رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد الإذاعة الـ84.. أصوات "الكبار" أيقونة بثها

جريدة الدستور

في مثل هذا اليوم بدأ البث الأول للإذاعة المصرية الحكومية بتلاوة للشيخ محمد رفعت وكان ذلك في عهد الملك أحمد فؤاد الأول، كانت الإذاعات الأهلية قد بلغت حدًا من الإنفلات وصفه الكاتب الصحفي أحمد الصاوي في مقال له بقوله" انقلبت في الراديو لشئ وأصبحت المواعيد تلقى فيه فيقول أحد العاطلين، انتظروا فلانا في قهوة كذا في الساعة كذا، وتستأجر شركات مالية هذه المحطات فتظل تصرخ ثلاث مرات في النهار تتهم بعضها البعض بالنصب وغش الجمهور، وأصبحت كل صعلوكة تدفع نصف ريال شهري لينادى باسمها في الراديو خمس مرات في النهار، لأنها طلبت الأسطوانة الفلانية وما إلى ذلك من السخافات وغناء المعددات وتكرر نمرة بيتها واسم حارتها وزقاقها".

فما كان من الحكومة والحال هكذا إلى إطلاق الإذاعة الحكومية وتعهدت في عقد الامتياز مع شركة ماركوني بإغلاق المحطات الأهلية مما دعا أصحابها للإضراب ثلاثة أيام قبل البث الرسمي للإذاعة الحكومية.

وكما ذكرنا في اليوم الأول للبث وبعد تلاوة الشيخ محمد رفعت، ألقى الشاعر علي الجارم قصيدة شعر بعنوان " تحية جلالة الملك"، وتبعه فاصل من الموسيقى للآنسة أم كلثوم، ثم ألقى حسين شوقي نجل أمير الشعراء أبياتا من قصيدته عن "النيل"، وكان "شوقي" قد توفي قبلها بعامين وجاء في مطلع القصيدة.. "من أي عهد في القرى تتدفق... وفي أي كف في المدائن تغدق".

وتتابع البرنامج كما قالت صحيفة الأهرام وجاء دور الأستاذ محمد عبدالوهاب في الختام فحرك أوتار القلوب بصوته الساحر وفنه المنتخب.

أما عن البث فلم يكن من الاستوديو كما جرت الحال بعد ذلك، وإنما كان هو المكان الذي يلقي فيه المغنون والمحاضرون، وانهمك حضرة الهمام سعيد بك بطفي رئيس الإذاعة في العمل متحملًا العبء الأكبر لتكون الإذاعة على أدق الضوابط الفنية، وذلك كما ذكر السعيد شحات في كتابه "ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر".