رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معبود الجماهير.. أيام الوعظ والسلطنة «11»

محمد الباز يكتب: الريس بيرة صانع عدوية الأول.. إدى الواد لابوه

محمد الباز
محمد الباز

- محمد عصفور صاحب أهم وأكثر ألحان عدوية لكن لا يعرفه أحد
- الريس بيرة اسمه الحقيقى خليل محمد خليل.. وجدته أطلقت عليه اسم الشهرة
- «بيرة» هو من التقط عدوية من تشرد شارع محمد على ووضعه على طريق النجومية


قبل أن يلقى الشيخ كشك خطبته رقم ٣٥٥ قرر أن يهديها إلى اسم الشيخ صالح سليمان.
فمن هو هذا الرجل الذى بكى عليه الواعظ وانتحب؟
كانوا يطلقون عليه اسم حمامة المسجد، أو هكذا كان يناديه كشك، الذى نعاه بعد موته لأنه كما قال: إنى أعشق الوفاء، أحب الوفاء، الوفاء فى دمى وعظمى وعينى وسمعى ولسانى وقلبى.
ما علاقة حب كشك للوفاء بوفاة صالح سليمان؟
سأتركه يتحدث هو، كما تحدث من على منبره، يقول: دخلت المسجد صبيحة هذا اليوم، فسألت عن حمامة المسجد أين هى؟، فقالوا: لقد كانت هنا بالأمس، وسألت: فى أى أوقات الصلاة حضرت؟، قالوا: حضرت وقت العصر، قلت: هل صلت حمامة المسجد العصر؟، قالوا: إنها حضرت ولم تصل، إنما حضرت ليصلى عليها.
ويسأل كشك مستمعيه: أتدرون من حمامة هذا المسجد؟
ويجيب هو: إنه رجل من فقراء المسلمين، كان دائما يجلس فى الصف الأول، كان أسمر الوجه، لكنه كان أبيض القلب، وكنتم تسمعون صوته الشجى الشديد يصيح بـ«صلوا على رسول الله»، ما فاتته تكبيرة الإحرام إلا وهو داخل هذا المسجد، سألت عن الحمامة أين هى؟، قالوا: إنها طارت، قلت: إلى أين طارت؟، قالوا: إلى حيث تطير الأرواح، طارت إلى الديار الآخرة، بعد أن بنت لها عشا فى الجنة.
ترك صالح سليمان أثرا فى روح الشيخ كشك، لم يخف ذلك، أبداه بحزن وحسرة وبكاء، قال: مات بالأمس وشيع إلى مثواه الأخير وأنا ما زلت أسمع صوته يرن فى أذنى بالصلاة على رسول الله، يا صالح بن سليمان إننى أنظر إلى روحك يا صالح ترفرف على رأسى، ترفرف على هذا المكان الطاهر والبقعة المباركة.
أنهى كشك كلامه مع صالح، ثم توجه إلى المصلين الذين اندمجوا معه وعلت أصوات بكائهم، للدرجة التى تعتقد أن المسجد تحول إلى حسينية كربلائية، وعلا فيها النحيب على فقيد المسجد، قال لهم ليؤكد حجم الفقد الذى يعانيه بوفاة من سمّاه حمامة المسجد: ما صعدت إلى المنبر إلا وأنا أحنى رأسى عليه، وأقول له: يا سيدى لا تنسنى فى دعائك، ولقد صعدت المنبر اليوم دون أن ألتمس منه الدعاء، فأسأل الله أن يثبتنى فى هذا المكان.
يمكن أن تقطع علىّ الطريق هنا، وتقول إن هذه الدخلة ليست مناسبة لحديثك عن الذين ساهموا فى صناعة ظاهرتى كشك وعدوية، كانت أنسب لحديث عن جماهير الواعظ والمغنى، وهى مساحة لا بد أن تكون ثرية ومتشابكة وكاشفة لما احتله الرجلان فى قلوب الناس وعقولهم.
لن أخالفك الرأى كله، لكن من أدراك أن الشيخ صالح سليمان كان مجرد واحد من بين جمهور الشيخ كشك؟.
سأقول لك: قد يكون لديك حق لأنك تصدق الشيخ، لكن ما يجب أن تصدقه أكثر هو أن الشيخ أسمر الوجه أبيض القلب، لم يكن أبدا من جمهور الشيخ، بل كان واحدا من الذين يسحبون له «السوكسيه» بلغة المسرح، لكن هذه المرة فى المسجد.
كان صالح سليمان من هؤلاء الذين يلهبون حماس المصلين فى المسجد، فتشتعل الحناجر مرددة وراء الشيخ كشك، ومثله يدفع له المطربون أموالا طائلة حتى يقوم بهذا الدور، لكن الشيخ كشك لم يفعل ذلك بالطبع، لأنه لم يكن يدفع لمعاونيه، كان يكفيهم أنهم يمرون بالقرب منه فقط.
هل عرفتم الآن لماذا كان كشك حزينا كل هذا الحزن، منتحبا كل هذا النحيب، وهو يرثى صالح سليمان من فوق المنبر، بل يهديه واحدة من خطبه تخلد اسمه عند جمهور الشيخ؟، لقد كان واحدا من معاونيه، صحيح أنه لم يقرأ له شيئا، ولم يكتب وراءه شيئا، لكنه كان يقوم بدور لا يقل أهمية عن ذلك، كان يشعل الحماس بهتافه «صلوا على رسول الله»، ويردد وراء الشيخ ما يقوله، فيسوق المسجد كله وراءه.
كان لعدوية معجبون بالملايين، بل لن أكون كاذبا إذا قلت إن من بين معجبيه من تحولوا إلى مريدين، لكننى أعتقد أنه لم تكن هناك رابطة إنسانية بينه وبين أحد من معاونيه مثل التى كانت بين كشك وصالح سليمان، ربما لأن دنيا عدوية كانت أكثر ازدحاما من دنيا كشك، وربما لأن المنافسة على الأضواء فى دنيا الفن تختلف كثيرا عنها فى دنيا الدعاة.
على أى حال كان هناك من لمعوا فى حياة عدوية، لكنهم دائما كانوا خلفه، لم يلمع أحد منهم للدرجة التى أصبح فيها يقف إلى جوار عدوية أو أمامه.
تخيل مثلا أن محمد عصفور صاحب أهم وأكثر ألحان عدوية لا يزال على قيد الحياة، يعيش فى بيته بالمعادى، لكن أحدا لا يعرف أنه على قيد الحياة.
كان عصفور عازف أوكورديون وملحن موهوب جدا، يمكن أن تقرأ اسمه على أهم أغانى عدوية (ما بلاش اللون ده معانا – يا ليل يا باشا – سلامتها أم حسن – كركشنجى.... وغيرها)... ورغم أنها أغنيات مهمة وفارقة جدا فى مسيرة أحمد عدوية، إلا أنه يحتاج إلى من يعرف الناس به.
على أحد المنتديات الغنائية وجدت أغنية «يا واد يا منظوم» تقول كلماتها التى كتبها حسن أبوعتمان» وله... يا واد يا منظوم وله... وله... وله... يا كايد الخصوم يا دارسهم أوى وفارسهم أوى وهاوسهم أوى... أوى أوى أوى وملو الهدوم».
فى التعليقات لفت انتباهى تعليق كتبه عبده عصفور يقول فيه: ألحان الفنان وعازف الأوكورديون محمد عصفور والدى، وهو حى يرزق ومعروف جيدا لدى كبار فنانى الوطن العربى، وهو صاحب أكبر مدرسة فى الألحان الشعبية، وأحد صانعى نجومية الفنان أحمد عدوية.
على قدر العفوية التى فى كلام عبده عن أبيه محمد عصفور، على قدر الوجع الذى شعرت به، وكأنه رأى أن العالم لم يعترف بأبيه، أو يمنحه حقه، فقرر هو أن يتحدث عنه، ويذكر به، ويقول للناس جميعا إن الفنانين العرب يعرفونه جيدا، ليس لأنه صنع نجومية عدوية فقط، ولكن لأنه صاحب مدرسة فى الألحان الشعبية.
