رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مى عصام: متحف إنجى أفلاطون كاد يُغلق أبوابه بسبب "كهربائي"(حوار)

جريدة الدستور

حصل متحف إنجي أفلاطون ومديرته مي عصام على جائزة مُقدمة من اليونسكو، تقدمها اللجنة الوطنية للمتاحف، اسمها «ICOM» وتهدف إلى تطوير المتاحف سواء من الجانب الخدمي أوالأداء وتعريف المتاحف والخدمة التي تقدمها، وتقدم كل سنة لمجموعة من الأفرع، أحسن مدير متحف، إدارة المتحف ككل، وفرع أحسن أمين متحف، الموظف الذي يشرح للجمهور مع إختلاف أعماره ومستوياته محتويات المتحف، ويشرح الجولة المتحفية لكل جمهور على حده، ثالث فرع هو إستخدام التطبيقات التكنولجيا، وفرع أحسن عمل متحفي، وهذا العام أخدته مجموعة من الآثار قامت على توثيق الآثار الزجاجية الموجودة في الآثار الإسلامية، بحيث لا يتم تزويرها ولا تدميرها أو التلاعب فيها، وحصدته وزارة الآثار قسم تسجيل الزجاجات، خامس فرع تواصل المجتمع وحصل عليه متحف إنجي أفلاطون ومديرته مي عصام،"الدستور" حاورتها فأجابت من أول سطر.

*لماذا تمت إقامة المتحف داخل قصر الأمير طاز؟
تمت إقامة المتحف بالتعاون بين وزارة الآثار وقطاع الفنون التشكيلية كمحاولة للخلط بين جمهور الفنون التشكيلية وجمهور الآثار الإسلامية رغم إختلافهم الواضح في الإتجاهات ما أدى إلى خلق جمهور ذو طابع فريد وخاص للمكان، يستمتع بالخلطة الغريبة سواء المبنى الأثري المتمثل في القصر، والفن التشكيلي لوحات إنجي أفلاطون، والحداثة في فعاليات صندوق التنمية الثقافة، وكانت إقامة هذا المتحف بناء على وصية من "أفلاطون" قبل وفاتها، بعد أن تبرعت بأعمالها للدولة المصرية.

*لمذا ذهبت الجائزة في هذا الفرع لك؟
فرعي يقوم على التواصل مع المجتمع المحيط، من خلال الزيارات والتواصل مع الجمعيات الأهلية والمتطوعين، والمستشفيات،نذهب لعمل ورش هناك، ونأخد متطوعين ونذهب للأطفال، ونعرفهم بالمتحف ومعنا نسخ من لوحات أبيض وأسود من رسم إنجي أفلاطون كى يلونها الاطفال.

*ما هي أهمية متحف إنجي أفلاطون؟
هو أول متحف على مستوى الشرق الأوسط يتناول أعمال فنانة تشكيلية دون أي مشاركة، عفت ناجي وسعد الخادم، وعايدة عبد الكريم وزكريا الخناني، أتفتحت سنة 2012 بناء على بروتوكول تعاون بين وزارتى الثقافة والآثار التي وفرت الموقع في قصر الأمير طاز، بحي الخليفة في السيدة زينب، حوالي 150، فيهم 60 لوحة، ومجموعة من مقتنياتها الشخصية، مثل فرشة الألوان وحامل الرسم ومكتبها، ومجموعة من صورها والمقالات التي كتبتها أو كُتبت عنها.

*متى بدأت في إدارة المتحف؟
فى أبريل عام 2014، أول مشكلة واجهتني أن المتحف كان مغلقا لمشاكل أمنية، وقبلها كان الموظفون يرفضون العمل داخله، حتى بعد ما تم فتحه كانوا يفتعلون المشاكل كى يرجعوا يقعدوا في البيت.

*ما أصعب مشكلة إدارية واجهتك؟
أن الكهربائي المسئول عن فتح وغلق التيار كان يريد أن ينقل، لمكان أقرب، "بيجي يرفع السكينة الساعة 9 وينزلها الساعة 3، ويقعد طول النهار، كان عايز يروح حتة تانية فيها معارض، توصيلات جديدة، تجهيزات لمسرح، كانت القعدة بالنسبة له مملة".

*ماذا فعلت معه؟
"إتحيلت عليه ووفرت له شوية حاجات ممكن يشتغل فيها، عمل إعادة صياغه لإضاءة المتحف، وصيانة كاملة للفيش واللمبات، وإتفقت مع صندوق التنمية الثقافية إنه يتعامل معاهم في صياغة إضاءة المعارض في القصر نفسه.

