رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوفى فرنسى يروى تجربته مع المتطرفين والمحلدين فى أوروبا

الصوفى الفرنسى ياسين
الصوفى الفرنسى ياسين علوى

كشف ياسين علوى، أحد مريدى الطرق الصوفية بدولة فرنسا، عن أن ما جذبه إلى التصوف هو المسائل الروحانية، خاصة أنه كان يدرس فى كلية الفلسفة، وأصبح ملحدًا كارهًا للإسلام والدين بسبب العنف الذى تمارسه التيارات الإسلامية المتشددة فى فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى.

وقال علوى: لـ"الدستور: "والداى مسلمان، لكن مع الصورة السيئة التى رسمها المتطرفون فى ذهنى عن الإسلام، تركت أثررها في نفسي، كما أن دراستى الفلسفة كانت سببًا آخر لكى أصبح ملحدًا، لكن والحمد لله بفضل التصوف رجعت إلى الدين الإسلامى مرة أخرى».

وأوضح أن السبب الرئيسى الذى جعله يتجه الى التصوف، دون غيره من المناهج الإسلامية، هو المحبة التى تظهر بين المريدين، وحب الشيخ الصوفى لتلاميذه وأتباعه، خاصة أن مشايخ الصوفية فى أوروبا يتعاملون مع مريديهم بكل أدب وحب واحترام، وهو ما لا يوجد فى تيارات إسلامية أخرى.

وأضاف: "عندما اتجهت من مدينة ليون إلى باريس، لاستكمال دراستى العليا، وكنت وقتها قد خرجت من الإسلام، وأثناء تصفحى مواقع الإنترنت وجدت موقعًا خاصًا بالطريقة القادرية الصوفية، وسمعت بعض علمائها الذين كانوا يتحدثون الفرنسية بطلاقة، وتواصلت معهم".

وتابع: "تعرفت عن طريقهم على مسئول ومقدم الطريقة فى باريس، وعلمت أنهم يقيمون حضرة، وبعض الدروس العلمية، وأعجبت بالإنشاد الصوفى، الذى يقدمه منشدو الطريقة، وشعرت بروحانيات جميلة وبأفكار بعيدة عن تيار التشدد والعنف، ما جعلنى أتخذ قرارى بالانضمام إليهم وآخذ العهد الصوفى على هذه الطريقة".

واستكمل: "بعدما أصبحت صوفيًا قادريًا، علمت أن هناك آلاف المسلمين الصوفيين فى أوروبا، وبعضهم كانوا يهودًا أو مسيحيين ثم أسلموا من خلال التصوف، ولا يمكننى حصر مريدى الصوفية فى فرنسا لأنهم كثيرون جدًا، ويتبعون أكثر من طريقة، على رأسها القادرية والتيجانية والشاذلية والرفاعية والنقشبندية".

وعما يميز هذه الطرق الصوفية عن غيرها من الحركات والتيارات الإسلامية الأخرى، قال الشاب الفرنسى: «أكثر الأمور التى جعلتنى أرتاح للمنهج الصوفى، هى الراحة النفسية وانشراح الصدر، الذى يشعر به الإنسان عندما يسمع القصائد والمدائح الدينية، التى تصف النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وآل البيت الكرام، فضلًا عن أن علماء الطريقة القادرية فى أوروبا لم يعلمونى سوى المحبة فقط، ولا يقولون لى ما يجعلنى أكره الآخرين".

وأشار إلى أن الطرق الصوفية فى أوروبا لا تختلف كثيرًا عن بعضها البعض، فالجميع يبتغى محبة الله والرسول، ويرون أن الإسلام هو دين محبة وإخاء ورحمة، وهذا ما يجعلهم يبتعدون عن الأفكار المنحرفة، التى أعطت صورة فاسدة عن الإسلام والمسلمين، خاصة أن الجماعات المتشددة لا تعلم أتباعها سوى العنف والقتل.

أما عن موقف المحيطين به من تصوفه، فأشار إلى أن عائلته كانت متخوفة فى البداية منذ انضمامه للصوفية، لكن بعد حضورهم بعض اللقاءات الخاصة بالطريقة القادرية، انتهت مخاوفهم، لأنهم سمعوا أفكارًا تدعو إلى المحبة والتسامح وعدم كراهية الآخرين.

واختتم حديثه بقوله: "التصوف الإسلامى أنقذنى من التطرف والإلحاد، ويرجع الفضل فى الأمر إلى الطريقة القادرية، وشيوخها فى فرنسا، الذين جلسوا معى وأطلعونى على المنهج الصوفى فى المحبة والسلام".