رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: الاحتجاج بالقدر اجتراء على الله

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

أكد فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عدم جواز الاحتجاج بالقدر فيما ينسب للإنسان من معتقدات أو أفعال، سواء كانت إيمانا أو كفرا، خيرا أو شرا.. واصفا هذا النوع من الاحتجاج بأنه "اجتراء على الله تعالى وافتراء عليه".

وأشار شيخ الأزهر الشريف، في برنامج "الإمام الطيب"، إلى أن الإنسان مسئول مسئولية كاملة عما يرتكبه من أفعال الخير أو الشر، وأنه سيحاسب عليها أمام الله يوم القيامة، موضحا أن علم الله الأزلي بهذه الحقائق والأفعال لا يعنى أن الإنسان مجبور عليها أو مسلوب الإرادة.

وقال: "إن الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول العقيدة في الإسلام، وهو ركن من الأركان التي لا يتم إيمان المرء إلا به واعتقاده اعتقادا جازما بذلك"، مبينا أن معنى القضاء هو الإرادة الإلهية الأزلية المتعلقة بالأشياء على الوضع الذي ستوجد عليه مستقبلا أو فيما لا يزال، أما القدر فمعناه إيجاد هذه الأشياء بالفعل على قدر معين، وترتيب مخصوص في ذواتها وأحوالها.

وأضاف أن الإيمان بالقضاء والقدر يثبت من طريقي النقل والعقل.. فأما النقل فهو قول رسول الله، في بيان معنى الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله، وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله"، فالإيمان بالقدر في هذا النص النبوي الواضح قرين الإيمان بالألوهية والنبوة والغيب، أما الطريق العقلي فهو ما تقدم من ثبوت صفة العلم والإرادة والقدرة لله تعالى، حيث إن ثبوت هذه الصفات الأزلية لله سبحانه يقتضي لا محالة شمول العلم والإرادة والقدرة لكل معلوم ومراد ومقدور، لا يستثنى من ذلك شيء مهما كان عظيما أو تافها.

ولفت الطيب إلى أن القدر سر من أسرار الله سبحانه وتعالى، محجوب عن العبد لا يعلمه ولا يدريه من قريب ولا من بعيد، فكيف يمكن أن يتخذ المجهول الذي لا يعرف حجة أو تعلة لاقتراف الذنوب والآثام، مشيرا إلى أن هذه الذنوب والآثام إنما تقترف نتيجة اتباع الهوى والشيطان، وكل ذلك إنما يحدث عن اختيار الإنسان وقراره عن رضا وإرادة ومشيئة لسلوك طريق الشر والانحراف عن طريق الخير.. ومن هنا كان الاحتجاج بالقدر اجتراء على الله تعالى وافتراء عليه.

واختتم فضيلة الإمام الأكبر، حديثه، بالقول" "إن بعض المتسرعين في قراءة موضوع القضاء والقدر يزعمون أن الإيمان بالقدر يستلزم الإيمان بكون الإنسان مجبورا ومرغما ومسلوب الإرادة فيما يأتي وفيما يدع من إرادات وأفعال"، مؤكدا أنه زعم باطل وادعاء كاذب.

ونوه بأن الدليل القاطع على كذب هذا الادعاء هو ما يحسه الإنسان ويشعر به شعورا واضحا من أن له
مشيئة وإرادة يختار بها هذا الشيء أو ذاك، وهو ما يؤكد أن الإنسان ليس مجبورا ولا مرغما ولا مسلوب الإرادة فيما يأتي وفيما يدع من أفعاله الاختيارية.