*ما أصعب مشكلة غير إدارية؟
وريث الفنانة واسمه حسن جلال الدين الذي يعمل مهندسا ويعيش بين القاهرة والأسكندرية، وهو آخر وريث وعلاقته بها أنه ابن احتها، وكان متضررا كونه يحضر ويجد المتحف مغلقا وكان يهدد إنه سيقيم دعوى على القطاع كى يسترد الأعمال وهذا سيؤدي إلى إلغاء المتحف من سجل المتاحف، مما سيعود بالضرر على تسجيل الحركة التشكيلية، والتي تكمن أهميتها في عدم قدرة الشعب في معرفة تاريخ الحركة التشكيلية التي سجلتها ريشة "إنجي" في كل أعمالها.

*كيف تعاملت مع الموقف؟
شرحنا له أهمية المكان ووجوب التكاتف كي يظل مفتوحا لأن إنجي أفلاطون تستحق التخليد، وأن تعرفها الأجيال الجديدة، وأهمية وجود مثل هذا المتحف في موقع مسكوت عنه لخدمة أهل المنطقة، وأننا إدارة جديدة نسعى إلى رفع مستواه ليكون بين أفضل المتاحف على مستوى الشرق الأوسط كخطوة أولى ومن ثم نعمل على أن يكون أفضل متحف شخصي على مستوى العالم، وسيدر الكثير على حركة السياحة.

*هل الوريث كان يهدد لأجل الحصول على أموال؟
بالعكس، لأنه كان يحبها ويرى أنها يجب أن تُسجل تسجيلا محترما ووقف قلبا وقالبا معنا، و"كان صعبان عليه إن المكان مقفول".

*ما هى الخطوات المستقلبة؟
نقل المتحف إلى الواقع الإفتراضي كى يكون متاحا للجمهور خارج مصر.

*ما ذا تعنى بالمتحف الإفتراضي؟
ثلاثي الأبعاد على الإنترنت، "اللي يدخله عنده إمكانية يتجول ويشوف أعمال ويكبرها كأنه واقف قدامها، ويطلع على معلومات عن الاعمال الفنية، ويقرأها كأنه داخل المتحف رغم وجوده في أي مكان من العالم، باللغة العربية لأن المتحف في دولة لغتها العربية، ومن ثم ينزل عليه ترجمات تانية، الإنجليزية ثم الفرنسية".

*ما الذي تحتاجه تلك الخطة للتطوير؟
تحتاج مبرمجين مهرة وللأسف غير موجودين في القطاع الحكومي، وبالتالي سنستعين بخبرات خارجية قادرة على استخدام 3D Max، نحتاج إلى تصوير 360 درجة بكاميرا مخصصة، بحث دقيق عن تاريخ كل عمل، وظروف إنتاجه ومراجعة دقيقة لتوفير المعلومات على مستوى عالمي لا يحتمل الخطأ أو إعادة التصحيح، أقوم بها أنا مع دكاترة كلية الفنون الجميلة حتى نحصل على أفضل نتيجة.

*ما قيمة الجائزة؟
الآلاف من الجنيهات، ذهبت إلى طاقم المتحف الفائز بها.

*كم عدد الموظفين؟
4 موظفين، مقسمين على إثنين أمناء، وإداري مسئول عن الأعمال الإدارية والكتابية في المتحف، وكهربائي.

*كيف قدمت للجائزة؟
قرأت على "فيس بوك" عن المسابقة من مجموعة أصدقاء مهتمين بهذة النشاطات، وعندما قرأت أدركت إننا ممكن ننافس وبشكل محترم وبدأت أحضر الفاعليات، كى أصل للقائمين على لجنة التحكيم إزاي يقدروا كمان صغير يضع بصمة والحجم ليس مقياس.

*أسوء ما في المتاحف المصرية؟
تفتقر إلى الدعاية، والخيال في التعامل مع المجتمع المحيط، عدم القدرة على توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم، لوضع معلومات عن الفنانين المصريين الذي يتم تداول أعمالهم بشكل عالمي في منهج التربية الفنية، وذات قيمة سوقية عالية فمثلا، لوحة محمود سعيد بيعت بـ 5 ملايين دولار، كذلك لا يوجد بروتوكول تعاون مع وزارة السياحة كى نضع المتاحف المصرية على خريطة الدعاية.

*أجمل ما في المتاحف المصرية؟
تضم كنوزا من الأعمال التي لم تعرض لأكبر الفنانين العالميين، موجودة في مخازن وعلى حوائط المتاحف، الجولة في متاحف مصر تتميز بـ «Silver lining» مما يعني قلة الجمهور كانت سببا في إن المتفرج يقدر أنه يتمتع بالجولة بتأني وهدوء والإطلاع على جميع المعلومات الخاصة بالأعمال وسؤال المرشد بشكل تفصيلي «المرشد ما بيصدق» أن يجد مهتم أو هاوي.