لم يكن محمد عصفور صاحب مدرسة فى التلحين بالطبع، فما قاله عبده عصفور فى تعليقه ليس إلا تقدير ابن لأبيه، وطبيعى أن يكون مبالغا بعض الشىء وهو ما لا نعاتبه أو نلومه عليه.
الواقع فعلا يقول إن عصفور لم يكن له مريدون أو تلاميذ ساروا على نهجه فخلدوه، لكنه كان صاحب طعم وروح خاصة به، وتخيل أن عصفور هذا جعل الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب يغار منه.
لا مبالغة فيما أقوله لك على الإطلاق، وسأترك لكم أحمد عدوية نفسه يحكى لكم ما جرى.
بعد عامين من دخول عدوية الإذاعة قابل محمد عبدالوهاب هناك صدفة.
يقول عن ذلك: كنت ماشى فى الاستديو لقيت الأستاذ عبدالوهاب ومعاه أحمد فؤاد حسن، كانوا رايحين يسجلوا آخر لحن عمله الأستاذ للفنانة وردة، لمحنى فؤاد، فهمس فى أذن الأستاذ: عدوية أهه، الأستاذ قال له: اديهولى، رحت سلمت عليه، قال لى: ما أنت زى القمر أهه، إلا قول لى يا واد: مين اللى عمل اللحن بتاع خضر العطار.
كان عبدالوهاب يقصد لحن إعلان تليفزيونى شهير أداه عدوية يقول مطلعه: سلام عشان خضر العطار معروف تمام وزباينه كتار والجار يقول للجار أسعاره أرخص أسعار خضر العطار من أسوان لراس التين عارفينه طبعا عارفين.
ويحكى عدوية ما جرى: لقيت عبدالوهاب معجب جدا بالأغنية، وقال لى: يا ابن الكلب، إنت غنيت اللحن حلو قوى، قلت لى مين عمله؟، فقلت له: ملحن متربى معايا فى الشارع اسمه محمد على محمد عصفور، قال لى: عايز أشوفه، وبعد كام يوم رحنا له أنا وعصفور فى بيت ابنه (المهندس محمد محمد عبدالوهاب).
لحن عصفور لإعلان خضر العطار كان سرا من أسرار عدوية، والغريب أنه عندما كان يحيى أحد الأفراح أو يؤدى وصلته فى أحد الكباريهات، كانوا يطلبون منه غناء خضر العطار رغم أن الكلمات كانت لإعلان ولم تكن لأغنية من الأساس.
كان التعليق الذى كتبه ابن محمد عصفور فى ١١ أغسطس ٢٠١٢.
بحثت عنه بعد ذلك، فلم أجد له أثرا إلا فى واقعتين.
الأولى كانت فى أغسطس ٢٠١٢، وبطلها مطرب اسمه مرجان، كانوا يلقبونه بمرجان مطرب الميدان، نسبة إلى ميدان التحرير.
صرح مرجان لأحد المواقع الإلكترونية بأن الملحن المتميز محمد عصفور شاهده وهو يغنى فى أحد البرامج، فاختاره لمشاركة أحمد عدوية فى ديو وطنى «موال فى حب بلدى»، يلحنه عصفور بنفسه ومن كلمات الشاعر أحمد قدرى وتوزيع المايسترو محمد أبواليزيد.
والغريب أنه بعد هذا التصريح لم يظهر شىء على الإطلاق، فلم نسمع لديو «موال فى حب بلدى»، ولم يطل علينا محمد عصفور، ثم إن مرجان مطرب الميدان نفسه اختفى تماما، ولو جربت وبحثت على محرك البحث جوجل عن مصير هذا الموال، فلن تجد إلا خبرا واحدا فقط، وهو خبر التصريح الأول، الذى يبدو أنه كان الأخير أيضا.
