رمضان فى روسيا
بدأت الديانة الإسلامية بالانتشار في روسيا منذ القرن الثامن عشر داخل نطاق إقليم شعب "داغستان" الكائن فى منطقة "دربنت"، وتعتبر "ولغا بلغاريا" والتى تعرف تاريخيًا بمملكة "الصقالبة" أو مملكة "البلقار" هى أول دولة إسلامية كانت قد اعتنقت الإسلام عام 922م.
يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية في روسيا.
يشكل المسلمون 20% من إجمالى عدد سكان روسيا، أى ما يساوى 28 مليون مسلم.
يقيم المسلمون في منطقتين رئيسيتينّ، وهما منطقة "الفولغا" والتى تقع في قلب البلاد، ومنطقة القوقاز الشمالى التى تقع فى الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وتضمّ كلّاً من داغستان والشيشان وإنغوشيا وغيرها.
عدد المساجد في موسكو أربعة مساجد تعتبر من أكبر المساجد فى أوروبا، وتقام صلاة التراويح في المساجد الأربعة طوال شهر رمضان.
تصل ساعات الصيام في روسيا في بعض الأحيان إلى 22 ساعة، مما يجعلها من أطول ساعات الصيام بين دول العالم.
في شهر رمضان الكريم يستمر المسلمون فى روسيا في ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية دون أى تغيير في مواعيد العمل أو الإجازات، على عكس ما يحدث في معظم الدول الإسلامية.
تعد موائد الإفطار الجماعي أحد المعالم المميزة لشهر رمضان ، ويعتبر "الكفاس" المشروب التقليدى غير الكحولي المفضل لدى الروس خلال الشهر الكريم، ويتم تصنيعه عادة من خبز الجاودار (الخبز الأسود) ويطعم بنكهة الفواكة والزبيب أو الأعشاب، نظراً لقدرته الهائلة على قهر العطش.
يحرص المسلمون في روسيا خلال شهر رمضان على دعوة من يجيد قراءة القرآن ولديه معلومات جيدة عن الدين الإسلامي، ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن، ثم إلقاء درس أو موعظة مما يترك أثراً طيباً فى المدعوين.
وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد، يحرص المسلمون في المجتمع الروسي خلال شهر رمضان على أداء الصلوات في المساجد خصوصًا صلاة التراويح، ويتفاوت التزام المسلمين هناك بأداء الشعائر الرمضانية حسب المناطق التي ينتمون إليها.
تقوم المساجد الروسية الرئيسية بختم القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ما يجعل من هذا الشهر عيداً يمتد على مدار ثلاثين يوماً.
وفي العاصمة موسكو، تعتبر "خيمة رمضان" بجوار مسجد "باكلونايا غارا" التي يتولى تنظيمها مجلس المفتين في روسيا سنوياً بمناسبة حلول الشهر الفضيل، حدثًا متميزًا حيث تتسع الخيمة الرمضانية التي تقام بها موائد الإفطار الجماعي يومياً إلى ما يزيد على 600 شخص بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته، ويتم تقديم مأكولات شعبية تشتهر بها الأقاليم الروسية المسلمة، فضلاً عن تنظيم مسابقات للأطفال في حفظ القرآن الكريم.
وفي داغستان، يجتمع المسلمون في المسجد الكبير في عاصمتها وأكبر مدنها محج قلعة، للإفطار وصلاة التراويح، ويفضل المسلمون هناك كسر صيامهم بالتمر والفواكه، ثم بعد ذلك يتناولون الحساء والخبز وأطباق محلية مختلفة مثل بسبارماك وكورز.
أما فى الشيشان فتفضل العائلات المسلمة تناول الأكلات الشعبية في رمضان، ومن الأطباق المفضلة لدى الشيشانيين في شهر رمضان، تلك المصنوعة من نبات الرامسون والقراص، والتي تدخلها التوابل الحارة والبصل والثوم والفلفل.
من الأكلات المفضلة لمسلمي روسيا طبق التفتيل الروسي الذى يتكون من اللحم المفروم والأرز المسلوق وبعض البهارات وتشكل على شكل كرات ثم تسلق ثم تضاف عليها صلصة خاصة.
في بعض المناطق الروسية يتم حظر بيع المشروبات الكحولية خلال الشهر الكريم.
ومن الطريف أن الحكومة الشيشانية تدعو العائلات المتخاصمة إلى التصالح في هذا الشهر، وأحياناً تقوم بتشكيل لجان خاصة لتسوية النزاعات بينهم.
وفي تتارستان، يقوم المسلم غير القادر على الصيام بالتبرع بمبلغ 100 روبل عن كل يوم.
