير من الأطفال.*
*من الواضح أن عنفهم قاسي، شأنه في ذلك شأن أي عنف. لكن ما هو الخيار أمامهم؟ أي محاولة مترددة للذهاب في اتجاه آخر، الهدنة، التغيير في القيادة أو المواقف، واجهت على الفور بالإلغاء والرفض الإسرائيلي التلقائي. في إسرائيل يؤمون بهم فقط عندما يطلقون النار. هناك مجموعة مراقبة واضحة: الضفة الغربية. هناك لا حماس ولا القسام، بالكاد بقايا الإرهاب، ماذا سيحدث لأبو مازن وشعبه؟*

*إنهم على حق، لأنه بعد كل الانحرافات والمراوغات والأكاذيب للدعاية الإسرائيلية، لا يمكن لأي شيء أن يحجب حقيقة أنهم قد ألقي بهم في قفص ضخم لبقية حياتهم. حصار لا يصدق، 11 عاما دون انقطاع، وهو أكبر جريمة حرب في هذا المجال. لا يمكن لأي دعاية إخفاء هويتهم - ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. يعيش معظمهم في قطاع غزة لأنهم لاجئين من "إسرائيل". طردت إسرائيل أجدادهم من قراهم وأراضيهم. وفر آخرون من تهديدها، ثم لم يُسمح لهم بالعودة، وهي جريمة خطيرة مثل الترحيل.*

*كل قراهم دمرت وخربت. لقد عاشوا لمدة 20 سنة تحت الحكم المصري، و50 سنة أخرى تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت قاسية معهم بطرق مختلفة. عندما غادرت إسرائيل غزة لاحتياجاتها، فرضت حصارًا عليها، وازداد مصيرها سوءًا. لم يكونوا أحرارًا حتى يومًا واحدًا في حياتهم. وليس هناك أي أمل لهم. ولا حتى للأطفال فيها. وهم يعيشون في قطعة الأرض الأكثر كثافة سكانية في العالم، والتي أعلنت الأمم المتحدة أنها لن تكون صالحة للحياة البشرية بعد عام ونصف*.

*هم اخر المقاتلين للاحتلال الاسرائيلي. في حين أن معظم الضفة الغربية المحتلة تعمل كما لو أنها استسلمت، فإن غزة لا تستسلم. كانوا دائما أكثر تصميما وشجاعة من إخوانهم في الضفة الغربية، ربما بسبب معاناتهم الكبيرة. لا يوجد إسرائيلي واحد يستطيع تخيل حياته في غزة. معنى النمو في واقعهم. كل شيء قيل عنه، ولا أحد متحمس. لديهم حكومة صعبة وغير ديمقراطية، لكن إسرائيل لا تستطيع لوم حماس. الضفة الغربية لديها حكومة أكثر اعتدالًا، وإسرائيل لا تفعل شيئًا لإنهاء الاحتلال هناك.*

*في الأسابيع الأخيرة دفنوا 118 شخصًا - أي، من حيث حجم السكان، مثل 500 قتيل هنا عندنا، وهم إلى الأبد لن يتوقفوا يتوقفوا عن القتال.الحق معهم".