الثانية فى يناير ٢٠١٤ عندما كان عدوية ضيفا على فيفى عبده التى كانت تقدم برنامجها «أحلى مسا» على شاشة «إم بى سى مصر»، غنى عدوية «كركشنجى» وقال إنها من ألحان صديقه محمد عصفور، فعقبت فيفى: الله يرحمه، فرد عدوية على الفور: ربنا يديله طولة العمر.
دائرة ضيقة جدا هى التى تعرف ما الذى فعله محمد عصفور فى حياة أحمد عدوية، لا يتجاهله المطرب الشعبى الكبير فى أحاديثه أو حواراته، لكنه يأتى عليه عرضا فى حكاية من حكاياته أو طرفة من طرائفه، ثم ينتهى بعد ذلك كل شىء.
لم يفرض محمد عصفور نفسه على حياة عدوية وذكره وسيرته، كما فعل على أغنياته الشهيرة، لكن هناك من فعلها، أصبح اسمه ينافس اسم أحمد عدوية إلا قليلا، بل إن هناك من يعتقد أنهما شخص واحد.
تسمعون عن الريس بيرة؟
مؤكد أن الاسم صادفكم كثيرا، يمكن ألا تعرف الأغنيات التى كتبها لعدوية أو حتى ما كتبها لغيره، وهى كثيرة جدا، لكنى فوجئت أن كثيرين ممن كنت أتحدث معهم عن سيرة المغنى ينسبون تقريبا كل ما غناه عدوية للريس بيرة دون غيره من الشعراء وكتاب الأغانى الذين تعامل معهم المغنى، الذى يبدو أن اسمه كان سببا فى شهرته، ولست فى حاجة لتعرف أنه ليس اسمه الحقيقى، فاسمه الذى تحمله شهادة ميلاده هو خليل محمد خليل.
فى ٦ يونيو من العام ٢٠٠٨ توفى الريس بيرة، بعد أن ألقى عن كاهله ٨٦ عاما قضاها فى حياة رسمها على مزاجه الخاص، منذ ظهرت موهبته فى كتابة الأزجال والمواويل وتلحينها وغنائها أيضا، فلم يعكر صفوها أحد إلا قليلا.
كيف وصل خليل إلى الريس بيرة؟
هذه قصة طريفة من طرائفه الكثيرة، والفضل فى الأمر كله يعود إلى جدته، التى كانت تناديه بـ«بيرة» نسبة إلى بئر العسل لسمار بشرته، عرفه أصدقاؤه منذ صغره بـ«بيرة»، بعضهم كان يعتقد أن هذا هو اسمه الحقيقى، ولما كون فرقته الموسيقية التى كانت تصاحبه وهو يغنى فى المقاهى والحفلات والإذاعة كانوا ينادونه بالريس، فأصبح «الريس بيرة».
قبل أن يلتقى بيرة بعدوية فى ١٩٧٢، كان خليل قد قطع شوطا طويلا فى أزقة الفن وحواريه، يمتد إلى ما يقرب من خمسين عاما، أو بالتحديد ٤٤ عاما، فقد بدأت رحلته مع الارتجال وكتابة الأزجال وتلحينها وعمره ٦ سنوات، عندما كان لا يزال يعيش فى حى الحسين الذى ولد فيه.
كتب الريس بيرة خلال حياته ما يقرب من ألفى أغنية، منها ما يقرب من ٤٥ أغنية منسوبة لشعراء وملحنين آخرين، ومن بين ما يحمل اسمه خارج دولة عدوية أغانى «يا واد يا جن» لكتكوت الأمير، و«يا أسمر يا سمارة يا أبودم خفيف» لشريفة فاضل، و«يا قشر البندق» للمطربة اللبنانية طروب.
وإذا أردنا الحق، فهو صاحب الفضل الأول والأخير على عدوية، فهو الذى التقطه من تشرد شارع محمد على ووضعه على أول طريق النجوم، بأغنيته «السح الدح أمبو» التى لم تكن أبدا عبثية.
ما رأيكم فى أن نسمع بدايات عدوية كما يرويها الريس بيرة.
جرى اللقاء فى بدايات ١٩٧٢، وقتها كان أحمد عدوية هو نفسه أحمد مرسى الذى يعرفه رواد مقاهى شارع محمد على، ويعمل طبالا على الرق.
كان بيرة قد كتب «السح الدح أمبو» قبلها بسنوات، وكان الجميع يسمعونها منه، ولها قصة خاصة، وتخيل أن الأغنية التى صنعت مجد عدوية ووزعت أكثر من ٦ ملايين أسطوانة كانت وليدة الصدفة.
الحكاية نجدها عند بيرة.
حدثت بالتقريب خلال عام ١٩٥٢، طلب منه أحد أصدقائه أن يذهب معه إلى بيته، ليصلح بينه وبينه زوجته، جلس بيرة مع صديقه ودخلت الزوجة لتعمل له شاى، وتركت طفلها الصغير إلى جوار الريس بيرة، ويبدو أن الولد بكى، فأطلت الزوجة برأسها من المطبخ، موجهة كلامها لبيرة: إدى الواد لابوه، لكن الأب الذى كان غاضبا لم يستجب لزوجته، فوجد بيرة نفسه يقول: شيلوا الواد من الأرض، لحسن الواد يتخض، صعبان علىّ الواد.
خرج بيرة من بيت صديقه بعد أن أصلح بينه وبين زوجته، وكانت الأغنية قد اختمرت فى رأسه، فكتب السح الدح أمبو، وأكمل كلماتها، والمفاجأة أنه أخذ المطلع من أغنية كان يغنيها شكوكو بالفعل.
طلب عدوية من الريس بيرة أن يغنى السح الدح أمبو، فأخذه من يده وذهب إلى الشيخ طه عازف الأوكورديون وطلب منه تلحين الأغنية التى حفظها لعدوية، الذى كان يعمل وقتها فى ملهى شهرزاد مع الراقصة عزة شريف فى فرقة فتحية محمود.
قام عدوية بتسجيل الأغنية لصالح شركة صوت الحب، ومن بين ما لا يعرفه كثيرون -والرواية هنا على عهدة الريس بيرة وحده- أنه بعد تسجيل الأغنية مباشرة سافر إلى ليبيا طلبا لعمل ينقذه من الضياع الذى يعانيه فى القاهرة، لكنه عاد سريعا بعدأن فشل هناك، ليجد أن الأغنية كسرت السوق، وتم الإعلان رسميا عن مولد المطرب الشعبى أحمد عدوية.
هل كان عدوية مخلصًا للريس بيرة؟
سؤال يبدو غريبا، خاصة أن المغنى الشعبى كان طوال الوقت يتحدث كابن بلد حقيقى يحفظ الجميل لمن ساعدوه ودفعوه إلى الأمام، يشير إليهم من آن لآخر، لكن يبدو أن هناك ما عكر الصفو بين عدوية والريس بيرة.
فى عام ٢٠٠٨ قررت المطربة اللبنانية «دومنيك» أن تغنى «السح الدح أمبو»، ولما فعلت ذلك غضب عدوية وبدا أنه معترض على المطربة التى غنت أغنيته الشهيرة دون أن تحصل على إذن منه، وهو ما أثار دهشة واستغراب الريس بيرة الذى كان يعيش أيامه الأخيرة، واستنكر فى تصريحات صحفية غضب عدوية، إذ إنه الأب الشرعى للأغنية ولم يغضب رغم أن دومنيك لم تحصل على إذن منه أيضًا.
هل جرى نزاع بين عدوية والريس بيرة على «السح الدح أمبو»؟
هناك من يشير إلى ذلك، بل يؤكد أن النزاع وصل إلى القضاء، لكن يبدو أن الأمر حسم للريس بيرة، والدليل أن الأغنية لا تزال تحمل اسمه إلى الآن.
كان الريس بيرة يعرف قدر نفسه جيدا، قال مرة إنه أفضل من شكسبير، وأعتقد أنه كان يصدق ذلك جدا، ولذلك عاش سعيدا، ولم يكن فارقا معه أن يعترف عدوية به أو يتنكر له.